في دورته الـ 23.. المجلس الوطني يصدر إعلان القدس والعودة: "لا وطن لنا إلا فلسطين"
تاريخ النشر : 2018-05-04 06:41

أمد/ رام الله: أصدر المجلس الوطني الفلسطيني في ختام أعمال دورته الثالثة والعشرين بمدينة رام الله "دورة القدس وحماية الشرعية"، فجر اليوم الجمعة، إعلان "القدس والعودة" أكد فيه أنه "لا وطن لنا إلا فلسطين، كنا هنا منذ البدء وباقون هنا إلى الأبد، فنحن أصحاب الأرض الأصليون الذين يمتد تاريخهم عبر آلاف السنين، وإن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ثابتة غير قابلة للنقض أو التصرف".

واستنكر المجلس في إعلان "القدس والعودة" وأدان قرارات الإدارة الأميركية بشأن القدس، واعتبرها عدوانا صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني وتحدياً للدول العربية والإسلامية ولحقوق ومشاعر المسلمين والمسيحيين في كافة أرجاء العالم، ولقرارات الأمم المتحدة ومواقف مختلف دول العالم، ومحاولة مرفوضة لتكريس الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، مؤكدا أن الإدارة الأميركية اختارت بذلك أن تكشف عن انحيازها السافر إلى معسكر الاحتلال الاستيطاني وفقدت تماما أهليتها للعب دور الوسيط في مساعي تحقيق السلام. وقد شجعت قرارات الإدارة الأميركية بشأن القدس واللاجئين، الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد وتسريع بناء المستوطنات وتهويد القدس ما يضفي الطابع الديني على الصراع ويدفع المنطقة إلى اتون انفجار وسيخلف عواقب وخيمة على المنطقة والعالم.

وأكد الإعلان التمسك بإعلان الاستقلال وببرنامج الإجماع الوطني الذي أقره خلال دورته في العام 1988 في الجزائر، وتمسك الشعب الفلسطيني الحازم بحقه في بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، وحل قضية اللاجئين وهي التجسيد الحي للنكبة، وفق القرار 194، كما نصت عليها مبادرة السلام العربية.

كما أكد التمسك بخيار السلام العادل، ورفضه كل ما يطرح من مشاريع مشبوهة عن الحلول المرحلية ودولة الحدود المؤقتة والدولة في غزة.

وقرر المجلس تفويض المجلس المركزي لمنظمة التحرير بكافة صلاحياته بين دورتي انعقاده، بهدف تعزيز وتفعيل دور المنظمة  وتطوير الأداء والقدرة على التحرك ومواجهة متطلبات مرحلة تتعاظم فيها التحديات.

  وفيما يلي النص الكامل للإعلان:

إعلان القدس والعودة

صادر عن دورة القدس وحماية الشرعية الفلسطينية

إن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يعقد دورته الثالثة والعشرين في أكناف مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين في مرحلة تشتد فيها المخاطر التي تهدد قضيتها الوطنية، وإذ يجتمع قبل أيام من الذكرى السبعين للنكبة التي مثلت واحدة من كبرى الجرائم بحق الإنسانية ومن أبشع حالات الظلم التاريخي في عصرنا الحديث، وإذ تلتئم جلساته، وبحضور لافت لأعضائه من أبناء شعبنا في الوطن والمنافي والشتات، على مقربة من ضريح القائد المؤسس ياسر عرفات وفي ساحة معركته الأخيرة التي استشهد فيها في مواجهة الاحتلال، وإذ استمع باهتمام للخطاب التاريخي الشامل للرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في افتتاح دورته، فإن المجلس بمداولاته ونقاشاته المعمقة وتوصياته وقراراته وإعلانه هذا يوجه إلى العالم رسالة الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية الفارقة:

