وثائق مسربة..

واشنطن بوست: مخطط إيراني روسي لطرد القوات الأميركية من سوريا

تابعنا على:   15:17 2023-06-01

أمد/ واشنطن: كشفت وثائق استخباراتية أميركية سرية مسربة أن إيران تسلح ميليشيات في سوريا تمهيداً لمرحلة جديدة من الهجمات على القوات الأميركية في البلد، فيما تعمل مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد القوات الأميركية من المنطقة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، التي نشرت محتوى الوثائق المسربة، وهي ضمن وثائق البنتاجون التي سربها عنصر في الحرس الوطني الأميركي، واكتشفت أبريل الماضي، إن الوثائق أظهرت أن إيران وحلفاؤها يبنون ويدربون قوات على استخدام قنابل خارقة للدروع مصممة لاستهداف المركبات العسكرية الأميركية وقتل الجنود الأميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات كتلك تعد "تصعيداً في حملة إيران الممتدة لاستخدام وكلاء من الميليشات في سوريا لإطلاق صواريخ، وشن هجمات بمسيرات على القوات الأميركية في سوريا".

وقال خبراء استخباراتيون حاليون وسابقون وخبراء في الأسلحة، إن الهجمات بالطائرات المسيرة تسببت في جرح 6 جنود أميركيين وأودت بحياة متعاقد دفاعي أميركي، وأن القنابل المتفجرة الجديدة "يمكنها أن تزيد من حصيلة الضحايا الأميركيين، وتهدد بتفجير مواجهة عسكرية أوسع بين الولايات المتحدة وإيران".

قنابل خارقة متفجرة

وذكرت "واشنطن بوست" أن هذا النوع من الأسلحة، والذي يسمى "القنابل الخارقة المتفجرة EFP"، استخدم سابقاً من قبل مدعومين من إيران لشن هجمات قاتلة على القوافل العسكرية الأميركية خلال الاحتلال الأميركي للعراق (2003 - 2011).

وقال مسؤولون أميركيون إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "وجه وأشرف على اختبارات تلك الأجهزة المتفجرة"، والتي قال خبراء إنها تقسم دروع الدبابات. ووفقاً للمسؤولين فإن تلك الاختبارات تمت في شرق العاصمة السورية دمشق.

اعتراض مكالمات

وقالت "واشنطن بوست" إن المعلومات التي تضمنتها الوثائق بنيت على اعتراض مكالمات بين مسلحين سوريين ولبنانيين متحالفين مع إيران.

وذكرت أنه تم إحباط واحدة من المحاولات لاستخدام تلك القنابل ضد القوات الأميركية في فبراير الماضي، حين صادرت القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا تلك القنابل.

وقال مايكل نايت وهو خبير في شؤون الميليشيات المدعومة من إيران ومؤسس موقع "ميليشيا سبوتلايت" إن هناك تغييراً كبيراً في مدى قبول الإيرانيين باتخاذ مخاطر قتل أميركيين في سوريا، وأشار في هذا السياق إلى "الحصيلة المفجعة للضحايا التي أوقعتها تلك القنابل خلال حرب العراق".

وأضاف: "هذه الأشياء ستقتل بلا شك. وهم يفكرون بجدية في كيفية فعل ذلك".

خطة واسعة النطاق

وتصف وثيقة أخرى من الوثائق التي تم تسريبها، جهوداً أوسع لموسكو ودمشق وطهران لطرد القوات الأميركية من سوريا، وهو هدف "لطالما سعى إليه الرئيس السوري بشار الأسد".

وأشارت إلى أن هذا سيمكنه من استعادة المناطق الشرقية من سوريا والتي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من واشنطن.

وحافظت آخر 3 إدارات أميركية على وجود مجموعة صغيرة من الجنود في سوريا يبلغ قوامها نحو 900 جندي، يدعمهم مئات من المتعاقدين، لمنع مسلحي تنظيم "داعش" من العودة إلى البلد، و"إحباط الطموحات الإيرانية والروسية في المنطقة، وتوفير دعم لأهداف استراتيجية أخرى".

وبررت الإدارات الأميركية نشر تلك القوات تحت تفويض استخدام القوة في حربي العراق وأفغانستان والذي يعود إلى عام 2001، والذي مرره الكونجرس في صحوة هجمات 11 سبتمبر 2001.

"مركز تنسيق للهجمات"

ولكن الوجود الأميركي في سوريا يخلق أيضاً فرصاً للنزاعات، إذ وصفت وثيقة أخرى كيف تحضر إيران والمسلحين المتحالفين معها للرد على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف قواتهم في سوريا عبر ضرب القواعد الأميركية في سوريا.

وتصف الوثائق المسربة، خططاً لحملة واسعة لخصوم الولايات المتحدة تتضمن "التحريض على المقاومة الشعبية، ودعم حملات لشن هجمات على القوات الأميركية في شرق وشمال شرقي سوريا".

وذكرت الوثائق أن مسؤولي استخبارات روس وإيرانيين رفيعي المستوى التقوا في نوفمبر الماضي، واتفقوا على تأسيس "مركز تنسيق" لتوجيه تلك الحملة، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي تم إعداده في يناير.

وقالت "واشنطن بوست" إنه لا توجد إشارات على تورط روسي مباشر في التخطيط لهجمات على القوات الأميركية، ولكن الوثائق أظهرت دوراً نشطاً لروسيا في جهود أوسع ضد المصالح الأميركية.

وفي الأشهر التي أعقبت التقارير انخرطت روسيا في "استفزازات" ضد القوات الأميركية، بينها خرق اتفاقات تجنب النزاع، والتحليق فوق القواعد الأميركية، ومضايقة الطائرات الأميركية.

وفيما كان طرد الولايات المتحدة من سوريا هدفاً لروسيا، فإن إنشاء مركز تنسيق لتحقيق هذا الهدف، هو أمر جديد، وفقاً لآرون شتاين، الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية.

إدارة التصعيد ضد واشنطن

وفي حالة وقوع هجمات تؤدي إلى سقوط جنود أميركيين، فإن إيران وروسيا تعتقدان أن بإمكانهما إدارة التصعيد، لأن الولايات المتحدة ستقوم بـ"رد محدود" ضد أهداف داخل سوريا، وهو الخيار الذي ذهبت إليه إدارتا بايدن وترامب، وفقاً لشتاين.

ولكن شتاين حذر من أن غزو روسيا لأوكرانيا، وانهيار الاتفاق النووي لعام 2015، جعل الوضع أكثر تقلباً، وأصعب توقعاً، خاصة وأن ديناميات السياسة الأميركية الداخلية تجعل من الصعب أن يبدو أن أميركا تتراجع أمام روسيا.

وذكرت وثيقة أن أحد صناع القنابل الذي يعمل مع حزب الله اللبناني، حاول إجراء تجارب على نوع جديد من تلك القنابل الخارقة للدروع في يناير الماضي في سوريا.

وذكرت أن الجهاز يبلغ حجمه أقل من 5 بوصات، وهو جهاز قوي ويمكن إخفائه بسهولة.

وخلال اختبارين، تمكن الجهاز من اختراق دروع دبابات سمكها 3 بوصات من مسافة 75 قدماً، فيما فشل اختبار ثالث.

وقالت الوثيقة إن المسؤولين في فيلق القدس الإيراني، ساعدوا في تصميم القنبلة وقدموا النصح بشأن طرق استخدامه.

وذكر القائد في فيلق القدس صادق أوميد زاده تحديداً عربات همفي المدرعة الأميركية كهدف لتلك القنابل.

اخر الأخبار