ما زالت أهازيج الوحده تقرع الأبواب العربية
تاريخ النشر : 2020-02-21 08:34

تأتى ذكرى الوحده وقيام الجمهورية العربية المتحده بين مصر وسوريا هذه الايام وامتنا العربية تواجه عدوانا خطيرا يستهدف وحدتها وامنها القومى . لقد كان قيام الجمهورية العربية المتحده يستهدف حماية هذه الامة لتقف سدا منيعا امام اعدائها الذين حددهم القائد جمال عبد الناصر بالاستعمار والصهيونية والرجعية وهذا الثلاثى الذى بذل كل الجهود والمحاولات تامرا على الوحدة حتى قبل ان تقوم ومنها حلف بغداد ومؤامرة نورى السعيد وعبد الاله . واذا نجحت هذه القوى التى ما تزال تشكل الجبهة المعادية لتحرر امتنا وامنها واسهمت بشكل مباشر فى مؤامرة الانفصال فانها ما تزال تسير فى طريق التامر على وحدة هذه الامة وتحررها ونموها . ان نظرة سريعة على ما يدور فى سوريا والعراق وليبيا ندرك ان الوحدة كانت الدرع لحماية الامة العربية وكان عبد الناصر يدرك عن يقين ان الوحدة العربية هى الطريق لتحرير فلسطين . كان الخطر الصهيونى وما يزال فى مقدمة القوى التى تستهدف وحدة هذه الامة لان الوحدة تعنى الحرية والتقدم والتنمية والامن . معان ادركها عبد الناصر يوم اعلن قيام الجمهورية العربية المتحده وزحفت الجماهير فى كل الاتجاهات تتفاعل مع عبد الناصر وتهتف للوحده لانها تدرك اى اهداف نبيله تحملها هذه الوحدة لجماهير امتنا . لم تقف جماهيرنا فى مصر وسوريا ضد الوحدة ولكن من وقف ضدها ه م عملاء الاستعمار والراسمالية التى تنكرت للدفاع عن حقوق العمال والفلاحين الذين انحاز لهم جمال عبد الناصر ارهبتهم سياسة التاميم وازالة الفوارق بين الطبقات وتوزيع الاراضى على الفلاحين الذين استخدمتهم قوى الاقطاع وراس المال المستغل ابشع استغلال بالسخرة والاذلال والعبودية فكانت الشركة الخماسية وحيدر الكزبرى وغيرهم من قوى عميلة سخرتها الرجعية والاستعمار للتامر على الوحده .
لقد كانت عملية الانفصال طعنة كبيرة وجهت الى قلب عبد الناصر لكنه بقى مؤمنا بحتمية الوحده التى تعنى لديه تحرير المواطن العربى وتعنى بناء هذا الوطن ليكون قادرا على تحرير فلسطين . لقد تتالت المؤامرات على امتنا فكانت نكسة عام 67 لكن عبد الناصر اعاد بناء القوات المسلحة واعاد تسليحها وقام بحرب الاستنزاف تمهيدا لحرب اكتوبر فى معركة العبور الكبير وتبنى المقاومة المسلحة الفلسطينية ودعمها ورافقه ابو عمار الى الاتحاد السوفييتى وقدمه عبد الناصر الى القيادة السوفييتيه التى امدت المقاومة بكل انواع الاسلحه . دفع عبد الناصر حياته من اجل ايقاف مجزرة ايلول ورحل فى 28 سبتمبر عام 1970 رحمه الله .
والسؤال الذى نطرحه اليوم : هل ما زالت الوحدة تشكل هدفا من اهداف امتنا وهل ما وصلنا اليه من عدوان على امتنا فى ظل الطائفية والمذهبية وتحالف القوى الاستعمارية والرجعية العربية وتحالفاتها مع قوى اقليمية وصهيونية وما اصاب وطننا من ابتزاز واستغلال وتدمير وما اصاب فلسطين من عدوان توغل على ارضنا ومدننا وقرانا ومقدساتنا هل حال الامة يحتاج منا الالتفاف حول هدف الوحدة طريقا وخيارا استراتيجيا للتصدى لهؤلاء الاعداء ؟ اليس جدير بنا ان نعود الى هدف الوحدة وما يمكن ان تحققه لامتنا ؟ وهل استطاعت الدولة الوطنية ان تحمى كيانها من هؤلاء الاعداء ام تمزقت وتقسمت وانتصرت فيها قوى الظلام والطائفية والمذهبية فى ظل الاسلام السياسى الذى تحالف مع القوى الاستعمارية والصهيونية ووجه اسلحته الى صدور ابناء هذه الامة بدلا من ان يوجهها الى اعداء الامة من الصهاينة والامريكان . ستبقى الوحدة العربية كما غنى بها اجدادنا واباؤنا هى الخيار الرئيسى لاجيالنا لننتشل هذا الوطن من مصير مظلم يحيق لنا الكوارث .
لن تنتصر امتنا فى ظل التجزئة والتخلف ولن تحرر فلسطين فى ظل الانقسام . وعلينا ان نجعل من ذكرى الوحدة فرصة للتوعية لاجيالنا التى ستتحمل مسؤلية بناء هذا الوطن وتحقيق الامانى القومية ونعيد لهذه الامة امجادها لتعطى كما كانت وتسهم كما اسهمت فى بناء ركب الحضارة الانسانيه .
ستبقى دروس الوحدة التى حققها عبد الناصر محط انظارنا . وهدفا وخيارا يشكل ضرورة وحتمية فلى حرية هذا الوطن وتحقيق امال الجماهير فى تقدمه وبنائه .