خاطبوا ملادينوف بعد تفاقم أزمتهم.. حملة "الجوازات المصفرة" في غزة لا يعترف بأوراقهم أحد!
تاريخ النشر : 2019-05-15 00:02

أمد/ غزة- خاص:  نحو خمسة آلاف مواطن في قطاع غزة حُرموا من بطاقة الهوية الرسمية ذات اللون الأخضر، ليحصلوا بدلاً منها على جواز "مصفّر" لا يحظى بصفة رسمية، هؤلاء المواطنون كانوا نازحين خارج الوطن، ومع عودة السلطة الفلسطينية بدأوا العودة تدريجياً، ليفاجئهم الواقع؛ لا يعترف بأوراقهم أحد!

ويعاني أصحاب الجوازات المصفّرة من عدم قدرتهم على التحرّك خارج قطاع غزة، وما يحمله ذلك من مشّقة لعائلات تريد رؤية أبنائها في الخارج أو شباب يرغبوا في إكمال مسيرتهم التعليمية أو الخروج للعلاج أو أداء الشعائر الدينية كالحج والعمرة وزيارة المسجد الأقصى، وحتى السفر بغرض الترويح عن النفس فهو واحد من حقوق الإنسان.

وبهذا الخصوص، قال المتحدث الاعلامي باسم أصحاب الجوازات المصفرة المؤقتة مثنى النجار:" الجوازات المصفرة  هي تشبه الجواز العادي تم إصداره من رام الله؛ عبر دائرة شؤون اللاجئين للنازحين المتواجدين داخل غزة وخصوصاً القادمين من البلدان التي شهدت حروباً كسوريا وليبيا والعراق واليمن وغيره، وكل هؤلاء لا يحملون رقم وطني ( هوية) ويطلق عليهم اسم ( البدون)".

وأضاف النجارلـ "أمد للإعلام" : "هؤلاء محرومون من حقهم في المواطنة والحصول على هوية فلسطينية، والتي يتم إصدارها عبر( لم الشمل) من قبل الجانب الإسرائيلي، وهذا الأمر معلق منذ سنوات، مؤكداًأنّنه  عددهم بلغ أكثر من 5000 ألاف وعائلاتهم، والمئات منهم تمكنوا من عمل هذا الجواز، ودائرة اللاجئين لا يوجد لديها رقم ثابت بعددهم.

وأوضح:" القرار اليوم وبعد إصدار هذه الجوازات، تم منع سفرهم عبر معبر رفح دون معرفة الأسباب، منوهاً الكل يرمي اللوم على غيره ويقول جاري الحل والكل يماطل في ذلك" .

وأشارالنجار:"  هناك أصحاب حاجة إنسانية، منهم مرضى سرطان ومنهم طلبة ومنهم نساء تعرضن للطلاق ، ومنهم من لم يرى ذويه قطعاً؛ ومنهم من حُرم من أداء موسم العمرة وحتى الحج القادم إذا أبقيت الأمور على حالها.

وتابع النجار:  لقد قدمنا عدة شكاوي رسمية لمركز حقوق الإنسان، وقدمنا سابقاً رسالة للسيد السفير الفلسطيني في جمهوية مصر العربية دياب اللوح هذا نصها: 
رسالة إلى السيد السفير بجمهورية مصر العربية الأستاذ دياب اللوح ممثل الرئيس في أرض الكنانة:
هذه رسالة من حملة الجوازات المصفرة المؤقتة كلهم أمل بأن تقف بجانبهم، ويتم التواصل مع الجهات ذات العلاقه لوجود حلول وخاصة بعدما تم إبلاغ المعتمرين بعدم السماح لهم بالسفر، وأيضاً يُحرم العالق من العودة إلى ذويهم خارج الوطن، وهناك الحالات المرضية وهناك الحالات الإنسانية.
السيد معالي السفير  في سفارة فلسطين بالقاهرة نثمن عالياً دوركم المسؤول في خدمة الفلسطيينين في كل الأماكن، نود إبلاغكم إنّنا أصحاب الجوازات المصفرة التي صدرت عبر دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وداخلية السلطة الفلسطينية، نحن عالقون بغزة ولا نستطيع السفر، الأغلب أصحاب حاجة فمنا لم يلتقي بأهله منذ سنوات طويله ومنا من يحتاج للعلاج ومنا من قام بالتسجيل للعمرة، تفاجئنا بأن الجانب المصري قام بارجاعنا بحجة تعميم صادر ونحن لا ذنب لنا نريد حقوقنا التي كفلتها القوانين ومن بينها حق التمتع بحرية السفر والتنقل ونطلب من سيادتكم التكرم والتدخل من أجل حل قضيتنا، والعمل على تسهيل سفرنا من غزة إلى مصر وإلى البلدان المجاورة فنحن في أمس الحاجة لذلك. 
نثمن دوركم الرائد ونأمل أن تقفوا معنا في هذه القضية الإنسانيه والعمل على أعلى المستويات من أجل حل القضية.
هذا الجواز الذي تم الإعتراف به وصدر من رام الله هو مصدر لحريتنا التي نريدها أن تكون كاملة أن نشعر بالمواطنة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
نحلم بالعيش الكريم كباقي أفراد العالم، ونتطلع بأن تقفوا معنا بكل قوة وأن تسعوا جاهدين من أجل إيجاد الحلول المؤقتة، حتى يتم حل قضية لم الشمل وإصدار الهوية الفلسطينة لكي نتمكن من إستصدار الجواز الفلسطيني .
تقبلوا تحياتنا اصحاب الجوازات المصفرة".

