الأسير المحرر "حسام حرب" يخرج من السجن إلى الحجر الصحي لمواجهة "كورونا"
تاريخ النشر : 2020-04-08 11:46

سلفيت: في مشهد حرك المشاعر الجياشة والعواطف، وانزل الدموع الرقاقة، ودون استقبال جماهيري او احتضان لاطفاله، استقبلت قرية اسكاكا في سلفيت أسيرها المحرر حسام حرب ( 60عاما).

ومن داخل الحجر المنزلي وعبر الهاتف في قرية اسكاكا شرق سلفيت يتحدث الاسير المحرر عن ظروف الاسرى في ظل المخاوف من انتشار فيروس "كورونا" ، حيث لا استعدادات ولا تجهيزات من قبل السجان، بل ويتمنون ان يضرب الاسرى ليتخصلوا منهم.

حرب، والذي قضى اكثر  من عشرة سنوات في السجن على عدة فترات متفاوتة، يقول أن إدارة سجون الاحتلال "الإسرائيلية" لا تأبه للاسرى، وتتحمل المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة كافة الأسرى والأسيرات، في حال وصل فيروس “كورونا” - لا قدر الله-  الى داخل المعتقلات، فانه ان وصل السجون فان طبيعة السجن المغلق ستتسبب بكارثة لا سمح الله، والاسرى يستيغثون ان انقذوهم قبل فوات الاوان.

ويضيف "ابو حسان" بانه قضى الفترة الاخيرة من سجنة الاداري ، والتي بلغت 16 شهرا في سجن النقب، وكنا نسمع اخبار "كورونا" من خارج السجن، ونطلب من السجان تزويدنا بالمواد للوقاية من "كورونا" دون رد.

وعن مشاعر الفرح بالافراج عن زوجها ، تقول "أم حسان" هذه المرة تختلف، فقد تعودونا ان نستقبله ونسلم عليه ويحتضن ابناؤه، لكن في ظل الوقاية من "كورونا" سلم علينا من بعيد ولوح بيده، وهو ملتزم بالحجر المنزلي لحين انتهاء ال 14 يوما حيث يقضي وقته بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والتواصل مع الخارج فقط عبر الجوال وال "فيسبوك".

لا يوجد تنقلات بين السجون او زيارات للمحامين او الاهل او زيارات للصليب الاحمر، بسبب "كورونا" كما يقول حرب، الا انه يتم نقل المعتقلين للمحاكمات وهنا قد تقع الكارثة نتيجة الاختلاط، مشيرا الى ان الاسرى ايديهم على قلوبهم، وان بعضهم اضرب، وتم سحب 150 من المواد من الكانتين، حيث استغل الاحتلال "كورونا" من اجل التضييق على الاسرى.

وعن واقع السجون قال:"  معروف ان الاحتلال يحتجز آلآف الأسرى الفلسطينيين، توزعهم على 25 سجنا ومركز توقيف، وهذه السجون تفتقر في غالبية أقسامها وزنازينها إلى الحد الأدنى من المقومات الصحية والآدمية، فكثير منها عالية الرطوبة وعديم التهوية السليمة، ومنها من هي مأوى للحشرات والصراصير والفئران، والكل يعرف ان "كورونا" ينتشر في ظل ظروف كهذه بشكل سريع".

ويوضح حرب ان كافة السجون والمعتقلات تشهد اكتظاظ كبيرا في أعداد الاسرى، وهذا يعتبر تربة خصبة لانتشار فيروس "كورونا" في حالة انتشاره لا سمح الله.

وعن بقية الامراض اضاف :" اصلا قبل "كورونا" وفي ظل ظروف الاسر فانها تسهل في كثير من الحالات إنتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بين الأسرى كالإنفلونزا والرشح والحساسية والازمة الصدرية وغيرها الكثير”.

وعن الاسرى المرضى يقول "ابو حسان"وأكمل، “ اكثر من  700 أسير مريض يوجد داخل السجون الإسرائيلية، وعشرات كبار السن، يعانون من ضعف كبير في مناعتهم ومن إهمال طبي وصحي متعمد من قبل إدارة السجون، ما يعني أن وصول مثل هذه الفيروس الى السجن من خلال السجانين أو داخل المحاكم أو خلال عمليات نقلهم من وإلى المحاكم والسجون، يعني تعريضهم للقتل المباشر”.

ويطالب الاسرى كما يقول حرب، بضرورة الضغط الشعبي والجماهيري والمؤسساتي والصليب الاحمر، إجبار السلطات "الإسرائيلية" على توفير كل متطلبات وشروط الصحة والسلامة للأسرى والأسيرات داخل السجون، والبدء بتعقيمها وتوزيع المعقمات والمنظفات على كافة الأقسام والغرف، وإجراء الفحوصات الطبية المتخصصة لهم بشكل منتظم ومتكامل، لا سيما وأن حضانة هذا الفيروس تستمر لنحو أسبوعين.

وبحسب هيئة الاسرى فان سلطات الاحتلال تعتقل في 23 مركز توقيف وتحقيق وسجن قرابة الـ 5000 أسير فلسطيني، بينهم 41 أسيرة و180 طفلا، بالإضافة لـ 1000 أسير مريض بينهم حالات مرضية خطيرة وبحاجة لرعاية صحية.

ويتعرض الأسرى لسياسة الإهمال الطبي من إدارة السجون، والتي أودت بحياة أكثر من 220 أسيرا منذ العام 1967.