المرأة سيدة الموقف في التصدي لفيروس الكورونا
تاريخ النشر : 2020-04-01 17:03

ترافق ظهور فيروس كورونا بحالة من الرعب و الخوف لدى الكثيرين وخاصة السيدات لأنهن في العادة المسؤولات عن القيام برعاية الأسرة ويقع على عاتقهن مسؤولية المحافظة على صحة الأسرة واتخاذ وسائل الوقاية لعدم وصول الفيروس لأسرهن.

ويرجع سبب هذا الخوف الى إن هذا الفيروس جديد التطور وليس من السهولة التوصل للقاح يحمي أفراد الأسرة منه .

إن اعلان حالة الطوارئ في المحافظات الفلسطينية في مواجهة احتمالية تفشي هذا الفيروس استوجبت اتخاذ إجراءات استثنائية جبرية لمنع الانتشار ومنح السلطات الصحية بشكل خاص سلطة التقدير و الالزام معا بما يساعد على توفير السلامة للمواطنين و المقيمين وعدم اصابتهم بهذا الفيروس ، الأمر الذي يتطلب التفهم من الجميع لهذه الإجراءات بما تتطلبه من تغيير طبيعة السلوكيات المعتادة وتبادل للأدوار وبما تحتاجه من تطوير للأدوات و الوسائل لضمان سلامة البلاد و العباد .

إن مساندة النساء خلال فترة الطوارئ من منظور النوع الاجتماعي وخاصة لدى الأمهات العاملات في القطاعات الحكومية و الخاصة ، وأيضا توعية النساء حول كيفية الوقاية من الفيروس في البيوت وأماكن العمل ، والارشاد حول إجراءات العمل في فترة الطوارئ وتحديد إجراءات مخصصة ببرنامج الحماية ، و الارشاد للنساء في هذه الفترة الحساسة وتسليط الضوء على خصوصية الأمهات العاملات يؤدي الي تمكين المرأة من القيام بدورها للتصدي لهذا الفيروس وابتداع سبل الوقاية منه.

إن ترتيب آليات مناسبة بشأن ساعات الدوام المرن للنساء العاملات اللواتي يقمن على رعاية واعالت الأطفال وتذليل العقبات في سبيل تيسير وسائل العمل في المنزل وتطوير أدوات العمل البديلة بما يضمن تحقيق مصلحة العمل وضمان استمراره الامر الذي يؤدي الي ان نخرج من مرحلة الطوارئ بنتائج صحية ومهنية .

يجب استثمار مظاهر القوة في تعدد الأدوار التي تقوم بها النساء العاملات على صعيد العمل و المشاركة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية وضرورة وجود بدائل للعمل في المؤسسات كالعمل من المنزل ، و التأكيد على احترام الأدوار المتعددة للمرأة العاملة في المجالات المختلفة الي جانب عملها المنزلي المضاعف الي جانب المسؤولات الإضافية المفروضة عليها بموجب حالة الطوارئ من العناية و الرعاية المكثفة بالأسرة و التعليم المنزلي لاسيما بعد اعلان عطلة المدارس وذلك للحفاظ على صحة ومصلحة المجتمع .

ان مساندة المرأة بصفتها زوجة وأم وأخت وبنت وتوجيه المواطنين للتحلي بقدر عالي من المسؤولية التشاركية في الاعمال المنزلية و الاسرية و الرعاية للأطفال تعد نموذج إيجابي لبناء الأسر ، فدور الأب لا يقتصر على العمل الخارجي ودور الأم لا يقتصر على دورها الإنجابي

وإنما دورها التقدمي في مواجهة هذا الفيروس وطرق الوقاية منه ، وبذا نكون أمام علاقة تكاملية بين الزوج و الزوجة وبين الأم و أبنائها وبين الأخت وأخيها تمكننا من عبور هذه الحالة بسلام.

رابط صورة الكاتب