
قرع طبول الحرب.. تكتيك صهيوني أم إستراتيجية؟

جلال نشوان
أمد/ تغيرت الأحوال وتبدلت الأمور ، فالظروف السياسية الحالية في دولة الإحتلال هي الأكثر تعقيداً منذ عقود، إذ تتزامن حالة عدم استقرار واحتجاج سياسي عميق لم يشهده المجتمع الصهيوني من قبل، مع تراجع في الحالة الاقتصادية ومخاوف من ركود اقتصادي وتراجع مكانة دولة الإحتلال سياسياً بسبب نهج حكومتها الفاشية اليمينية الاستيطانية والممارسات الإجرامية الإرهابية التي تمارسها بحق شعبنا الفلسطيني وكذلك تراجع اقتصادها وهروب المستثمرين على وقع الاحتجاجات الداخلية على التعديلات القضائية وتغيير بنية النظام السياسي فيها أيها السادة الأفاضل: المتغيرات الدولية والعربية وأبرزها ، إرهاصات التغير في النظام الدولي الذي تعد فيه حرب أوكرانيا نقطة تحول جوهرية، وهذا ما عكسته قمة جدة من تغيير وتحريك بعد فترة ركود مضطرب ونسبي متفاوت من دولة لأخرى في الشرق الأوسط، فالدول العربية مازالت تلملم جراحاتها من زلزال الربيع العربي الذي أحرق الأخضر واليابس وكل تلك الارهاصات أفقدت اتفاقيات ابراهام مضمونها وابهتت وهجها ،واضحت الأمور في غير صالح دولة الإحتلال التي تعمل على تسخين الأجواء وتقرع طبول الحرب بعد أن فشلت كافة المشاريع السياسية الأمريكية بإنشاء ناتو عربي لإن البيئة الإقليمية تتناقض مع هذه المشاريع لأول مرة منذ سنوات عديدة، لا يلغي إمكانية نشوب حرب على عدة جبهات والمناورات المستمرة التي يقوم بها الجيش الصهيوني هي انعكاس لاستراتيجية الاحتلال وهو الهروب من الأزمات لفكفكة المتغيرات في المنطقة لقد أتت المتغيرات في المنطقة بما لا تشتهي سفن قادة الاحتلال ، لذا فإنه من غير المستبعد شن حرب تشمل عدة جبهات حتى لو خالفت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المنشغلة بالتصدي للتنين الصيني وبالحرب الروسية الأوكرانية العالم يتغير وبسرعة والبيئة الدولية باتت تتعايش مع عالم متعدد الأقطاب بعد أن لفظت الأحادية الأمريكية أنفاسها الأخيرة على خلفية هذه المستجدات الإقليمية يتابع العالم باهتمام شديد الاتفاق السعودى الإيرانى الذى تم الإعلان عنه فى العاشر من مارس 2023، من خلال البيان الثلاثى المشترك للسعودية والصين وإيران، ونص الاتفاق على استئناف العلاقات الدبوماسية، بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية إيران الإسلامية، مع إعادة فتح السفارات فى غضون شهرين، من أجل تخفيف حدة التوتر فى المنطقة وتعزيز دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومى العربى، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار المنطقة العربية تشهد مراحل تحول استثنائية وتاريخية،ومنها الاتفاق الإيرانى السعودى والميل بشكل كبير كبير للصين وروسيا والتخلص من التبعية لأمريكا وغني عن التعريف فان المملكة العربية السعودية التقطت كافة المتغيرات الدولية والعربية والإقليمية وعلى ضوء ذلك انتهجت سياسة موزونة وواعية وإدراك حقيقي لأهمية تأثير المنطقة العربية في ميزان التحالفات الدولية وقدرتها على تغير التوجهات الغربية للمنطقة.
أدركت انه يتوجب تغير وجه المنطقة العربية ، فاعادت سورية إلى حضن أمتها العربية وتحاول ترويض اللاعب التركي بعد فوز أردوغان لفترة رئاسية جديدة دولة الإحتلال تكثف من ضغوطها على إيران وتعمل على تسخين كل الجبهات لتضع طهران أمام تحديات غير مسبوقة، والمنطقة على أبواب انفجار ما زالت تحكمه بعض التوازنات دولة الإحتلال التي صنعها الغرب تعيش على الحروب كإستراتيجية قائمة على التوسع لتطبيق عقيدتها التلمودية التي يشرعها الحاخامات المتطرفين الارهابيين الذين يحلمون بدولة من النيل إلى الفرات الكاتب الصحفى جلال نشوان