  • لا وطن لنا إلا فلسطين، كنا هنا منذ البدء وباقون هنا إلى الأبد، فنحن أصحاب الأرض الأصليون الذين يمتد تاريخهم عبر آلاف السنين والذين تنطق شواهد الأرض الطيبة والتاريخ وحقائقه الثابتة بروابطهم المقدسة وعلاقتهم المتجذرة المتصلة دون انقطاع، وتمسكهم الثابت بفلسطين، أرضهم وبلادهم ووطنهم.
  • إن أكثر من مائة عام من النضال والكفاح والمقاومة أثبتت فشل كل مؤامرات الاقتلاع والتهجير والمذابح والحروب والاحتلال والاستيطان والهدم والتصفية والاحتواء، وأكدت الاستحالة المطلقة لكسر إرادة شعب فلسطين الشجاع. وجيلا بعد جيل تتم حماية الذاكرة الوطنية فتتعزز منعتها وتتهاوى مؤامرات استئصالها أو محاولات إضعافها، ويتم حراسة الرواية الفلسطينية في عقل وقلب كل فلسطيني، فتترسخ بحقائقها وبأبعادها التاريخية والإنسانية مقنعة لشعوب العالم، وعصية على محاولات الطمس وتزييف التاريخ. وجيلاً بعد جيل وبتضحيات قافلة طويلة من الشهداء البررة، والأسرى والجرحى الأبطال، وبجسارة الفدائيين والمقاومين، وبالصمود الأسطوري والمقاومة المتواصلة لجميع أبناء الشعب في جميع أماكن تواجده ترتفع الراية خفاقة عاليا في مسيرة مثابرة وعنيدة لشعب صمم على محو الظلم التاريخي الذي الحق به في العام 1948 وعلى استرداد حقوقه وانتزاع حريته لتعود فلسطين الدولة السيدة الحرة المستقلة فتتبوأ مكانها الطبيعي ومكانتها المستحقة بين الأمم وكي تواصل، وهي أرض الرسالات والأنبياء، إسهامها وعطائها التنويري وإشعاعها الحضاري في المنطقة.
  • إن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ثابتة غير قابلة للنقض أو التصرف، إن الحق في العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني وبناء دولة فلسطين المستقلة ثوابت لا يمكن إنكارها أو تجاوزها أو تجاهلها أو المساس بها أو الالتفاف عليها أو الانتقاص منها، وهي حقوق لا يملك أي فرد أو هيئة أو فصيل الحق أو السلطة أو التفويض أو القدرة على التفريط بها أو اختزالها أو قبول ما هو أدني منها.
  • إن المجلس الوطني إذ يؤكد التمسك بخيار السلام العادل فانه يؤكد رفض كل ما يطرح من مشاريع مشبوهة عن الحلول المرحلية ودولة الحدود المؤقتة والدولة في غزة.
  • إن المجلس الوطني الفلسطيني يعيد التأكيد والتمسك بإعلان الاستقلال وببرنامج الإجماع الوطني الذي أقرهخلال دورته في العام 1988 في الجزائر. ويؤكد المجلس تمسك الشعب الفلسطيني الحازم بحقه في بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، وحل قضية اللاجئين وهي التجسيد الحي للنكبة وفق القرار 194، كما نصت عليها مبادرة السلام العربية.
  • إذ يستنكر المجلس ويدين قرارات الإدارة الأميركية بشأن القدس، ويعتبرها عدوانا صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني وتحدياً للدول العربية والإسلامية ولحقوق ومشاعر المسلمين والمسيحيين في كافة أرجاء العالم، ولقرارات الأمم المتحدة ومواقف مختلف دول العالم، ومحاولة مرفوضة لتكريس الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي فإنه يؤكد أن الإدارة الأمريكية اختارت بذلك أن تسفر عن انحيازها السافر إلى معسكر الاحتلال الاستيطاني وفقدت تماما أهليتها للعب دور الوسيط في مساعي تحقيق السلام. وقد شجعت قرارات الإدارة الأميركية بشأن القدس واللاجئين، الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد وتسريع بناء المستوطنات وتهويد القدس ما يضفي الطابع الديني على الصراع ويدفع المنطقة إلى اتون انفجار وسيخلف عواقب وخيمة على المنطقة والعالم.
