إضراب الماء والغذاء
تاريخ النشر : 2019-08-23 18:00

الإضراب الذي يخوضه الأسير القائد في حركة الجهاد الإسلامي طارق قعدان, وامتناعه مؤخرا عن تناول الماء, يدل على ان معركته مع الاحتلال تشتد, خاصة ان الاحتلال الصهيوني يتجاهل بشكل متعمد الخطوة التي اتخذها الأسير القائد طارق قعدان بإعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام قبل أربع وعشرين يوما, نتيجة اعتقاله إداريا "دون تهمة" والحكم عليه بستة أشهر سجن, وهذه الستة أشهر قابلة للتجديد وقد تمتد لسنوات, فهي خاضعة لإرادة السجان الصهيوني, الذي يكتفي فقط بجملة ان المعتقل يمثل خطرا امنيا على "دولة إسرائيل" ولا يستطيع محامي المعتقل الإداري ان يطلع على التهم, على اعتبار ان الملف سري, ولا يطلع عليه سوى القاضي الصهيوني والنيابة, وتحت هذه الذريعة يستمر الاعتقال الإداري طويلا, دون ان يعرف الأسير لماذا هو معتقل داخل سجون الاحتلال, وما هي التهم المنسوبة إليه, لذلك سيستمر نضال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, حتى يسقطوا سياسة الاعتقال الإداري التعسفية, والتي تتناقض مع كل القوانين الدولية التي تعنى بالأسرى, بعد ان أصبح الاعتقال الإداري وسيلة انتقام متاحة تماما أمام الاحتلال تجاه الفلسطينيين.
الأسير القائد طارق قعدان هو احد ثمانية أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني, نتيجة تحويلهم للاعتقال الإداري, ومن بين هؤلاء الأسرى حذيفة حلبية 28 عاماً من بلدة أبو ديس قضاء القدس المضرب منذ 54 يوما، والأسير أحمد غنام وهو مضرب منذ (41) يوماً، وسلطان خلوف منذ (37) يوماً، وإسماعيل علي منذ (31) يوماً، ووجدي العواودة منذ (26) يوماً، وناصر الجدع المضرب منذ (17) يوماً، وثائر حمدان منذ 12 يوماً, وهؤلاء الأسرى جميعا يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد الاحتلال الصهيوني بكل قوة وصلابة, ويصرون على المضي بإضرابهم المفتوح عن الطعام مهما كانت العواقب, حتى تحقيق أهدافهم, بالإفراج عنهم من السجون الصهيونية, وإسقاط سياسة الاعتقال الإداري التعسفية والتي أصبحت سيفا مسلطا على رقاب شعبنا, ويتمادي الاحتلال في استخدامها كل لحظة كوسيلة انتقام عقابية ضد الفلسطينيين بحيث يقوم بتحويل الفلسطينيين للاعتقال الإداري دون تهمة, وإنما انتقاما منهم وذلك لزعزعه استقرارهم ووجودهم وصمودهم فوق أرضهم المغتصبة, وإحباطهم لمخططات الاحتلال.
إضراب الماء والغذاء يمثل خطورة كبيرة على حياة الأسرى المضربين عن الطعام, ودخول الأسير القائد طارق قعدان يومه الثالث في الامتناع عن تناول الماء, خاصة في ظل هذه الأجواء الصيفية الحارة يهدد حياته بالخطر الشديد, والشارع الفلسطيني الذي لا يتخلى عن أسراه لن يقف صامتا أمام سياسة الاحتلال التعسفية, ولن ينتظر حتى سقوط الأسرى شهداء في سجون الاحتلال, إنما سيتحرك لنصرة أسراه والوقوف إلى جانبهم, وعلى الاحتلال الصهيوني ان يدرك تماما ان سياسة تجاهل معاناة الأسرى المضربين عن الطعام لن تكسر إرادة أسرانا البواسل, ولن تفت في عضدهم, إنما ستزيد من إصرارهم على المضي بإضرابهم المفتوح عن الطعام, وتصعيد خطواتهم الاحتجاجية حتى تتحقق أهدافهم بالحرية وإسقاط سياسة الاعتقال الإداري, كما ان فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقف صامتة طويلا أمام ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى المضربين عن الطعام, بل سترد بكل قوة إذا ما بقى هذا التجاهل المتعمد لمعاناتهم وتحقيق مطالبهم العادلة, فمعركة الأسرى المضربين عن الطعام ستستمر مهما حاول الاحتلال تجاهلها, وستنتهي بانتصارهم بإذن الله كما عودونا دائما.