نحو انتفاضة شعبية ثالثة في مواجهة الاستيطان و التهويد
تاريخ النشر : 2019-12-09 20:46

في مثل هذه الايام من كل عام تأتي ذكرى الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة لتؤكد على بطلان الزعم الصهيوني بعدم وجود الشعب الفلسطيني على الخارطه السياسيه للشرق الاوسط حيث تساءلت ذات يوم جولدا مائير وزيرة خارجية الكيان الصهيوني البولندية الأصل قائلة : أين هو الشعب الفلسطيني؟ فانطلقت الانتفاضة قبل 32 عاما وبشكل اتضح للعالم اكثر من اي وقت مضى بعد اغتصاب فلسطين عام 48 ان هذا الشعب الاعزل الذي اقتلع الكثير منه الى الشتات والذي قال عنه ايضا دالاس وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس أيزنهاور في مؤتمر يالطا بانه ضاع بين أقدام الفيلة ...ان هذا الشعب الاعزل ما زال موجودا متمسكاً بهويته الوطنية بل و قادرا على المقاومة بكل أشكالها .. الآن تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير بدخول عنصر جديد على طبيعتها الوطنية فاعلان ترامب بالقدس الموحدة عاصمة للدولة اليهودية هو عمليا إخراج هذه المدينة المقدسة من الخارطة السياسية العربية والإسلامية والمسيحية وهو ما يشكل محاولة تغيير قسري لطبيعة الصراع العربي الصهيوني وجعله صراعا دينيا بعيدا عن قضايا التحرر الوطني حتى يفرغ القضية الفلسطينية من طبيعتها الوطنية التحررية ويوفر فرصة لاتهام النضال الوطني الفلسطيني بأنه عمل إرهابي ضد دولة ديموقراطية في الشرق الأوسط ؛؛ ..
الان ما احوج القضية الفلسطينية الذي يكثف فيها الكيان الصهيوني حملة الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية المحتلة خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية المتصهينة مؤخرا على لسان وزير الخارجية بومبيو شرعنة الاستيطان وأنه لا يخالف القانون الدولي مما يجعل الكيان الصهيوني يتغول أكثر في هجمة الاستيطان والتهويد في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي بهدف عرقلة التوصل إلى أي تسوية سلمية عادلة تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة الكاملة بما فيها حل مشكلة الاجئين حسب قرار الأمم المتحدة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه على حدود 67 ..ما احوج القضية الفلسطينية كضرورة سياسية وطنية وقومية ودينية ايضا إلى انطلاق انتفاضة شعبية ثالثة وجعلها من اهم اولويات العمل الوطني الفلسطيني الحالي ..انتفاضة شعبية ثالثة غير قابلة لأي سعي دبلوماسي لايقافها وحرف بوصلتها حتى يتم الاعتراف السياسي بشكل واضح من قبل الكيان الصهيوني بالدولة الفلسطينية المستقلة في اطار مشروع حل الدولتين الذي ما زال يحظى بإجماع دولي رغم تخلي اخيرا عنه من قبل إدارة ترامب. .انتفاضة شعبية ثالثة في ظل المواجهه مع السياسه الاسرائيليه والأمريكية وباعتبار ذلك يشكل في الواقع رد فعل مقاوم على الموقف السياسي الامريكي الذي تجاوز كل الخطوط الحمر باستخفافه بالمشاعر القومية والدينية