فضحت دورها الإعلامي..وثائق المخابرات البريطانية تكشف: الحكومة مولت رويترز
تاريخ النشر : 2020-01-14 06:18

لندن – وكالات: كشفت وثائق سرية تابعة للاستخبارات البريطانية الخارجية (إم أي 6)، عن قيام الحكومة البريطانية خلال العقدين 1960 و 1970، بتمويل وكالة "رويترز" للأنباء في محاولة دعائية ضد الحكومة السوفيتية في فترة الحرب الباردة.

وأشارت الوثيقة إلى أن الحكومة استغلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كغطاء لإخفاء تمويلها لصحفيي "رويترز".

وأضافت أن التمويل استخدم في توسيع تغطية رويترز لأخبار الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وجرى إخفاؤه من خلال زيادة مدفوعات اشتراكات هيئة الإذاعة البريطانية في الخدمات الإخبارية لرويترز.

وقالت الوثيقة "المنقحة" للحكومة البريطانية، والتي تعود لعامن 1969، ومختومة بكلمة "سري"، بعنوان (تمويل رويترز من حكومة جلالة الملكة):"نحن الآن في وضع لإبرام اتفاق يتيح تقديم دعم حكومي سري لخدمات رويترز في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية..يتعين أن يخدم الترتيب الجديد مصالح حكومة صاحبة الجلالة بشكل جيد".

وأشارت الوكالة إلى أن الوثائق لا توضح مدى النفوذ الذي أُتيح للحكومة في أخبار الوكالة مقابل التمويل، لو وُجد مثل هذا النفوذ. بموجب التمويل. ومع ذلك توضح الوثائق مدى التدخل الذي كان للحكومة في شؤون رويترز والاتفاق الواضح على إخفاء التمويل.

وكانت "بي بي سي" قد نشرت في وقت سابق موضوعا عن التمويل الحكومي.

وعلق ديفيد كروندول المتحدث باسم رويترز على الوثائق قائلا: "كثير من المؤسسات الإخبارية كانت تتلقى دعما حكوميا بشكل ما بعد الحرب العالمية الثانية..لكن الترتيب الذي وُضع في 1969 لم يكن ليتماشى مع مبادئ الثقة الخاصة بنا، كما أننا لا نفعل ذلك اليوم".

وأشار كروندول إلى "مبادئ الثقة الخاصة برويترز والتي وُضعت للمحافظة على نزاهة وكالة الأنباء واستقلالها والتزامها الحيادية في أخبارها".

وأضاف: "في حين تبيع رويترز الأخبار إلى عملاء شتى من بينهم حكومات، فإن أيا من الحكومات لا يمارس أي سيطرة على ما تنتجه رويترز ولا على طريقة إنتاجه".

وبدورهان قالت متحدثه باسم بي بي سي: "يضمن ميثاق الهيئة الاستقلالية التحريرية بصرف النظر عما إذا كان التمويل يأتي من الحكومة البريطانية أو رسوم الترخيص أو مصادر تجارية".

فيما رفضت الحكومة البريطانية التعليق على الوثائق.

وبلغ حجم التمويل الحكومي السري لرويترز - كما تورده الوثائق - 245 ألف جنيه استرليني (317 ألفا و838 دولارا بسعر الصرف الحالي) سنويا قبل 1969 لكنه تقلص إلى 100 ألف استرليني سنويا في 1969-1970 وانعدم في 1972-1973.

تأسست رويترز في لندن في 1851 وتملكها حاليا مجموعة تومسون رويترز التي مقرها تورونتو، والوكالة من أكبر مؤسسات الأخبار في العالم.

وأظهرت الوثيقة، التي حملت عنوان "تمويل رويترز من حكومة صاحبة الجلالة" وتعود إلى العام 1969، ونشرتها صحيفة "ذا هيل"، إن رعاية المصالح لحكومة صاحبة الجلالة يجب أن تكون محل اعتبار.

وأكد فيه المتحدث الرسمي بإسم مؤسسة "رويترز" ديفيد كروندويل، "إن العديد من مؤسسات الإعلام تلقت صورة من الدعم الحكومي بعد الحرب العالمية الثانية"، مضيفا أنه بالعام 1969 لم نكن نلتزم بمباديء الثقة.

وتضم "مباديء الثقة" التابعة لمؤسسة رويترز والتي تم وضعها عام 1984، المحافظة على الاستقلال والنزاهة والحرية من التحيز في جمع ونشر المعلومات والأخبار.