قتيلان باحتجاجات العراق والجيش يعيد فتح طرق في بغداد
تاريخ النشر : 2020-01-20 09:10

بغداد: قتل اثنين يوم الأحد، وأصيب العشرات من العراقيين المعتصمين في الطريق السريع، المعروف بـ"محمد القاسم" الاستراتيجي الواصل بين شمال وجنوبي العاصمة بغداد.

وأعادت السلطات العراقية "الاثنين"، فتح الطرق في العاصمة بغداد بعد إغلاقها أمس من قبل مجموعات من المحتجين.

وذكر بيان لقيادة عمليات بغداد "فتحنا كل الطرق في بغداد التي حاولت المجاميع العنفية غلقها ونشكر جهود  المتظاهرين السلميين، الذين ساهموا ودعموا القوات الأمنية في فتح كافة الطرق ومنع  غلقها".

وقطعت مجموعات من المحتجين أمس الأحد عددا من الطرق في العاصمة بغداد في محاولة للتصعيد مع انتهاء المهلة التي حددها متظاهرو محافظة ذي قار لاختيار رئيس حكومة وفق مواصفات المحتجين.

وتجددت الصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين وسط العاصمة بغداد، أمس الأحد، وسجلت عدة حالات اختناق بين المحتجين إثر استخدام الأمن قنابل الغاز لتفريقهم.

وكان، المحتجين قطعوا الجسر السريع الدولي الذي قارب عمره الـ(40) عاما، بإحراق إطارات السيارات، تصعيدا للاحتجاجات التي تشهدها العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب مع انتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس للحكومة بلا المستقيل عادل عبد المهدي الذي يدير المنصب حاليا تصريفا للأعمال.

يذكر أن جسر "محمد القاسم" أنشأ سنة 1980 من خلال شركتين ألمانية، وكورية، ويبلغ طول الطريق ذهاب وإياب 23 كم بواقع 19 كم جزء أرضي، و4 كم مجسرات، عدا الجسور العابرة والبالغ عددها 12 جسرا.

وبدأ محتجون في مناطق من شرقي العاصمة بغداد، مثل مخرج حي المعلمين، وطرق رئيسية من مدينة الصدر، والبلديات، وشارع فلسطين، وغيرها، بالإستعداد لإغلاقها بعد منتصف ليلة اليوم.

وصرحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت، بأنه يجب أن تبقى المظاهرات سلمية، مشيرة إلى أن القمع العنيف للمتظاهرين السلميين لا يمكن قبوله.

ونقلت "السورمية نيوز" عن بلاسخارت، قولها: "في الأشهر الأخيرة، خرج مئات الآلاف من العراقيين من جميع مناحي الحياة إلى الشوارع للتعبير عن آمالهم في حياةٍ أفضل، خالية من الفساد والمصالح الحزبية والتدخل الأجنبي".

وتابعت بقولها إن "مقتل وإصابة متظاهرين سلميين إلى جانب سنوات طويلة من الوعود غير المُنجزة قد أسفر عن أزمة ثقةٍ كبيرة".

وأضافت أن "أي خطوات اتُخذت حتى الآن لمعالجة شواغل الناس ستبقى جوفاء إذا لم يتم إكمالها"، لافتة إلى أن "الوحدة الداخلية والتماسك والتصميم عوامل تتسم بالضرورة العاجلة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة المصالح الحزبية الضيقة والتدخل الأجنبي أو العناصر الإجرامية التي تسعى بنشاط إلى عرقلة استقرار العراق".

وأكدت: "من الواضح أن التصعيد الأخير في التوترات الإقليمية قد أخذ الكثير من الاهتمام بعيداً عن العمل المحلي العاجل غير المنجز"، مشددة على ضرورة أن "لا تطغى التطورات الجيوسياسية على المطالب المشروعة للشعب العراقي، فلن يؤدي ذلك إلا إلى المزيد من غضب الرأي العام وانعدام الثقة".

وحثت الممثلة الخاصة السلطات العراقية "على بذل قصارى جهدها لحماية المتظاهرين السلميين"، مؤكدة أن "القمع العنيف للمتظاهرين السلميين لا يمكن قبوله ويجب تجنبه بأي ثمن. فليس هناك ما هو أكثر ضرراً من مناخ الخوف، والمساءلة والعدالة للضحايا أمر حاسم لبناء الثقة والشرعية والقدرة على الصمود".

وكانت مراسلة "سبوتنيك" في العراق قد أفادت، أمس الأحد، بأن المعتصمين في مركز ذي قار، جنوب بغداد، يدرسون إعلان المحافظة عاصمة مؤقتة للبلاد، وتشكيل الحكومة، وسط تصعيد، وقطع للطرق في عموم محافظات الوسط، والجنوب.

وأكد أحد أبرز الناشطين المشاركين في اعتصامات الناصرية مركز ذي قار، صادق السهل، في تصريح لمراسلتنا، أن المتظاهرين في المدينة يدرسون الآن إعلان محافظة "ذي قار" عاصمة العراق المؤقتة.

وشهدت العاصمة بغداد، الأحد، 19 يناير/ كانون الثاني، ازدحامات مرورية خانقة، بعد خروج الطريق السريع "محمد القاسم" عن الخدمة، وسط استعدادات لإعلان عصيان مدني، اليوم الاثنين.

ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، ثورتهم الشعبية الكبرى حتى الآن، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، لتغيير الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.