جحود أم عناد
تاريخ النشر : 2019-12-14 08:47

إنه قطاع غزة الباكي المبكي ، سجن بلا حياة ، وإنتقام مأساة ،وحكم جبروت من أوصياء ، وظلم عنهجية أقرباء ، نكاية بحزب يعاقب ضعفاء ، بشرعية جلها جهلاء ، ينتقمون بإسم سلطة العظماء ، ويحاصرون كأوصياء ويمنعون كأعداء ، تجد في غزة كل متناقضات وكل ملمات ، عنوانها الإحتضار وإعلامها الإنفصال ، ترى فيها غزة العجب العجاب ، والقهر الميلاد ، والفقر الجواب والكفن الوداد واليأس السياط ، والموت الوساد ، كل ما فيها برائحة الموت والبارود ، عماد بلا مستقبل وحياة بلا أمل ، مستنقع تجارب وأهداف تجادب وحصار غاصب وإنتقام مكاسب ، فيه الطفل يبكي فقرا والمعيل يصرخ قهرا والموظف يستجدي راتبا والتاجر يلاحق متعسرا ، والمقاول في السجن مفلسا، والخريج يعيش معطلا ، والفتاة عمرها يذهب عنسا، فيه ينتقم الحاكم من الشعب بإسم الشرعية والمكاسب الوطنية ، والحفاظ على القضية ولأجل الإنسانية والمكاسب السياسية ، ووحدة الجغرافيا والأهداف السامية ، شطر يعيش في وطني بالرقص طربا والحكم إرثا والشعار خطبا ، والحكم أبدا وبالرغد عيشا وبالحياة غدقا ، واخر يعيش منسيا معذبا مهمشا بلا مقومات حياة مفلسا ، وبلا إنسانية رحماء ، يحكمه شعارات بلهاء ، عويل وبكاء وقهر ومرض وفقر وبطالة عنوانه ، ينتظر خلاصا ويعيش غريبا سجينا مكبلا....إنها المهزلة ، كارثة مشرعة بايدى منعمة ، تبحث عن حق في مهزلة وتقود شعبا منقسمة ، تنتقم معللة وتحكم مهددة وتقود مهرجة وتمنع مستبسلة.......حكاية شعب لا تنتهِ .....ففي غزة رائحة الموت يصاحبها رائحة البارود ، الكل فيها ينتظر الموت بحرب بمرض بقهر بفقر بسجن ......تعددت الأسباب والموت واحد ، لك الله يا غزة ، عربية المسمى لكنك لا تشبيهم مقصدا، فهم أشباه الرجال وأنت فخر الرجال .....برغم بكاء الاوفياء وحكم الإستفراد وظلم السياط وفشل قيادة الإنتداب، وعويل الصرخات ودموع الأيكات وهجر الكفاءات ، ستبقي ما بقي الزيتون والزعتر ، صامدة محتسبة صابرة على ظلم ذوي القربى وحصار العدى .