خبير فلسطيني لــ"أمد": سيفشل بالوقت الحالي في غزة ونحتاج سنوات عديدة لتطبيقه
تاريخ النشر : 2020-03-28 00:17

غزة- إيمان الناطور: مثلما اجتاح وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" حواجز الزمان والمكان، جاءت دعوات "التعلم عن بعد" التي صاحبت انتشار الفايروس- لتجتاح هي الأخرى حواجز المدن والبلدان.

وفي ظل إجراءات الحجر المنزلي المتبعة في قطاع غزة، والتي شملتها إغلاق المدارس والجامعات والكثير من المؤسسات التي تقوم في تعاملاتها على الاتصال المباشر يتجه رأي إلى استخدام طريقه التعلم عن بعد، وذلك توفيراً للوقت والجهد وللوصول الى أكبر قدر من الفائدة الممكنة واستغلال الوقت بطريقه جيدة، خصوصاً مع اقتراب نهاية العام الدراسي واتجاه رأي آخر إلى تبكير امتحانات نهاية العام ولكن تأبى الظروف في غزه الا أن تقف حائلاً أمام هذا الموضوع، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد الأشخاص أنفسهم ومدى استعدادهم لهذا الأمر أو على صعيد المؤسسات ومدى كفاءتها في إدارة هذا الموضوع.

 و بهذا الخصوص أكد  د.ماهر شبير نقيب المدربين الفلسطينيين ومدير شركة خبراء التطوير قال : "أن هناك الكثير من الجهود المبذولة على صعيد الجامعات والكليات ومؤسسات الـ (اي- تي) إلا أنه لا يوجد ضابط لهذا النظام وأن التعليم العالي غير مؤسس أصلاً على فكرة التعلم عن بعد أو التعليم الالكتروني، حيث لا توجد نصوص واضحه بهذا الشأن في المنظومة الأساسية للتربية والتعليم، وبالتالي لم يتم الاهتمام به بشكل مركز.

وأضاف شبير لـ" أمد للإعلام" أما على صعيد الجامعات أن هذا النظام قد اقتصر على بعض المساقات، ولا يأخذ هذا الحيز الكبير من المنظومة التعليمية، فالتعليم في فلسطين كله يعتمد على التعليم الصفي لذا وقعنا في المشكلة في ظل ازمة كورونا والحجر المنزلي."

وأكد شبير، أن طلابنا وطالباتنا لا يملكون القدرة على إدارة العملية التعليمية من خلال المنازل حيث لم يتم إعدادهم مسبقا لمثل هذا النظام المشكلة، أيضاً أن اللوجستيات في غزة لا تساعد على الأمر، فالتعليم الإلكتروني يحتاج كهرباء وانترنت حاله من الاستقرار العامة ، كما أن الأهالي والمعلمين أنفسهم لم يتم إعدادهم وتهيئتهم مسبقاً للعمل بنظام التعليم الالكتروني في التعليم الالكتروني له أسسه ونظامه الذي يجب الالتزام به .

كما ثمن شبير جهود الدكتور صبري صيدم، والذي كان يسعى بهذا الاتجاه ولكن باءت مجهوداته بالفشل بسبب الاحتلال أولاً ثم بسبب عدم وجود الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي العام.

وعن سؤال "أمد" له عن المشكلة الاساسية التي تعيق مثل هذا التوجه قال :" إن مدى استعداد الأفراد أنفسهم سواء الطلاب أو المعلمين يشكل العائق الاكبر ، وأضاف أن الأيام السابقة أثبتت فشلاً ذريعاً في استخدام هذه المنظومة منذ بداية الحجر المنزلي على صعيد مدارس وجامعات ومؤسسات تدريبية، أيضاً كانت تدعى بوجود هذا النظام ضمن منظومتها .

