بطولة "حنا لحود" لكرة السلة على الكرسي المتحرك.. من العباءة المحلية إلى العالمية
تاريخ النشر : 2019-10-04 12:30

أمد/ بيروت – ترنيم خاطر: على أنغام "عليّ الكوفية"، ورفرفة علم فلسطين، وبالهتافات والدموع عبر لاعبي المنتخب الفلسطيني عن فرحتهم عقب إطلاق صافرة النهاية معلنة فوزهم بالمركز الثالث، في بطولة حنا لحود الدولية لكرة السلة على الكرسي المتحرك في العاصمة اللبنانية بيروت.

يقول اللاعب حسام القلازين، والحاصل على أفضل لاعب في المباراة لـ "أمد للإعلام": "كل الكلمات لا تعبر عن مدى سعادتنا بهذه المشاركة الأولى، فالفريق بأكمله لعب بشكل جيد، وقدم مباراة رائعة".

ويضيف:" جميل جداً مواجهة فرق من دول مختلفة، وأن تنافسها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتنا، ومازالت تواجهنا، وأن نحصل على مركز يتقدم الدول التي يتوفر لديها جميع الإمكانيات، والدعم".

ويتابع القلازين (19عاماً):" تمكنا تجاوز المسافات لمغادرة قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "ايرز"، بعد أن حصل بعض اللاعبين على تصريح من إسرائيل ورفض البعض، ومن ثم الانتقال إلى الأردن، لنصل بالنهاية إلى لبنان".

ويواصل حديث والأمل يحذوه ورفاقه:" دائماً نخرج من كل معاناة ومن كل الصعوبات بعزيمة قوية، بروح مناضلة، والرياضة جزء من النضال، جزء من إثبات الوجود على الخارطة الرياضية في العالم، نحن بنتائجنا هذه شرفنا كل فلسطيني وكل عربي".

إصرار وعزيمة

ويروى القلازين اللحظة التي قلبت حياته رأساً على عقب ، فيقول :"كنت في السابعة من عمري، وتعرضت حينها لحادث سقوط من الطابق الثالث، افقدني قدرتي على الحركة، وبعدها توقفت حياتي واقتصرت على المدرسة والمنزل، وبعدها سمعت بوجود نادي رياضي متخصص بذوي الإعاقة، وقررت الاشتراك فيه".

"كانت الكثير من التساؤلات تدور في ذهني، كيف سأتمكن من الذهاب والعودة من النادي، وهل سأستطيع ممارسة الرياضة، إلا أن تشجيع عائلتي زادني اصراراً للتخلص من النظرة النمطية للمجتمع، حول ذوي الإعاقة".

وتابع بعزيمة وإصرار:" بدأت التدريب وتعلم قوانين، وكيفية استخدام الكرسي المخصص للعب كرة السلة، حتى وصلت بالنهاية إلى  اتقان اللعبة، وتمكنت من خوض العديد من المباريات مع نادي السلام لذوي الإعاقة العديد، وحققنا نجاحا رائعاً، وسنحقق المزيد".

معيقات وتحديات

وحول أبرز التحديات التي واجهها خلال مشاركته في بطولة حنا لحود الدولية، يقول القلازين لـ "أمد للإعلام"، كانت الكراسي المتحركة المستخدمة من قبل المنتخب الفلسطيني، ذات وزن كبير يفوق وزن الكرسي المتحرك المستخدم من قبل الفرق المشاركة الأخرى، حيث تجاوز 12 كيلو، وهذا الأمر أثر يشكل كبير على سرعة وخفة الحركة لدى الفريق".

وبين أن الكرسي المتحرك المستخدم أيضاً كبير الحجم، وهو ما شكل عبء كبير أثناء التنقل والتحرك من منطقة إلى أخرى، مشيراً إلى أنهم أحياناً كانوا يضطرون لفك أحد الإطارات الخاصة بالكرسي حتى نتمكن من دخول الغرفة، أو الصعود عبر المصعد "الاصانصير"، أو الركوب في الباصات.

