الصحافة و أنبياء الزمن الجديد
تاريخ النشر : 2019-11-25 17:51

في أتون سنوات الجنون التي أتت على الأخضر و اليابس في الجزائر كانت مجاميع مسلحة و منظمة تستبيح دماء الصحفيين و الكتاب بعد أن أهدرت دمهم بفتوى صنعت في مخابر الموت،و كانت كثير من المدن تحصي يوميا سقوط عشرات الزملاء ،و الزميلات ،حينها كانت الأسرة الإعلامية تدفع ثمنا لمعارك ليست طرفا فيها ،كانت السلطة حينها تغلق الصحف بأوامر فوقيه فتشرد المئات من الإعلاميين و من حالفه الحظ في إيجاد منصب عمل في منبر إعلامي جديد فكانت رصاصات الغدر أقرب إليه من حبل الوريد
دفع الصحافيون ثمن مواقفهم دما ،و لم تكن آله الموت تختار ضحاياها على خلفية فكرية أو انتماء إيديولوجي ،فكان اليساري يسقط شهيدا إلى جانب صديقه من التيارات الأخرى وكان العدو يتخدنق في الجبهتين،جماعات الموت و بعض المسؤولين اشتركوا في هدر دماء الجزائريين و اليوم يظهر علينا أحد أنبياء الزمن الجديد ليهدد الصحافيين بأنهم سيدفعون ثمن مواقفهم
هذا المنطق التخويني يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها ،و بأن خفافيش الظلام لن تمت ،و هي تستعد للعودة و لا يمكن التصريحات الأخيرة كونها مجرد "بارود عراسي" إنما هي تهديدات مؤكدة تنتظر فقط اللحظة المناسبة لتطبيق مخططها القذر
في كل قاعات التحرير العامة أو الخاصة هناك من يقف إلى جانب أحد أطراف الأزمة الحالية و الكل له الحق في التمسك بما يراه صحيحا ،من خان الوطن ليس الصحافيون بل من خطط و نفذ المؤامرات التي أنهكت جسد الوطن ،و أفلس اقتصادها وباع ثرواتها و سرق ثمنها،الخونة من تسببوا في أنهار الدم التي سالت أنهارأو من هندس موجات العنف في كل ربوع الوطن.
في هذا المنبر أحجمت عن قصد عن ذكر اسم صاحب التهديد حتى لا ألوث به هذا الفضاء ،لأنه كغيره لا يرقى حتى إلى مستوى النجاسة.