الهجرة بديلاً للزواج.. شباب غزة يبحث عن حل للمشاكل الاقتصادية
تاريخ النشر : 2019-10-13 23:29

أمد/ غزة: يتجه عدد كبير من الشباب في قطاع غزة إلى فكرة الهجرة بدلاً من الزواج، كونهم يرون فيها حلا لمشاكلهم الاقتصادية.

وتفكر قلة قليلة من الشباب في غزة بالزواج، في حين يعزف الكم الأكبر عن الأمر بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها القطاع، وارتفاع نسب الفقر والبطالة بين صفوفهم،

ويقول الشاب جمال عبد الجواد 23 عاما:"أنا عاطل عن العمل وأريد الزواج لكن بسبب ظروفي لا أستطيع الإقدام على هذه الخطوة، وبحثت عن عمل فلم أجد، وقمت بعد ذلك بفتح بسطة لبيع السجائر، لكن كان مردودها قليلا ولا يفي لفتح متطلبات بيت وتكوين أسرة، لذا تراجعت عن الفكرة".

وعن البدائل التي يمكن أن ينتهجها الشاب جمال قال: "لا يوجد أي خيار أمامي أفكر بالهجرة وبكل صراحة، لكن لا أملك المال الكافي أيضًا لذلك، لا أعرف ماذا أفعل في الحياة، أجلس في البيت وأقضي معظم وقتي نائمًا".

عنوسة الشباب

وحذر رئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس المحكمة العليا الشرعية الشيخ حسن علي الجوجو، من تفشي ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج في قطاع غزة.

وقال إن هذه الظاهرة خطيرة جدا، لافتا إلى أن استمرارها له آثار سلبية مدمرة، ما يؤثر على الشباب والفتيات، معها من ناحية ازدياد نسبة العنوسة وكذلك من ناحية ديمغرافية في صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار الجوجو  إلى أن أعمار الشباب أصبحت في الثلاثين من العمر ولا يقدمون على الزواج، ونجد أن هناك مبالغة وارتفاعًا في المهور، لافتا إلى أن كل هذه العوامل تساهم في عزوف الشباب عن الزواج وإيجاد شريكة الحياة.

وشدد على أهمية إيجاد وسن تشريعات وقوانين تنفذ لتخفيض المهور وعدم المبالغة في المهر، وكذلك ترشيد مطالب وتكاليف الزواج في الحدود المعقولة.

وأوضح أن إجمالي عدد حالات الزواج عام 2018 بلغ 15 ألفا و392 زيجة، مقابل 17 ألفًا و367 حالة في 2017، وهذا التراجع بسبب الوضع الاقتصادي الذي يعيشه قطاع غزة بسبب الحصار، وقطع الرواتب، وبالتالي هذه قضية وطنية تستعدي الجميع للتدخل وإيجاد حلول لها.

خيارات بديلة

هذا الواقع دفع شباب غزة لمؤسسات تيسير الزواج للاقتراض منها، والبعض الآخر ذهب للتسجيل في الأعراس ضمن المشاريع الخيرية لكن في كلتا الحالتين هناك العديد من الشباب لم يقدموا على الزواج بسبب عدم توفير فرص العمل أو المسكن الملائم لهم.

وأرجع الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان باسم أوجري عزوف الشباب عن الزواج إلى ارتفاع نسبة البطالة بينهم والتي بلغت 52% وأكثر من نصف السكان من الفقراء، علاوة على أزمة السكن المتفاقمة.

بينما رأت الإخصائية الاجتماعية سجود المدهون، أن هناك العديد من الجوانب دفعت الشباب في قطاع غزة إلى العزوف عن الزواج وتكوين أسرة، أهمها الظروف الاقتصادية لقطاع غزة المحاصر، وعدم وجود فرص عمل أمامهم.

وأوضحت المدهون أن هذا الأمر أصبح تراكميا لدى الشباب وأثر عليهم نفسيا، وأصابهم بالإحباط، لأن الشاب يريد أن يكون له دخل ثابت يستطيع أن يصرف على بيته وكي يستطيع تلبية احتياجات الفتاة التي سيتقدم لها ويقدر على فتح بيت، لأن فقدان الأمل بالحياة الأفضل تدفعهم للبحث عن خيار الهجرة، ما يؤدي إلى تفريغ القطاع من الشباب، الأمر الذي يعده خطيرا ويخدم مصالح الاحتلال.