أمناء على الوطن
تاريخ النشر : 2019-12-05 13:56

خمس ساعات جمعت قيادتي حماس والجهاد الاسلامي في القاهرة, وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي السيد اسماعيل هنية, ووفد حركة الجهاد الاسلامي بقيادة الامين العام للحركة الاستاذ زياد النخالة.

وسؤال البعض عنامتداد فترة الاجتماع لساعات طوال والاجتهادات التي طرحها البعض فيما تناوله الاجتماع تبقى مجرد اجتهادات, لكن ما يجب التركيز عليه ان هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين الحركتين الاسلاميتين الوسطيتين, الخلاف يبقى دائما في الاجتهاد باتخاذ المواقف, وهذا لا يمكن ان يؤدي الى ازمة انما يبقى في دائرة النقاش والرأي، والرأي الآخر, فخمس ساعات من الحوار بين الامينين العامين لا تعني مطلقا أن هناك ازمة او خلافات, انما اللقاء جاء بعد مدة طويلة من اجتماعهما بسبب البعد الجغرافي, وهذا يتطلب تدارس جل المواقف المطروحة, وهى تحتاج لساعات طويلة, فنتائج العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة, واستمرار نتنياهو بالتهديد والوعيد للقطاع يتطلب نقاشاً وطرحاً للسيناريوهات المحتملة, ودور غرفة العمليات المشتركة في المرحلة القادمة, ورؤيتها في التصدي للعدوان الصهيوني المحتمل على قطاع غزة.

موضوع الزام الاحتلال بالتفاهمات التي تم التوقيع عليها وعدم استهداف المتظاهرين السلميين, خاصة مع استئناف مسيرات العودة الكبرى يوم غد الجمعة, ورفع الحصار الصهيوني عن قطاع غزة, وافشال ما تسمى «صفقة القرن», ومواجهة التطبيع مع الاحتلال, هذا يحتاج الى البحث عن وسائل ضغط حقيقية على الاحتلال الصهيوني لإلزامه بتطبيق التفاهمات التي وقع عليها, كذلك موضوع الانتخابات الداخلية الفلسطينية ومشاركة حماس بها, وقبولها بإجراء الانتخابات قبل عقد الاطار القيادي المؤقت, واعادة تشكيل منظمة التحرير, وتأجيل الانتخابات الرئاسية لما بعد التشريعية, تحتاج الى حوار واستماع لوجهات النظر المختلفة, والوصول الى اجابات واقعية حول تراجع حماس عن شروط عقد الانتخابات, رغم ان الجهاد لن يكون شريكاً فيها, لكنه كان حريصا على دعوة الاطار القيادي المؤقت للانعقاد وإعادة تشكيل المنظمة, وكذلك الاوضاع والمعيشية لسكان قطاع غزة, والازمات المتفاقمة بفعل الحصار المفروض على القطاع, وزيادة نسبة الفقر والبطالة الى حد مخيف والاخطار البيئية المحدقة بالقطاع كلها كانت محاور نقاش بين الوفدين المجتمعين في القاهرة .

لقد اعتدنا من الاشقاء المصريين انه في اعقاب كل عدوان صهيوني على قطاع غزة, يتم دعوة الفصائل الفلسطينية وتحديدا حماس والجهاد الاسلامي للقاهرة, للوقوف على نتائج العدوان, والاستماع الى وجهات النظر, خاصة ان القاهرة هي التي ترعى التفاهمات, وتشرف على التهدئة, وتحاول ان تمنع أي عدوان صهيوني محتمل على قطاع غزة, ولا شك ان مصر تدرك ان الاحتلال هو من يقف وراء افشال التهدئة, واختراق التفاهمات, ورغم ذلك تستمر في جهودها ومحاولة تفويت الفرصة على الاحتلال للاستفراد بقطاع غزة, وتحويله الى بؤرة توتر باستمرار, لذلك هي تسعى لخلق موقف سياسي فلسطيني موحد, يلتزم به الجميع ويحقق مصلحة الكل الفلسطيني, فلا تكاد تتوقف جهودها في انهاء الانقسام, وتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية, والتوافق على برنامج وطني جامع, والاحتكام الى صناديق الاقتراع, وهنا يكمن اهمية الدور المصري في مساندة الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا, فهذه العلاقة التاريخية لن تتأثر بأي حدث لأن مصر محكومة بدور عروبي وتاريخي واخلاقي في تعاملها مع القضية الفلسطينية لا يجهله احد.