صباح الخير يا ماجــد
تاريخ النشر : 2019-10-09 06:55

فلسطين/ في ذكرى الغياب الكبير للفتى ماجد، وهل هناك أبلغ تعبيرا من محمود قولا عن أبي سلام:

محمود درويش في صباح الخير يا ماجــد

صباح الخير يا ماجدْ
صباح الخيرْ
قم اقرأ سورة العائدْ
وحث السيرْ
إلى بلدٍ فقدناهُ
بحادث سيرْ
صباح الورد يا ماجدْ
صباح الوردْ
قم اقرأ سورة العائدْ
وشدّ القيدْ
على بلدٍ حملناهُ
كوشم اليدْ

صباح الخير يا ماجدْ
صباح الخير والأبيضْ
قم اشربْ قهوتي، وانهضْ
فإن جنازتي وصلتْ. وروما كالمسدّس،
كلّ أرض الله روما،
يا غريب الدار،
يا لحماً يغطّي الواجهات وسادة الكلمات،
يا لحم الفلسطينيّ،
يا خبزَ المسيح الصلبَ، يا قُربان حوض الأبيض المتوسط...
اختصر الطريق عليك يا لحم الفلسطيني، يا سجادة الوثني،
يا كهف الحضارات القديمة،
يا خيام الحاكم البدوي،
يا درع الفقير ويا زكاة المليونير،
ويا مزاداً زاد عن طلبات هذي السوق،
يا حلم الفلسطينيّ في الطرقات،
يا نهراً من الأجساد في واحدْ.
تجمّع واجع الساعدْ.
... ويا لحم الفلسطينيّ فوق موائد الحكّام،
يا حجر التوازن والتضامن بين جلاديكَ. حرفُ الضاد لا يحميك، فاختصر الطريق عليك يا لحم الفلسطينيّ،
يا شرعية البوليس والقديس إذ يتبادلان الإسمَ،
إذ يتناوبان عليك يمتزجان، يتّحدان، ينقسمان مملكتين، يقتتلان فيك،
وحينَ تنهض منهما يتوحّدان عليك يا لحم الفلسطينيّ،
يا جغرافيا الفوضى ويا تاريخ هذا الشرق، فاختصر الطريق عليك...
يا حقل التجارب للصناعات الخفيفة والثقيلة،
أيها اللحم الفلسطينيُّ، يا موسوعة البارود منذ المنجنيق إلى الصواريخ التي صنعت لأجلك في بلاد الغرب،
يا لحم الفلسطيني في دول القبائل والدويلات التي اختلفت على ثمن الشمندر، والبطاطا، وامتياز الغاز، واتّحدت على طرد الفلسطيني من دمهِ.
تجمّع أيها اللحم الفلسطينيّ في واحدْ
تجمّع واجمع الساعدْ

------

عن من لايختصر في كلمات

ولد ماجد محمد عبد القادر أبو شرار، رجل السياسة والأدب والإعلام الفلسطيني، في قرية دورا قضاء الخليل عام 1936، وأنهى دراسته الابتدائية في مدرستها. انتقل مع والده إلى غزة في العام 1948، وتلقى تعليمه الثانوي فيها. التحق عام 1954 بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، وتخرج منها عام 1958.

عمل ماجد أبو شرار مدرسًا في مدرسة "عي" قضاء الكرك في الأردن، وأصبح مديرًا لها، قبل أن يتعاقد مع رجل أعمال سعودي، ويسافر إلى الدمام ليعمل محررًا في صحيفته اليومية "الأيام"، وذلك سنة 1959؛ الأمر الذي أتاح له فرصة للتعبير عن أفكاره ورؤيته الوطنية.

التحق عام 1962 بحركة فتح، وتفرغ للعمل في صفوف الحركة بعمان، وذلك في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه الشهيد كمال عدوان "مفوض الإعلام"، وأصبح أبو شرار فيما بعد رئيسًا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية، ثم مديرًا لمركز الإعلام.

وبعد استشهاد القائد كمال عدوان، أصبح مسؤولًا عن الإعلام المركزي، ثم الإعلام الموحد، وجرى اختياره أمين سر للمجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الثالث للحركة.

ساهم ماجد أبو شرار في دعم وتأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1968. وكان أَبرز من ترأس موقع "المفوض السياسي العام"، وقد شغل هذا المنصب بين عامي (1973-1978).

مثل ماجد أبو شرار قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية، بصفته كفاءة عالية في التنظيم، إلى جانب قدرته على العطاء والمثابرة والإخلاص في الانتماء.

أصبح عضواً في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ عام 1972؛ كما كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي.

جرى انتخابه عام 1980 عضوًا في "اللجنة المركزية لحركة فتح"، وكان ذا باع طويل في ميدان الثقافة والفكر، وساهم في فتح أبواب الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة، وكان قد طاف معظم دول العام بدءًا من الأردن إلى الصين مرورًا بكوبا وغيرها.

صدر له العديد من القصص والكتابات من بينها مجموعة قصصية باسم "الخبز المر"، وكان ساخرا في كتاباته السياسية التي كان ينشرها في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح"، ومن أشهر مقالاته:

صحفي أمين جدًا

واحد غزاوي جدًا

شخصية وقحة جدًا

واحد منحرف جدًا

استشهد ماجد أبو شرار بتاريخ 9/10/1981، على أيدي الموساد الإسرائيلي وعملائه؛ إذ انفجرت قنبلة في سريره في أحد فنادق العاصمة الإيطالية روما، أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء.

منحه الرئيس محمود عباس في 17 نيسان 2014 وسام "نجمة الشرف" من الدرجة العليا، تقديرًا لدوره الوطني والنضالي المشرف في الدفاع عن فلسطين أرضًا وشعبًا وقضية، وتثمينًا عاليا لسيرته ومسيرته التاريخية والفكرية والأدبية.