نـتـنـيـاهـو الـخـرف
تاريخ النشر : 2019-07-11 15:11

يبدو ان رئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو وصل إلى حد الخرف والتخبط, وأوصله الجنون إلى حد القول بأن « أصل الفلسطينيين القدماء، يعود إلى جنوبي أوروبا، في حين يعود أصل الفلسطينيين الحاليين، إلى شبه الجزيرة العربية», وعلى ما يبدو ان نتنياهو اعتزل الحياة السياسية, وأصبح باحثا في تاريخ وأصول الشعوب, وقد دفعه ذلك للتشكيك في أكثر شعب له جذوره التاريخية في ارض فلسطين حيث هاجر إليها الكنعانيون في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد حيث كانوا يتحدثون العربية, فالعرب الكنعانيين هم أول من سكن القدس وفلسطين قبل خلق بني إسرائيل وولادتهم ووجودهم في الدنيا، وظلت فلسطين تسمى ارض كنعان حتى عام 1200 قبل الميلاد حينما غزتها القبائل الكريتية, وشهدت فلسطين سلسلة من الغزوات قامت بها القبائل الكريتية التي استقرت في شواطئ يافا وغزة, فسميت تلك المنطقة فلسطين نسبة إلى اسم القبيلة الكريتية الغازية التي اندمجت مع الكنعانيين سكان البلاد الأصليين، وأطلق اسم فلسطين على جميع الأراضي الساحلية والداخلية التي كان يسكنها الكنعانيون، ومع الزمن غلب العنصر الكنعاني وأصبح سكان البلاد كلهم من الكنعانيين العرب, فأين جذور «الإسرائيليين» في تلك الحقبة يا نتنياهو وأين تاريخهم وتراثهم هنا؟!.

منذ ان احتلت «إسرائيل» القدس سنة 1967م وهى تقوم بالتنقيب والبحث عن تراثها القديم, وتشرع في حفريات كثيرة وعميقة أسفل المسجد الأقصى, علها تعثر على ما يدل على وجودها في فلسطين منذ قديم الزمن, لكن كل هذا البحث انتهى إلى نتيجة واحدة, ان اليهود ليس لهم أي تاريخ أو وجود على ارض فلسطين, فقاموا بتزييف التاريخ, ونقل شيء من تراثهم الزائف إلى القدس في محاولة لإقناع العالم بأن القدس تعود جذورها إليهم, وانه أحد بها من الفلسطينيين, ولكن سرعان ما اكتشف أمرهم, والوسائل الخبيثة التي يلجؤوا إليها لتزييف التاريخ, ونجن لسنا في جدال مع اليهود لإثبات حقنا التاريخي في أرضنا, لأننا تجاوزنا هذا منذ أمد بعيد, منذ انزل الله عز وجل على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «ولقد كتبْنا في الزَّبُورِ من بَعْد الذكْر أنَّ الْأرْض يَرِثها عبَاديَ الصَّالِحونَ», هذا هو المعيار الأساسي لدينا, أما ما يقوله نتنياهو إن ارتباط الفلسطينيين بأرض إسرائيل ليس شيئًا، مقارنة مع 4000 عام من الارتباط بين الشعب اليهودي والأرض» فهذا ندرجه في إطار التحايل والعجز عن إثبات ملكية الشيء لنفسه, والحالة المزرية التي وصل إليها بعد أكثر من سبعين عاما من الصراع مع الفلسطينيين, والذي عجزت خلاله «إسرائيل» ان تغيير من الحقائق شيئا.

ثم دعونا نتساءل هل يعرف نتنياهو أصوله جيدا, انه بعدما ظُن لسنوات طويلة أنه يهودي أشكنازي (من أصل شرق أوروبيّ)، أعلن خلال زيارته لمتحف «الشعب اليهودي» في تل أبيب، أنه يهودي من أصل إسباني. ذلك أنه بعد إجراء شقيقه تحليل DNA اتضح أن جذوره «سفاردية» وليست إشكنازية, وقال نتنياهو إن أصله يعود إلى يهود ليتوانيا.

ويرجع أصل اليهود في إسرائيل والعالم إلى أربعة أصول مختلفة هي: السفارديم وهم اليهود من أصل إسباني وبرتغالي، الأشكناز وهم اليهود من أصل وسط وشرق أوروبا، المزراحيم وهم اليهود من أصل شرقي (أي منطقة الشرق الأوسط) بالإضافة إلى الفلاشا وهم اليهود من أصل إثيوبي, وتتفشى بينهم العنصرية إلى حد كبير, فهل يمكن لهؤلاء اليهود ان يكونوا منتمين لأرض واحدة, وأنهم من عرق واحد؟, على نتنياهو ان يبحث عن أصله وفصله, قبل ان يتحدث عن الفلسطينيين أصحاب التاريخ العريق, والضاربة جذورهم في عمق الأرض الطيبة, حيث يدل كل شيء على ملامحهم الأصيلة, فالأرض تنتمي إلى شعبها الفلسطيني, والشعب الفلسطيني ينتمي لأرضه الطيبة, لذلك يقدم كل هذه التضحيات لأجلها, ولن يتوقف نضاله وتضحياته حتى استعادتها من اليهود الغاصبين بعز عزيز أو بذل ذليل, وان غدا لناظره قريب.