غزة مقبرة الظالمين والناجحين!!
تاريخ النشر : 2020-04-06 07:46

كانت علاقتي برئيس بلدية غزة الراحل المرحوم بإذن الله تعالى عون الشوا أبو السعدي علاقة الأب بابنه ... طبعاً هذه العلاقة التي يتمنونها جميعاً بين رئيس بلدية أكبر مدينة فلسطينية تعداداً بالسكان وبين شاب بسيط من عائلة مغمورة لا يملك مالاً ولا جاهاً ولا حسباً عظيماً ولا نسباً سليلاً لم تعجب الكثيرين فهكذا غالبية أهل غزة لا يروق لهم رؤية توافق ومحبة بين اثنين !! فبدأت المؤامرات والدسائس لإنهاء هذه العلاقة أشكال وألوان!! لكنه رحمه الله كان هرماً في المباديء والأخلاق وتصدى لكل هذه المحاولات حتى أخر يوم في حياته!! وأذكر أن بعض المغرضين من هؤلاء اتفقوا على اتباع أسلوب تخويف أبو السعدي مني وتشكيكه بي فدخل أحدهم عليه وطلب منه توظيف أحد الأشخاص فاعتذر المرحوم أبو السعدي لعدم وجود شواغر فقال له هذا المغرض بخبث شديد وهو يتلوى كالثعبان وبصوت خافت: ليتني سمعت نصيحة الجميع عندما نصحوني بالتوجه لناصر الصوير وسيوظفه فوراً ؟!! يريد المجرم زرع بذور الشك في نفس المرحوم أبو السعدي ولفت انتباهه أنني أصبحت خطراً عليه وتجاوزته في نظر الناس!! أتدرون ماذا كان رد هذا الرجل الذي لن يتكرر : صدقك من نصحك لو ذهبت إلى الأستاذ أبو محمود(هكذا كان يخاطبني) وجاءني بهذا الطلب لأجبته!! لقد عرف المرحوم أبو السعدي نفسيات الغالبية من أهل غزة التي تكره التوافق والمحبة بين الناس وتكره الناجحين وتكره المتفوقين وتكره أن ترى السعادة والسرور والهناء..!! لذلك أنصحكم ضع هذه الفئة خلف ظهرك وسر بخطاً ثابتة نحو القمة ولكن عليك أن تضع سمعتك وروحك على كفك فهم لن يتوانوا عن تشويهك بكل الوسائل أو حتى قتلك والأمثلة أمامنا بالعشرات بل بالمئات.. لله درك يا غزة مقبرة للغزاة ومقبرة للظالمين ومقبرة للناجحين!!