أما اللاعب علي جبريل، الذي بدأ ممارسة رياضة كرة السلة منذ عام 2013، فيقول لـ "أمد للإعلام"، لقد كنت  سعيد جداً، وأنا أرى الجماهير تصفق لي ولفريقي بقوة بعد الإعلان عن فوز المنتخب الفلسطيني بالمركز الثالث وحصوله على الميدالية البرونزية، بكيت حينها فرحاً، وماهي إلا ثوانٍ حتى تجمعت عشرات العجلات المتحركة، مهنئةً بإحراز تقدم على الفريق الآخر.

ويتابع حديثه قائلاً:" تمكن منتخب فلسطين لكرة السلة للكراسي المتحركة، من اقتناص الفوز 39/42، على حساب المنتخب الليبي، ليحقق فوزه الأول في هذه البطولة، وبهذا الفوز تأهل المنتخب للعب على المركز الثالث، مع منتخب سوريا الذي خسر أمام لبنان، ليحقق الأول الفوز بنتيجة 50/32".

ويقول اللاعب جبريل (23عاماً)، ويعاني من إعاقة جراء تعرضه لحادث سير، :"إن إعاقته لم تمنعه من ممارسة رياضة كرة السلة، مؤكداً أن مشاركته في بطولة حنا لحود الدولية لكرة السلة على الكرسي المتحرك، هو تحدي جديد للاعبين على إعاقاتهم عبر المشاركة في العديد من الأنشطة المحلية والدولية".

ويضيف بتحدي:" نحن لا نعرف الهزيمة، ولدينا اصرار وعزيمة للوصول إلى الهدف، منوهاً إلى أنه بعد إصابته، بدأ يتدرب ضمن نادي السلام على كيفية تحريك اليدين بطريقة مرونة خلال عملية التمرير والتسجيل، وطريقة التعامل مع الكرة وتسديد الهدف، ومهارات الالتحام مع الخصم.

ويطمح جبريل إلى المشاركة بالمزيد من البطولات العربية والدولية لتمثيّل فلسطين في مختلف المحافل، مشيراً إلى صعوبة السفر والتنقل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وأتفق جبريل مع زميله الاعب القلازين، في المعيقات والتحديات التي واجهت الفريق خلال مشاركته في البطولة، والمتمثلة في المنع الإسرائيلي وعدم اعطاء عدد من اللاعبين تصاريح للمرور عبر معبر بيت حانون، وقلة الدعم المتوفر للفرق في قطاع غزة ليتسنى لهم تطوير الأداء والمهارات، إضافة إلى الاختلافات الكبيرة في طبيعة الكرسي المتحرك المستخدم في اللعب، مقارنه بما هو متاح مع الفرق المنافسة.

وقدم الشكر للجنة الدولية للصليب الأحمر التي تحاول دائماُ تقديم الدعم والمساعدة، سواء أكانت مادية أو معنوية.

دعم الصليب الأحمر

من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي تشرف على هذه البطولة، إن 11 لاعبًا و5 من الجهاز الفني، قطعوا الطريق من غزة إلى عمان، ومن ثم إلى لبنان.

وأضافت أن 5 فرق رياضية تدعمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتنافس في هذه البطولة وهي؛ فلسطين، أفغانستان، سورية، ليبيا، ولبنان.

 ويتم تنظيم هذه البطولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع اللجنة البارلومبية اللبنانية للسنة الثانية على التوالي وتشارك فيها فلسطين للمرة الأولى.

وأوضحت أنه بدأ العمل مع الفرق من قطاع غزة، والتي كان لا يتعدى عددها 4 في العام 2015، بالتعاون مع اللجنة البارلومبية الفلسطينية والأجسام الممثلة للأشخاص من ذوي الإعاقة.

وأشارت إلى أنه وعلى مدار 5 سنوات استجلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخبير الدولي جيس ماركت لتدريب الأندية على تقنيات لعبة كرة السلة للكراسي المتحركة، وتدريب الطاقم الفني من مصنفين وحكام.

ويوجد في غزة اليوم 9 فرق كرة سلة للكراسي المتحركة، بينها 4 فرق نسائية، تشارك جميعها في الدوري لهذا العام.

إحصاءات وأرقام

يذكر أن أعداد  في ازدياد، بسبب تعرض كثير من المواطنين لإصابات وإعاقات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب  الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة البالغين يصل عددهم إلى نحو 27 ألفاً، منهم 17 ألفاً يعانون من إعاقة حركية.