وتابع: "بحسب تخصصي وانغماسي في السوق الالكتروني أو مجال ال(اي-تي) أرى أن هناك خلل كبير في هذه المنظومة يجب العمل عليه وإصلاحه و الدليل على ذلك أن وزير التعليم أصدر بياناً بعدم اعتماد النظام الالكتروني، وأن التعليم فقط وجاهي وبهذا تم إجهاض كل المنصات التعليمية، وطرق التعلم عن بعد على الرغم من أن العالم كله يسير باتجاه الحوكمة الالكترونية فالصين مثلاً هي أول من ظهرت فيها أزمة المرض ومع ذلك فإن التعليم فيها استمرت بالنظام الالكتروني وكذلك اليابان وأمريكا والكثير من الدول.

وأردف قائلاً : صحيح أننا تفاجأنا بسقوط المنظومة الصحية على صعيد أوروبا وأمريكا وهذا يدل على أنها مظلومة زائفة .

 عن اقتراحاته كنقيب للمدربين الفلسطينيين للقيام بهذه المنظومة قال : "نحتاج لسنوات طويله من البناء لصناعة أجيال محترفة، لبناء هذه المنظومة بشكل مهني حتى تدخل في حياتنا وحياة أطفالنا منذ نعومه أظفارهم، في كافة الأمور الحياتية ابتداء من المنزل و رياض الأطفال إلى المدارس و الجامعات حتى تشمل كافة الأمور الحياتية .

وعن دور الشركات التي تعمل في القطاع التكنولوجي أوضح : "نحن كشركات تعمل في القطاع التكنولوجي الخاص، إذا لم يكن لها دعم حقيقي يتكفل بدعمها وحمايتها على الأقل من التشريعات والحكومة فلن ننجح واليوم لا ترد تشريعات بحمايتنا ودعمنا في حال خرجنا بأفكار أو برامج إبداعية كما أن العالم طور العديد من المنصات التعليمية و لسنا بحاجة لإعادة إنتاجها من جديد ، فالأسس التي سنعمل على أرضها موجودة ، المشكلة فقط في المشرع، فالتعليم الالكتروني لا يعترف به ولا قانون لدينا ينص على ذلك وبالتالي لا يوجد داعم فيصبح الأمر مكلف وليس سهلاً أبداً في ظل الظروف الاقتصادية المحيطة بقطاع غزه تحديدا.

وأضاف: " أن التوعية بهذا الجانب مهمة للطلاب والمدرسين أيضاً، كخطوة أولى للقيام بهذه المنظومة فقد ظهر جلياً حالة فشل في التعليم الالكتروني على الرغم من أنه على صعيده الخاص كان يشجع الأمر، ولا زال يشجعه ولكن إذا تم الاشتغال عليه بشكل مهني فهناك بعض المؤسسات العاملة في قطاع الاتصالات، والتي تأسست أصلاً على هذه المنظومة مثل هذه المؤسسات نجحت وهي تقوم بعملها بهذه الطريقة سواء في ظل الأزمة أو من قبلها مثل هذه المؤسسات فعلاً استطاعت أن تثبت نجاحها وبعض الشركات الأخرى التي تقوم أيضا على العمل -اونلاين- مع العالم الخارجي وهذه أيضا نجحت ولم تتأثر باللازمة .

وعن سؤاله بشأن دور نقابة المدربين وشركة خبراء التطوير في هذه إدارة هذه الأزمة قال : "نحن شركه خبراء التطوير لدينا حالة خصوصية في هذا السياق ونعمل جاهدي(اونلاين) مع جهات متعددة خارج فلسطين وعلى مستوى نقابه المدربين أيضاً، فعلى الرغم من حدثتها إلا اننا نعمل على فكر معين واستراتيجية وضعناها لنجعل من النقابة منصة الكترونيه لكل المدربين المنتسبين إلى النقابة، بحيث نعمل على التعويض عن الحالة الاقتصادية المتردية في القطاع و نفتح أبواب عبر المنصات الإلكترونية وهذا يستوجب علينا عمل تدريبات معمقه ومفصلة في هذا الموضوع، لاستقطاب مدربين على مستويات عالية حتى من خارج البلد للقيام بمثل هذه التدريبات ولكن يبقى الحال مرهون بالمتدربين أيضاً ومدى استجابتها و الفروقات العقلية والذهنية بينهم والتي تؤثر في مدى نجاحهم في هذا الاتجاه لكننا عملنا وسنظل نعمل جاهدين على إنجاح هذه المنظومة.