وحصلت "أمد للإعلام" على بعض أسماء من أصحاب الجوازات المصفرة المحرومين من التنقل من وإلى غزة، ومحرومين من الحصول على الجواز والهوية الفلسطينية أسوة بالفلسطينين
*أنا المواطن محمد نصر سليم دلول متزوج ولي 5 اطفال، من مواليد قطر وصلت أرض غزة بتاريخ 3/7/2000 عن طريق الوثيقة المصرية وتصريح الزيارة، لم أحصل على لم شمل أسوة بالذين استلمو هويات، ولم أحصل على جواز سفر مصفر ولا أي شيء إلا البطاقة التعريف.
 #بديهويتيانا_فلسطيني

*أنا المواطنة سحر مصطفى الباز مواليد السعودية، دخلت غزه عام 1999 بتصريح زياره على الوثيقه المصرية، وقدمت طلب لم الشمل، وما أزال انتظر، أنا لوحدي هنا وأهلي كلهم في السعوديه بدي أشوف أهلي مع العلم انه والدي ووالدتي توفي بدون ما اشوفهم، ووثيقتي منتهيه مافي مجال للتجديد.

*انا المواطن حسين محمد أبو العيش مواليد السعودية دخلت غزة بتصريح زيارة في سنة  ١٩٩٩  بوثيقة اردنية، والغيت الوثيقة بسبب عدم تجديدها، ويوجد لدي اخوة عددهم (٦) مثلي لايوجد لديهم غير الوثيقة، ومن بينهم اخ  حضر إلى غزة من ٤ سنوات ولم يستطع الخروج بسبب المعبر وانتهت إقامته من السعودية.

*انا المواطن يوسف أبو دقه، متقاعد من الجزائر وقدمت على لم شمل الدفعه الأخيره، حصلت على بطاقة تعريف زرقاء ولدي جواز مصفر أريد السفر لتجديد جوازي الأردني والسفر للعلاج ورؤية أولادي.

*انا المواطن وليد جودة، دخلت قطاع غزة برفقة والدي ووالدتي عام 2000 بتصريح زيارة و لم نتمكن من الحصول على الهوية الفلسطينية حتى الآن، منذ حوالي عامين قمنا بتقديم طلب الحصول على الجواز الفلسطيني من خلال مكتب د. زكريا الأغا وبالفعل صدرت الجوازات لنا في يوليو 2017.
مع فتح باب التسجيل للعمرة، انا ووالدتي قمنا بالتسجيل بانتظار ما سيحصل مع حملة الجوازات المصفرة. وهناك أخي الأكبر مني وزوجته واولاده جميعهم كذلك بنفس الحالة
*انا المواطن أحمد سالم أبو خاطر، مواليد ليبيا دخلت قطاع غزة بتصريح زيارة سنة ٢٠٠٠ بوثيقة أردنية [ مضاف مع والدتي ] ولم أتمكن من الحصول على الهوية الفلسطينية، منذ عامين تقدمت بطلب الحصول على الجواز الفلسطيني المصفر من خلال مكتب د. زكريا الاغا والحمد لله حصلت عليه، أنا. متزوح ولدي طفل واحد، مع العلم أني بصدد السفر للملكة الأردنية الهاشمية في الصيف لإستخراج جواز أردني [ سنتين ] والانفصال عن والدتي
كما وسلّم أصحاب "الجوازات المصفرة" الاثنين، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، رسالةً للتدخل الأممي العاجل لحل أزمتهم، وتمكينهم من السفر للخارج، عبر معبر رفح البري.
وقال مثنى النجار "إنه سلّم المبعوث الأممي خلال زيارته صباح اليوم لمجمع ناصر الطبي بخان يونس رسالة مكتوبة باللغة الانجليزية شرح فيها معاناة أصحاب الجوازات المصفرة وقضية لم الشمل كونها معلقة من الجانب الإسرائيلي والمآسي الإنسانية؛ جراء ذلك".
وأوضح النجار، أنّ رسالته حملت شرحاً كافياً ومفصلاً حول معاناة حملة الجوازات المصفرة، خاصة المرضى والطلبة والأشخاص الذين حرموا من الحج والعمرة والزوجات اللواتي تعرضنّ للطلاق بسبب عدم التمكن من السفر عبر معبر رفح.
وأشار إلى أن رسالته حملت مضموناً إنسانياً بحت؛ كما أكدت أنّ الأمم المتحدة الباب الأخير لهم والأهم، كونهم يعملون بمقتضيات القوانين التي تنص على حرية الأفراد في التنقل والسفر.
وتمنى النجار أن تصل رسالتهم، وتلقى إستجابة سريعة من ميلادينوف، مضيفاً "فهو الأمل الأخير بعدما طرقنا أبواب الجهات كافة في الداخل والخارج دون استجابة طيلة السنوات الماضية".