السياسة والطبيعة وجغرافية سايكس بيكو
تاريخ النشر : 2020-01-24 21:20

هكذا هي بلاد الشام عبر التاريخ توحدها الطبيعة رغم تنافر السياسات وصراع المصالح وتجزئة الدول التي صنعتها اتفاقية سايكس بيكو وجعلت من سوريا الطبيعية أربعة دول لكل دولة علمها ونشيدها الوطني  فالمنخفض الجوي الحالي والسابق والقادم لم يعبء بهذا التقسيم الاستعماري الذي تكرس عبر حكومات الاستقلال الشكلي وغطى كل أرجاء هذه البلاد الجميلة  بامطاره وعواصفه الرعدية وثلوجه.

رحل الاستعمار البريطاني والفرنسي وبقت الحدود المصطنعة يعمقها أكثر حدود الكيان الصهيوني الغريب على نسيج المنطقة وتمزقها صراعات سوريا الحالية الأهلية بين النظام السياسي والمعارضة المسلحة و التي أصبحت أرضها وجوها ومياهها الإقليمية  ساحة حرب بين دول إقليمية ودولية متنافرة تختلف في المصالح لكنها توحدها الأهداف و الكل يحارب ويقاتل فوق أرضها الغرب والشرق والعرب والعجم الكل يقاتل الكل ويتمسح بارهاب داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات  الارهابية التكفيرية التي خرجت من رحم  تنظيم القاعدة الارهابي صنيعة المخابرات المركزية في سياق مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان  والتي قفزت هذه التنظيمات إلارهابية  إلى واجهة الاهتمام الدولي لأنها وجدت من يحتضنها في المنطقة والاقليم والعالم.

السؤال الذي نطرحه في هذا المناخ القاسي القارص لعله بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي يجلب الدفء إلى أجسامنا الباردة التي إعياها انتظار فك الحصار  هو :.متى تتوحد الطبيعية التي تجلب لنا هذه المنخفضات الجوية مع  السياسة التي أصبحت لا تعبر عن مصالح شعوبنا بقدر ما تعكس مصالح الأنظمة السياسية. .متى يتوحد هذان العاملان  في رسم  خريطة جغرافية وسياسية واحدة في هذه المنطقة من الوطن العربي  تختفي بها حدود سايكس بيكو وتختفي منها دولة  الكيان الصهيوني ودولة الإرهاب التكفيري  الخرافية ؟.