عملية خانيونس...هل من دروس مستفادة فلسطينيا؟!
تاريخ النشر : 2019-07-09 09:08

كتب حسن عصفور/ أعلنت دولة الكيان الإسرائيلي نتائج التحقيق الخاص بـ "عملية خانيونس" الفاشلة، حيث حاولت "قوة خاصة" من النخبة في جيش الاحتلال، تنفيذ عملية "اختراق أمني"، وكشف أن الفشل كان هو حصيلة تلك "العملية".

تقرير نتائج التحقيق الإسرائيلية، وبعيدا عما بها من "صواب" أو عدمه، يفتح باب السؤال هل هناك "رواية حمساوية" موحدة لتلك العملية التي تفتخر بها أجهزتها الأمنية، ولها الحق بذلك، لمنعها عملية لو نجحت سيكون لها آثار تخريبية أو عمليات تجسس كبرى داخل المدينة.

من المتابعة السابقة، تعددت الروايات عن حقيقة "العملية"، من كشفها الى تطور الأحداث خلالها وبعدها، من كيفية الدخول الى عملية انسحاب "افراد القوة الإسرائيلية" مع قتيلهم، دون أن تتمكن قوات حماس من اعتقال أي منهم، علما بأن الاكتشاف كان في قلب بلدة شرق خانيونس، وكان بالإمكان اعتقال كامل أفراد تلك العملية.

نعم، الاكتشاف بذاته عمل له التقدير، لكن انسحاب كل أفراد المجموعة سالمين مع قتيل، هو فشل من الوجهة الأخرى أمنيا، بعيدا عن أي تبرير مسبق، والأهم مسار العملية والأدوات وآليات العمل التي أوصلتها الى عدة كيلومترات في المنطقة.

الفشل الإسرائيلي في العملية، لا يكفي أن نسجل فرحا به، فذلك بعض من جوانب المشهد، وما يجب أن يكون جوانب أخرى أكثر أهمية من إفشال المهمة عند نقطة ما، وهذا ما يستوجب عملا أمنيا جادا، وما يفترض ان جهاز حماس الأمني (القسام والداخلي)، قد قام به وبحرفية عالية.

ولكن، هناك حق عام للشعب الفلسطيني، يجب أن يعلم حقيقة "الحدث"، وان تكون نتائج التحقيق علنية قدر الممكن، ولا يجب ان تصبح معلومات مسار الحدث، وما بعده خاضعا لـ "تسريبات" قد يكون ضررها أكثر كثيرا من عدم نشر الحقيقة بالقدر المستطاع.

ليس كافيا ما تم نشره من قبل حماس عن العملية "الفاشلة"، كان حتى لحظة استشهاد نور بركة وآخرين، ثم اعتقال عدد من أبناء أحد العائلات، ثبت بعد عدة أشهر أنهم أبرياء تماما، وقدمت حماس لهم "الاعتذار" ضمن "احتفال محدود النشر"، فيما تشير معلومات أهل القطاع أن أجهزة حماس الأمنية اعتقلت عددا من بين افراد أمنها وكتائب القسام، من المنطقة في قطاع غزة، متهمين بالمساعدة في تلك العملية، وأن البعض منهم مرتبط بجهاز الأمن الإسرائيلي...فيما شنت حملة اعتقالات شمال قطاع غزة، ضد "مشبوهين أمنيين" آخرين.

بالتأكيد، عملية كتلك التي حدثت تحتاج الى "أدوات محلية"، واكتشافها ضرورة وطنية قبل أن تكون أمنية، ولذا مطلوب من قيادة حماس وجهازها الأمني تقديم "رواية خاصة" حول تطورات ما بعد كشف العملية، نشر نتائج تحقيق أولية، تشير الى أن الجدية حاضرة بقوة، ولا تستر على معلومات أي كان أصحابها.

"الشفافية "النسبية" قوة سياسية، وليست "ضعفا" او نقيصة، وكلما اسرعت حماس بكشف نتائج التحقيق ضمن "رواية فلسطينية" يكون ذلك نفعا، من الهروب الغامض، الذي يفتح الباب لإشاعات قد تلحق "ضررا" يفوق كثيرا "سرية" وهمية.

جيد، ان نفرح لفشل عدونا واعترافه بذلك، لكن أليس معيبا ان يكون هذا العدو أكثر شفافية من صاحب الحق.

الهروب من كشف الحقيقة ليس فعلا مقاوما، بل خدشا بها...

ملاحظة: بيان حكومة رام الله حول وصف بناء مشفى في غزة بعد موافقة إسرائيلية بأنه جزء من تنفيذ الصفقة الأمريكية يثير الاستغراب...فلو كان كذلك تصبح "التفاهمات" أيضا جزء منها، فهل هي ضدها أيضا...بيان مناكف لا يليق!

تنويه خاص: قرار محكمة احتلالية ضد الشهيد الخالد أبو عمار والقيادي الأسير مروان، لا يجب أن يكون خبرا...قرار يستحق ثورة غضب سياسية قبل ان تكون قانونية...البيانات البلدية لا أثر لها...اياكم والصمت...!