رياح التطهير ...وصفقة التدمير 
تاريخ النشر : 2020-01-26 06:40

لقد باتت تعج عقول السياسيين بالتكهنات والتحليلات المتضاربة بماهية ومضمون صفقة العصر الصهيوامريكية، ومن الواضح أن الجميع تحولق حول هدف واحد لتلك الصفقة، وهو تدمير القضية الفلسطينية ومحاولة إنهائها سياسياُ، وذلك من خلال عدة خطوات متوقعة تأتي ضمن التركيبة الجيوسياسية للمنطقة، فمنذ ما يزيد عن عامين ورياح الصفقة تحف في المنطقة، وقد تمثلت بالعديد من الاجراءات والأفاعيل الموجهة لتوطئة العقل الجمعي الفلسطيني لقبول أي تركيبة جيوسياسية تخرجه من حالة الضغط والحصار والعقاب والحرمان والعوز، وبالفعل الواقع الفلسطيني تدغدغ كيانه وتشرذم، عبر أبشع صور التفتيت والانقسام، عبر معالم الفقر والمرض، عبر ضياع جيل إن لم يكن أجيال تاهت في غياهب الأمل المفقود، عبر تحول الفكر الجمعي الى تبني الذات المطلقة، فبات الفلسطيني يترنح يتملكه الهذيان السياسي تجاه مصير قضيته، فرياح التطهير التي أطلقها الاحتلال ومن خلفه الأمريكان طالت عقول وضمائر ممن يبحثون عن ذواتهم بين ركام الوطن، ليصبحوا أداة بل جزء من صفقة التدمير لقضيتنا ومستقبلنا الفلسطيني، ومهما اخلفت توقعات الكتاب والمحللين فمضمون الصفقة هو التدمير، وأن أي مخرجات عنها سيكون في صالح الاحتلال، وعلى حساب وطننا وأرضنا وكياننا الفلسطيني، وبالرغم من أن جميع القادة والسياسيين الفلسطينيين يدركون هذه الحقيقة ولم يختلفوا عليها، إلا أن سؤالاً كبيراُ ما زال مطروحاُ، ماذا نحن فاعلون كفلسطينيين؟ الرياح تشتد في هذه المرحلة والعقبة أمامنا كأداء، وحالة الإصرار على الشرذمة والتفتيت الفلسطيني قائمة وتمتد وتتسع أكثر فأكثر، والجميع يدرك بأن المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال، ولكنه يمضي في غيه لتحقيق مصالح الخاصة أو مصالح حزبه، ولم ندرك حتى اللحظة بأننا نعيش منحدر سياسي خطير علينا أن نجابهه بوحدتنا والتفافنا حول مشروعنا الوطني لتصليبه وإسناده بكل مقومات الصمود، وأهم تلك المقومات هي الوحدة الوطنية التائهة، علينا أن لا ننظر الى الخلف، علينا أن نستجمع قوانا المنهكة لننهض من جديد وأيدينا متشابكة ببعضها لنصنع جداراً لا يمكن أن ينقض أو ينفض أمام رياح التفتيت وصفقة التدمير، في مثل هذه المرحلة الخطيرة والمنحدر الحاد الذي تمر به قضيتنا الفلسطينية ، لماذا لا يتم دعوة الأمناء العامون لفصائل العمل الوطني، أو الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتدارس الأمر بجدية والخروج بموقف فلسطيني موحد، لماذا لم نفكر في تطبيق قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، لماذا لا نذهب باتجاه الإعلان عن انتهاء وموت اتفاقية أوسلو برمتها، لماذا لا نذهب باتجاه حل السلطة وإعادة قضيتنا لأحضان منظمة التحرير الفلسطينية لتقرر في مصيرها، لماذا لا نفكر بتفعيل كل معاملات التحرير ومقوماته بالطريقة والشكل الذي يتناسب مع التوجهات التي تحملها صفقة ترامب اللعين. شعبنا حي وقضيتنا عادلة فلو خيبنا أمل عدونا بوحدتنا سننتصر ولو بأقل الامكانات. فلسطين تحتاج الجميع، والعلم الفلسطيني يجب ان يعلو عن كل الرايات، فلسطين تجمعنا.