كيان زائل ووطن عائد
تاريخ النشر : 2019-10-31 09:13

قرار ليبرمان الأخير رفض أي حكومة ضيقة والإصرار على حكومة وحدة غلق الأبواب الموجودة نظرياً، وأضحى الكيان أمام انتخابات 

وهذا يذكرنا بسيدنا موسى عليه السلام كيف كان طفلاً من بين الأطفال المستهدفين، والتجأ إلى قلب الخطر، بينما فرعون يُمتن في استعلائه ويمنع بصيص أي جمر داخلي ليتفرغ للمشاريع الكبرى في السيطرة والهيمنة وزهو الاستعلاء حتى وصل به الأمر إلى "ما أريكم إلا ما أرى" 
أعلى درجات الاستعلاء والقوة والجبروت كان يتمتع بها، وكان سيدنا موسى في أضعف حالاته، لكن من حوله لجأ واستخدم أكبر حيله ودهائه، لم يرفعوا الراية البيضاء لم يستسلموا ، بحثوا عن المطلوب والذي يحقق الغرض، ونحن والكيان الذي يملك ما يملك من أعتى عدة وعتاد في الشرق الأوسط عاجز عن عقل مدير يرى أنه المسؤول يربط الماضي في معطيات الحاضر ويتنبأ خطوات المستقبل لكيان غريب مرفوض في منطقة من أثبت سماتها عدم الخنوع .

كيان في الشام وما أدراك ما الشام ،كيان بيته الأول والثاني هُدم على رأس من بناه بعد الخلافات التي دبت بين أركان قياداته . 
هذه النقطة الفارقة اقتضت إلقاء سيدنا موسى في اليم بقرار إلهي لكنه إرشادي في ميزان العقل والتقدير العاطفي والأمومي والاستراتيجي أخطر مغامرة ممكن أن تنفذها أم لكنها الخيار الأفضل في تحقيق المهمة والرسالة كان حاضراً وضوح الهدف والغاية 
كل مظاهر القوة والزهو والاستعلاء لم تجعل أم تحمي ولدها الطفل الرسالة والمشروع لأن وضوح الهدف وتقليب البدائل والخيارات واختيار الوسائل والأدوات كان صحيحاً سلساً غير متعثر لا تنتابه اعتبارات ولا شكوك وظنظنات، ولا خلط وارتباك 
فالفلسطينيون لديهم يمّان، لا ينبغي أن يلقو كفاحهم الطويل فيهما، إذا هبت رياحهم عليهم أن يغتنموها ولا يترددوا، ويصدق فيهم الشاعر 
سأحمل روحي على راحتي 
وألقي بها في مهاوي الردى 
فإما حياة تسر الصديق 
وإما منات يغيظ العدا 
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله