التقيته ساعات قليلة.. وفي كل موقف قال لي : "بسيطة"
تاريخ النشر : 2020-04-16 20:29

اجتمعت مع الشهيد ابو جهاد ثلاث مرات في حياتي، أول مرة في مخيم البداوي أو البارد عندما كنت في الجامعة  متطوعا في اللاسلكي ومواقع اخرى ، نحضر في الإجازة الصيفية من الأقاليم  ،  فجاء لزيارة الاذاعة ، وبحضور الاخ ابو سليم اللحام ، ادام الله عليه الصحة والعافية وعدد من الكادر،وجمع من الشباب ،فقلت له عندي موضوع خاص يا اخ ابو جهاد ، فقال رحمه الله ما دام خاص احضر الى مكتبي ،  رفض الاستماع لموضوعي الشخصي تقديرا لكبرياء أبنائه ورجاله  ، فذهبت اليه اشرح امر  اخي الذي ذهب  ليدرس ولم يدرج اسمه في منح التعبئة والتنظيم ،وكونه ابن شهيد  فقال ،، "بسيطة " فسأل احد الجالسين كم هي  مصاريف الطالب  في يوغسلافيا سنويا ، فكان مبلغا متواضعا ، فقال يصرف  ضعف ونصف المبلغ المطلوب، والعام  القادم يدرج ضمن  منح التعبئة، والمره الثانية  في مكتبه في عمان ، عندما انهيت دراستي للهندسة  في الباكستان وكانت عندي عقوبة تنظيمية تجميد  من التعبئة  لمدة ستة شهور كوني اصدرت بيانا انذاك وانا في الهيئة الادارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين بالاضافة لموقعي التنظيمي مخالفا الموقف الرسمي الحركي، وبعد أن شرحت له الموضوع وبتسامح القائد وحكمته فقال " بسيطة "، سيتم ادراجك على كشف الساحة الاردنية ، واذهب ادرس في الجامعة الأردنية دراسات عليا ،  لا داعي للذهاب  لخدمة العلم  في حينها،، والمرة الثالثة مع المناضل المرحوم ابو فيصل الباشا التسليح زرناه أيضا في مكتبه في عمان ، لنتحدث عن شوؤن  مخيم البقعة ،،،  واستمع لساعات لمشاكل أبناء المخيم وهمومهم وقال  " بسيطة" واتخذ كعادته ومن موقع القائد الإنسان إجراءات لمصلحة أبناء شعبه .

عندما تكون مع ابو جهاد تشعر انه يشاركك العمل والفعل النضالي.. ويشعرك انك قائد مثله ، ويهوّن الأمور . هكذا هو الشهيد ابو جهاد  رحمه الله قائدنا  مع الشهداء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ولكن اليوم يا سيد الشهداء لم يعد شيئًا بسيطًا ، والأمور تزداد تعقيدا وضبابية في الرؤية والموقف . لروحك الرحمة .