الاحتلال يتمادى ضدالإنسان والأرض الفلسطينية
تاريخ النشر : 2020-04-01 09:33

ها هي تمر الذكرى 44 على يوم الأرض والثالثة والأربعين للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف الـ 30 من آذار من كل عام ، والتي شهدت حدثين هامين في مسار القضية الفلسطينية منذ النكبة الفلسطينية أولاهما انتفاضة غضب فلسطينية عارمة ضد محاولات الاحتلال الاستيلاء على أراضيهم في المثلث والجليل والنقب وثانيهما التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني .
تمثلت أولاهما في مواجهات واحتجاجات جماعية وطنية فلسطينية في وجه الاحتلال الصهيوني عام 1976 أمام ما تسنه سلطات الاحتلال من قوانين جائرة تمنحه الحق في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ، سقط فيها شهداء وجرحى وزج بالمئات في السجون الصهيونية ، وكانت أشدها على الأراضي الواقعة في المثلث والذي يضم أراض وتجمعات سكانية فلسطينية في الطيبة وقلنسوة والطيرة وفي منطقة الجليل والنقب الفلسطيني، حيث تضامن سكان الأراضي المحتلة عام 1967مع أشقائهم في الداخل الفلسطيني وأصبحت هذه ذكرى سنوية يحييها الفلسطينيون في الوطن المحتل والشتات ..
وثانيهما تمثل في إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات اليوم كيوم عالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني.
فمعروف أن الفلسطينيين قد لحقهم الظلم والضيم والضرر والأذى من نكبة صنعتها بريطانيا بوعد بلفور المشؤوم ومن تبني الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان أسهم من خلال ضغطها على المجتمع الدولي بصنع النكبة الفلسطينية جراء قرار التقسيم الصادر في العام 1947 م ، ودعم هذا الكيان المصطنع رغم أهل فلسطين والمنطقة قاطبة ، حيث ترتب عليه تشريد شعبها وفقدانه لمصدر رزقه .
فانطلاق يوم الأرض كان لعوامل أهمها محاولة سلطات الاحتلال الاستيلاء على أرض الفلسطينيين التي هي مصدر هام لانتماء ورزق وعيش قرابة 156،000 من العرب الفلسطينيين الذين ظلوا داخل ما بات يطلق عليه الدولة العبرية بعد العام1948، وأصبح عددهم الآن ينوف عن المليون ونصف المليون، فمسلسل الاعتداء على الأرض الفلسطينية لم يتوقف منذ وعد بلفور ولغاية الآن.
التضامن العالمي كان للثمن الفادح الذي دفعه الفلسطينيون من مواقف الدول الغربية خاصة واشنطن ولندن الداعمة لليهود على حساب الفلسطينيين .
فالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين هو نهج حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ العام 1948 واشتدت وتيرته بعد احتلال غزة و الضفة الغربية وعاصمتها القدس في العام 1967وشرعنة إجراءات الاحتلال تمت بعد إعلان ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للصفقة الصفعة لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم وإنساني والداعمة لمطالب المتطرفين الصهاينة بتثبيت الاستيطان والقدس عاصمة للدولة اليهودية وإلغاء حق العودة للفلسطينيين وكافة الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال للهيمنة على المزيد من الأرض الفلسطينية سواء كانت في القدس أو الأغوار وكذا الحال بخصوص المعابر من مائية وبرية وجوية .
ولا أعتقد أنه في ظل هكذا مستجدات أن يكون التضامن لوحده كافياَ لتحقيق المطالب الفلسطينية والحق الفلسطيني في العودة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس بل من خلال عمل فلسطيني منظم ومقاوم وموقف عربي إسلامي إقليمي داعم ومترافق مع تضامن دولي قولاً وعملاً ، ليتمكن الفلسطينيون من نيل حقوقهم الكاملة بالعودة وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة على ثرى وطنهم المسلوب والمنهوب أسوة بكل شعوب الأرض.