قصة قصيرة: روح
تاريخ النشر : 2019-05-20 16:06

اعتاد التسكع في طرقات عقله آناء وحدته، تعصف به أفكاره ويرتطم في جدران جنونه، وتهوى عليه أحجار أخطائه، ومحفور على كل حجر ذنب ارتكبه وكأنه يوم بعثه وحسابه.

تطير فوقه خفافيش تئن وتعوي تارة من الألم، وتارة تُغرد لحن فرح حزين وتدمع أعينها من فرط رقتها.

اتخذ من بقايا جدار ما ساتر وجلس طالباً الراحة، وبدأ يُقلب في الأحجار المتناثرة حوله، فوجد أنها تحمل صفاته التي شكلت شخصيته أيضاً، غلبه النعاس فسقط من علو العقل على سفح القلب فوجده طربِاً يُغرد خارج سرب شعوره وينظر ناحيته ناقماً عليه ويسأله: لماذا اضعفت عضلتي واسقطت تاجي؟

لماذا تركت دروبي تنزف لتروي بها صباراً غرسته أنت على أرصفتها؟!

لا تملك الجواب؟

إذن فأنصت جيداً يا مالكي؛ الصبار كالصبر ينمو بقليل من الماء لا بكثير من الدماء.
اعتقني كي اعتق رُوحك وإلا خنقتها امامك. فخاف وارتجف وفقد توازنه وسقط في بركة عرقه وكاد أن يصحو من نعاسة وفجأة تنبه إلى صوت ما يحدثه من بعيد، انتظر يا أنت قبل أن تفقد وعيك وتغادر، عليك أن تُخرس تلك الجوقة التي ارهقتنا طيلة الوقت بعزفها لنا لحن "عاشق الروح".
ومن أنت/أنتِ؟

أنا الرُّوح