العظماء لا يرحلون
تاريخ النشر : 2019-08-22 21:28

طارق سعد ابو عمر
عجز الكلمات عن وصفك ي صاحب المواقف الشجاعة

أين أنت يا وطني من أبنائك الابطال،
أين أنت ممن عشقوا ذرات ترابك وأبدعوا في نسج ثوب الفخار والعز من اجلك ، ولبسوا الأشمغة الحمراء متوشحين بها ،
هامات أنجزت وحفرت أسمائها على صدر أمجاد التاريخ،
تغنت (موطني) في رحاب مؤسساتك، ناضلت ليبقى اسمك هو الأعلى خفاقاً والأجمل في جميع المحافل والمناسبات.

لماذا نذكرهم ونتحسر عليهم عندما يموتون؟،
لماذا لا نعرف قيمتهم الا عندما يرحلون؟،
ما أجمل أن نرفع أسماؤهم فوق رؤوس الجبال، ليكونوا قدوة لمن خلفهم، لماذا لا نحلق بسيرهم الذاتية في سماء الوطن،

كان نجما وضاءً في سماء امتهنت الضباب والشحوب على وقع وحشتها تمطط الألم بيننا، وسكنتنا أوجاع الشتات وهجر الأوطان وظلم ذوي القربى الذي مزق وسائجنا بالأرض، وقطع أوصالنا، ورش على جراحنا ماء البحر.

طارق سعد كان شمسا مدت مجرتنا بالأنوار والدفء حين امتطى صهوة الكلمة الصادقة، فجعل منها مرادفا للطلقة، ورص منها جسورا للوصال والتواصل ليعبر عليها الأجيال نبراسا نحو وطن مغتصب، وجعل منها ناقوسا يدق في زحمة الصخب والضجيج ليذكرنا أن الوطن أولا وثانيا وأبدا.. وأنه لاراحة قبل تحريره، ولا بحبوحة في ظل التشردم وتقمص مثله فعلا غير مكتف بالأقوال؛ فعاش في كنف من القناعة والكفاف مكتف بخزائن التاريخ التي سنصفه، وذاكرة شعب لن تودعه أرفف النسيان.

روض الراحل طارق سعد الكلمة نثرا ووزنا، كانت مجالسته فرصا يتسنحها محبوه، فكان واعظا إن هو حدث، وناصحا إذا ما تسنى له ذلك في موضع يستوجب النصح، وطريفا إن هو مازح.

عرفناك رجلا عن قرب فكان ثكنة إن هو قارع العدو، ومدرسة إذا ما أشهر معارفه ومناهجه.. فلتعذرني وليعذرنى الجميع لعدم قدرتي على إيفاء وصف الاخ والصديق والحبيب طارق حقه، ولا يحرمني الله أجر المحاولة.

رحم الله الفقيد طارق سعد ( ابو عمر )، وأسكنه فسيح جنات الخلد، وألهمنا وأهله والشعب الفلسطينى الصبر والسلوان..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.