خروج أردوغان بخفي حنين من مؤتمر برلين ؟!!
تاريخ النشر : 2020-01-21 18:22

 لم ينتظر أردوغان البيان الختامي لقمة برلين الذي شارك فيه الكثير من الدول المهتمة بالشأن الليبي ليغادر برلين متجهاً الى بلاده بخفي حنين معلناً أن بلاده سجلت نقطة توازن في القضية الليبية فأين هذا التوازن بعد أن ركز المؤتمرين على رفض تدخل تركيا في ليبيا وإرسالها أعداد كبيرة من السوريين قدرت ب 2500 مقاتل وزودتهم بالسلاح لمقاومة الجيش الليبي ..

وفي البيان الختامي للمؤتمر حذر المؤتمر إرسال الأسلحة والمرتزقة لليبيا كما طالب الرئيس الفرنسي ماكرون من أردوغان سحب أسلحته والمرتزقة السوريين والكف عن التدخل في شؤون ليبيا ..

والسؤال هل سينجح هذا المؤتمر في إعادة الهدوء لليبيا ؟!! وهل سيلتزم أردوغان بالبيان الختامي للمؤتمر ؟!! وهل طرفي النزاع حفتر والسراج يلتزموا بالوصول لحل من خلال إنتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ؟!! وهل لجنة 5+5 كلجنة عسكرية من قوات حفتر والسراج ستنجح في الوصول لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة تشغيل حقول البترول التي تم إيقافها على أن تستمر الجهود الدولية لإنهاء المشكلة الليبية بشكل كامل ؟!! وهل مقال أردوغان الأخير الذي تم نشره على موقع بولتيكو الأمريكي أن السلام في ليبيا يمر عبر البوابة التركية وتبريره بذلك التدخل العسكري في ليبيا لفرض السلام بالقوة العسكرية التركية قائم ؟!! وهل تهديد أردوغان في نفس المقال لأوروبا بعد أن وصفها بالقارة العجوز ..

قائلاً إذا فشلت حكومة السراج الذي يدعمها عسكرياً ستكون وجهة الإرهابين بعد ذلك لأوروبا صحيحاً ؟!! .. وهل هذا يعني أن الإرهابين تحت سيطرته ويتحكم بهم كيفما شاء ويرسلهم لأي مكان كما يشاء كما أرسلهم لطرابلس ؟!! ومع كل هذه التهديدات والوعود مازالت الأمور في ليبيا غامضه وقد تكون ذاهبه لصدام محتوم في طرابلس وإراقة الدماء إذا أصر أردوغان على بقاء قواته والمرتزقة السوريين وتشجيع السراج بعدم القبول بتوصيات المجتمع الدولي للوصول بليبيا الى سلام عادل يحفظ لأهلها خيراتها دون تدخل خارجي ..

وفي حال إستمرار أردوغان على البقاء في طرابلس وعدم الإنصياع لقرارات مؤتمر برلين سيفتح على نفسه معارضه دولية كبيرة قد تؤثر سلباً على إقتصاده الذي يشهد تراجعاً في الأونة الأخيرة وهذا سيدعم ويشجع الجيش الليبي بقيادة حفتر لإستعادة طرابلس وطرد المرتزقة منها والذي سيكلف الشعب الليبي المزيد من الضحايا من الأبرياء وتدمير بنيتها التحتية والأصل أن يترك الليبين لإختيار قيادتهم دون تدخل خارجي ومن أراد التدخل فليكن سلمياً لتقريب وجهات النظر وليس بالوقوف عسكرياً مع جهه ضد جهه أخرى لتحقيق مكاسب خاصة على حساب ليبيا كما يفعل أردوغان والأمثلة واضحة عندما ذهب السراج لتونس والجزائر لمساعدته عسكرياً وإرسال قواتهم لمحاربة الجيش الليبي ..

أعلنوا رفضهم الرسمي للتدخل في شؤون ليبيا رغم معارضتهم لدخول الجيش بقيادة حفتر لطرابلس كما أعلنوا عدم موافقتهم بالتدخل التركي في الشؤون الليبية رغم محاولة أردوغان إقناعهم بالتدخل وفتح حدودهم البرية والبحرية أمام القوات التركية لدخول ليبيا ..

في النهاية على تركيا أن تعيد حساباتها بعد هذه المعارضة العربية والدولية القوية وإلا إذا خسرت معركتها أمام الجيش الليبي ستفتح أوسع الأبواب للمعارضة التركية الداخلية التي رفضت هذا التدخل منذ البداية وعندها تكون تركيا فقدت تفاح الشام وخيرات ليبيا وستكون المليارات المستحقة لها على ليبيا إبان حكم القذافي هي جزء من التعويضات التي إرتكبتها بحق ليبيا وشعبها .. ومع ذلك أثبتت التجارب من يحارب خارج أرضه مصيره الفشل والتجربة الروسية والأمريكية واضحة في أفغانستان والعراق وسوريا .. لعل تركيا تفكر جيداً في اللحظات الأخيرة من لعبة الموت التي قد تنهي نظام حكم أردوغان برمته .