للذين يعانون من الحجر المنزلي .. تجربة مسن إيطالي يعيش وحيدا فى جزيرة منذ 31 عاما
تاريخ النشر : 2020-04-01 22:15

يعانى الكثيرون من فكرة العزل المنزلي، بسبب انتشار جائحة كورونا المستجد، إذ يشعرون بالملل، كما يؤكد البعض أنهم يعانون من الاكتئاب مع استمرار مكوثهم بالمنزل منذ فترة طويلة خوفا من تفشى فيروس كورونا القاتل.

شخص واحد قد لا يعانى من نفس الأزمة، إذ أن الإيطالي ماورو موراندي، اختار أن يعيش وحيدا على جزيرة في البحر المتوسط، منذ ما يزيد عن 30 عاما، ومنزله على الجزيرة بمثابة ملاذ آمن خلال أزمة كورونا، وفقا لموقع CNN.

عيشه بمفرده، جعل موراندى خبيرا فيما يتعلق بالعزل الاجتماعي، والعزلة التي يواجهها الكثير منا الآن، وهو ما يجعله خير شخص يمكن أن يقدم نصائح لكيفية قضاء الوقت في العزلة والاستمتاع به.

موراندي كان يعمل كمدرس، وصل إلى جزيرة بوديلي التي تقع قبالة ساحل سردينيا عن طريق الصدفة، أثناء محاولته الإبحار من إيطاليا إلى بولينيزيا عام 1989 أي قبل 31 عاما، وشجعته الطبيعة وجمالها على البقاء، إذ وقع في حب الرمال والشعاب المرجانية، ولا يزال موراندي، الذي يبلغ من العمر 81 عاماً، مستقراً على الجزيرة.

وعلى الرغم من العزلة الشديدة التى يبدو أن موراندى يعيشها، إلا أنه يتابع الأخبار بصورة مستمرة، إذ علم أولاً بإغلاق بر إيطاليا الرئيسي للحد من انتشار فيروس كورونا، ثم بقية العالم.

وفي عالمه الإنفرادي، يشعر موراندي حالياً أنه في "أكثر الأماكن أماناً على وجه الأرض". كما أنه حريص على مشاركة بعض النصائح حول أفضل طريقة للعزل الذاتي.

وأكد موراندي لـCNN عبر الهاتف، وهو صلته الوحيدة مع العالم الخارجي، أنه بخير ولا يشعر بالخوف، وان الجزيرة توفر له الحماية الكاملة، مشيرا إلى عدم قدوم أى شخص للجزيرة.

ولم يتغير شيء يذكر بالنسبة لموراندي منذ تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، باستثناء أنه يجب عليه الآن الإنتظار لفترة أطول ليحضر له الأشخاص الطعام من البر الرئيسي، وذلك بسبب القيود الصارمة التي تفرضها حكومة روم على الحركة، لمنع تفشى جائحة كورونا.

وعن روتينه اليومي، قال موراندى انه يقضى يومه بمفرده يتأمل في البحر ويستمتع بالهواء النقي، وجمع الخشاب، وإعداد وجبات الطعام، كما أنه يداوم على التقاط الصور لشروق الشمس على البحر، ويتناول طعامه ويطعم قطتيه.

وقدم موراندى نصائح للأشخاص الذين يعانون من الملل بسبب العزل المنزلى، قائلا :"قضاء بضعة أسابيع متحصناً داخل المنزل ليس شيئاً مزعجاً، بل على العكس، تمثل فرصة لممارسة البحث عن الذات".

وأكد موراندي أنه يقضي كل شتاء داخل بيته، ولأشهر متتالية بالكاد يتجول في أنحاء الجزيرة، مشيراً إلى أنه يقضي وقتاً على الشرفة الأمامية تحت المظلة عوضاً عن ذلك بسبب صعوبة وشدة برودة فصل الشتاء.

لذا، يقول موارندي متعجباً: "ما الذي يجعل الأشخاص غير قادرين على البقاء في المنزل لمدة أسبوعين؟ هذا سخيف"، بحسب ما ذكره.