وهم الإنتخابات
تاريخ النشر : 2019-10-09 15:43

كان من الممكن أن أكون مجاملاً، وأكتب سطرين للقراء بأن هناك إنتخابات فعلا، ولكنني أستبعد العاطفة عن الحكم في الأمور السياسية، وإلا سأكون خدعت نفسي قبل أن أخدعكم، فأنا لا أحلل بناء على قرائة نوايا الساسة ولا حتى تصريحاتهم، ولكنني أحلل بناء على الأداء السياسي وخطة العمل، والتي أشك وكما رأيتها أن تكون دافعاً لإجراء إنتخابات، لأنه وبكل بساطة أرى أن أقل كلمة قيلت عن الإنتخابات منذ إعلان الرئيس عنها في الأمم المتحدة، تحمل ألف علامة إستفهام، بالإضافة الى الرفض المسبق من الفصائل لمبدأ تجزئة الإنتخابات.

هناك بعض الفصائل حتى هذه اللحظة يسألون إذا كانت الإنتخابات عامة فعلاً، أم تشريعية فقط، وهناك من يسأل أن إسرائيل ستسمح بإجرائها في القدس، وهناك من يسأل أنه من الممكن إجرائها في غزة في ظل الإنقسام، وهناك من يسأل أن حماس ستوافق على إنتخابات تشريعية فقط، وهناك من يسأل أن الرئيس سيستجيب لطلب الفصائل بإجراء إنتخابات عامة ومتزامنة، وكل إجابة على كل سؤال تعني أنه لا وجود لإنتخابات،  وكل هذه الأسئلة متزامنة مع تحرك اللجان المختصة بالإنتخابات، وعقد الإجتماعات المتواصلة مع جميع الأطراف، وضخ المادة الترويجية للإنتخابات عبر وسائل الإعلام المختلفة، بات المشهد وكأن الجميع لا يريد أن يرى الحقيقة رغم أنها واضحة وضوح الشمس، وهي أن الرئيس يقصد بالإنتخابات التشريعية فقط , والرئاسية لاحقاً وأن حماس والفصائل سترفض ذلك رفضاً مطلقاً .

 لا أريد أن أتهم الرئيس بعدم نيته بإجراء إنتخابات لأنه يريدها تشريعية فقط، ولا أريد أن أتهم حماس بأن رفضها لإجراء الإنتخابات التشرعية أولاً ومن ثم رئاسية يعبر عن عدم نيتها بإجراء إنتخابات من الأصل، ولا أريد أن أتهم جميع الفصائل  بأنهم لا يريدون إنتخابات من الأصل، بحجة أن إسرائيل لم توافق على إجراء الإنتخابات في القدس , لأنه من المفترض أن تجري إنتخابات في غزة والضفة وحتى في حال عدم موافقة إسرائيل بإجرائها في القدس، فعدم إجراء إنتخابات في القدس بسبب الإحتلال لا يعني أن يحرم أهل غزة والضفة من حقهم في هذه الإنتخابات وبعيداً عن معرفة من هو المعطل للإنتخابات، علينا أن نعلم جيداً أن الأداء السياسي الحالي يؤكد بعدم وجود إنتخابات، وأننا سنعيش في وهم الإنتخابات لفترة من الزمن كما عشنا وهم المصالحة لأكثر من عشر سنوات.