  • إن المجلس يؤكد أن منظمة التحرير الفلسطينية تواصل التصدي لمهامها وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وقائدة مسيرة النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال. والمنظمة بمجلسها وهيئاتها القيادية، هي بيت الشعب الفلسطيني حيثما وجد في الوطن والمنافي والشتات بمختلف تياراته وأطيافه وفصائله وقواه ومؤسساته وقطاعاته وشخصياته المستقلة وفعالياته، وهي ملتقى وبوتقة تفاعل مختلف الأفكار والرؤى والاتجاهات من أجل تحقيق برنامج الحرية والاستقلال الوطني، وهو يؤكد ضرورة انخراط ومشاركة جميع الفصائل والقوى في إطار مؤسسات المنظمة ومرجعياتها المعتمدة. وإذ أتم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، فقد جاء قرار المجلس الوطني بتفويض المجلس المركزي لمنظمة التحرير بكافة صلاحياته بين دورتي انعقاده بهدف تعزيز وتفعيلدور المنظمةوتطوير الأداء والقدرة على التحرك ومواجهة متطلبات مرحلة تتعاظم فيها التحديات.
  • إن الوحدة الوطنية كانت وما زالت وستبقى الحجر الأساس للنضال الوطني الفلسطيني والضمانة الأكيدة لتحقيق الانتصار، ومن هنا يؤكد المجلس على الأولوية الملحة لإنجاز مهمة إنهاء الانقسام الذي الحق أضراراً كبيرة بقضيتنا الوطنية وعمق معاناة أبناء شعبنا في القطاع العزيز المحاصر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما حوله إلى أكبر سجن في العالم، ويوجه بتكثيف الجهود لاستعادة وحدة الوطن والشعب والمؤسساتبتحقيق المصالحة الوطنية. ويجب المضي قدما في تمكين السلطة الفلسطينية وحكومتها لتولي كافة مسؤولياتها في قطاع غزة على الفور.
  • يؤكد المجلس الوطني على التمسك بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة أشكالها الذي كفلته المواثيق الدولية. وإذ يحيي المجلس النموذج البطولي للمقاومة الشعبية التي تجسده جماهيرنا الشجاعة في القدس والضفة والقطاع، فإنه يدعو إلى تعزيز هذا النموذج الذي يكرس التفوق الأخلاقي للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال و"الابرتهايد" ويعزز علاقة التضامن مع شعوب العالم وقواها الفعالة.
  • إن المجلس الوطني إذ يؤكد على اعتزاز وتمسك الشعب الفلسطيني بعروبته وهويته القومية يحيي قرارات دعم المواقف والحقوق الفلسطينية التي أكدتها القمة العربية الأخيرة في الظهران. إن أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقفون في خط الدفاع الأول عن الوطن العربي وفي خندق الدفاع الأمامي عن القدس في وجه الاحتلال الاستيطاني، يحيون مواقف أشقائهم ويعاهدونهم على مواصلة مسيرة النضال الوطني حتى النصر.
  • إن المجلس الوطني إذ يثمن تنامي دعم دول العالم للحقوق الفلسطينية ولدولة فلسطين في مختلف المحافل الدولية، وإذ يلحظ بتقدير كبير الدعم الواسع لفلسطين في أوساط الشبيبة والطلبة في مختلفدول العالم واتساع التأييد لحركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي فانه يؤكد على ضرورة ايلاء الدبلوماسية الشعبية والاتصال بالقوى والأحزاب مزيدا من التركيز.
  • يؤكد المجلس على ضرورة التركيز في الممارسة على النموذج الذي نطرحه لدولتنا المستقلة من خلال تأكيد هدفنا في ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتعزيز قيم ومفاهيم التنوير والتسامح وتكريس سيادة القانون والعدالة والتكافؤ ورفض التمييز واحترام حقوق الإنسان وصون حرية التعبير والحريات العامة وترسيخ قواعد ومتطلبات الحكم الرشيد، وتعزيز دور المرأة الفاعل في مختلف المجالات وإيلاء اهتمام استثنائي خاص بقطاع الشباب الذي يشكل غالبية أبناء شعبنا بفتح الأبواب أمام تمكينهم ليتولوا مواقعهم المستحقة وهم من سيحمل الراية في درب النضال نحو الحرية والاستقلال.
  • إن المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد فوق أرض فلسطين وعلى مشارف القدس الشريف يؤكد باسم الشعب الفلسطيني أننا ماضون بصلابة وثبات لتحقيق الحرية والاستقلال.

 

عاشت فلسطين