.عصفور: إسرائيل تعمل على تكريس القدس كــ "رمز يهودي" وانها "دولة اليهود"!
تاريخ النشر : 2020-01-23 23:28

القاهرة: قال الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، إن "هذه المحرقة أعادت استغلال إسرائيل للتاريخ من أجل تكريس بعض الحقائق السياسية المعاصرة، أولاها أن اسرائيل دولة اليهود، هذا القانون العنصري الذي أقر في الكنيست الإسرائيلي قبل فترة والذي يُجسّد يومياً".
وأضاف عصفور خلال لقاء على قناة "الغد" مساء يوم الخميس، أن الأمر الثاني هو تغطية إسرائيل على جريمتها السياسية القائمة الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة، بتهويد الضفة والقدس وفرض السيادة الإسرائيلية.
وتابع قائلاً: "الأمر الثالث أعتقد أنها رسالة لبعض العرب، أن دولة اليهود قائمة ولها وضع وعمق مختلف، ولا يوجد أي هزة سياسية يمكن أن تنال من هذه الدولة التي ملفاتها الآن موجودة في المحكمة الجنائية الدولية".
وأكد الوزي السابق على أن "المشهد الإعلامي الإسرائيلي الكبير، هو محاولة للهروب من واقع وتكريس واقع جديد في ذات الوقت، مستغلين بذلك تواطؤ الوضع الفلسطيني العام".
وأوضح أن إسرائيل تحاول أن تؤسس لمفاهيم جديدة تستغلها لصالحها كما أنها تحاول تزوير التاريخ لخلق حقائق سياجية جديدة، رغم كل ما لديها من جبروت وأنها الدولة الوحيدة التي اقتلعت شعب واقتلعت أرض وغيرت ديمغرافية جديدة، مضيفاً: "هذه بحد ذاتها جريمة تفوق ما يتم التحدث عنه".
وأردف عصفور: اعتقد أن المحتشد في القدس الآن، هو رسالة تأكيدية لما قدمه ترامب من هدية تاريخية لدولة إسرائيل بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، مضيفاً أن هذا المؤتمر قدم قاطرة جديدة لترويج مثل هذه الفكرة في ظل غياب الوجود الفلسطيني وعدم وجود حركة سياسية فلسطينية.
وأعرب قائلاً: "كان علينا أن نستغل بشكل كبير جداً إعلاميا وسياسياً وشعبياً هذا المؤتمر لخلق رواية فلسطينية وإعادة إنتاجاها في ظل هذا الواقع سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو حتى في مدينة القدس".
وأردف قائلاً: "عدم وجود غضب شعبي جدي في الضفة الغربية والقدس، جعل من القضية الفلسطينية خبراً ثانوياً يمكن الاستعانة به لتمرير قضية ما، لافتاً إلى أن التعامل مع المسائل باستخفاف يشجع الآخرين ألا يتعاملوا معنا بشكل جدي.
وقال عصفور: "إن اغتيال الرئيس أبو عمار كانت بداية مرحلة لخلق حالة إضعاف الروح الكفاحية، ثم مسألة الانتخابات 2006 وما أنتجته من انقلاب ثم الانقسام"، منوهاً إلى أن الانقسام هو السم الحقيقي الذي أدخلته أمريكا وإسرائيل من خلال قطر إلى الجسد الفلسطيني.
وأشار إلى أن الخطر الكبير أن إسرائيل قامت بتحويل القدس إلى رمز لهذا الحدث، لافتاً إلى أن أبو عمار كان مدركاً أن الاحتلال والأمريكان يعملان على تهويد القدس بمقدساتها، وسيحاولان أن يجعلوا من القدس رمزاً يهودياً.
وشدد عصفور، على أن القضية هي تكريس المشروع التهويدي بطريقة مختلفة، والفلسطينيين متفرجين وكأنه حدث ببلد آخر ولا يمسنا بشكل مباشر، متسائلاً: "ماذا فعلت القيادة الفلسطينية تحديداً من أجل أن حماية حقوقنا في مواجهة هذه المؤامرة الجديدة لتهويد فلسطين وتاريخنا وثقافتنا".

وعند سؤاله كيف يمكن توظيف جرائم الاحتلال لخدمة القضية؟ أجاب عصفور:  أنه كان على القيادة الفلسطينية أن تستعد بشكل مباشر لعقد مؤتمر فلسطيني، من أجل فتح كافة ملفات الجرائم الإسرائيلية، إلى جانب الدعوة لعقد لقاء في القاهرة من أجل الرد على هذا التهويد الصريح للواقع الفلسطيني، والتحرك بشكل جدي نحو محكمة العدل الجنائية الدولية.
وختم حديثه قائلاً: "من يعتقد من العرب أن إسرائيل ستكون أقرب إليه من أي شيء آخر يكون واهم، وسوف يكون خادم عند هذه القيادة الإجرامية العنصرية الفاشية"، مؤكداً على أنه  "لا يمكن لعنصري أن يحترم عربي".
وتحيي إسرائيل هذا العام ذكرى المحرقة النازية "الهولوكوست"، التي وقعت في أربعينيات القرن الماضي وراح ضحيتها نحو ستة ملايين من أبناء الديانة اليهودية في أوروبا.

 ودعا قادة إسرائيليون ودوليون إلى الوحدة في مواجهة تنامي مظاهر اللاسامية والكراهية في العالم، جاء ذلك في كلمات في المنتدى الدولي الخامس للهولوكوست والذكرى السنوية الـ75 لتحرير معسكر اورشفيتس للنازية الذي عقد الخميس في القدس.

وانعقد المؤتمر بمشاركة رؤساء وملوك وأمراء من 50 دولة في العالم، بينهم رؤساء فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس.