النخالة: على السلطة أن لا تكتفي بخطاب سياسي يترك بواباتِ التفاهم مع إسرائيل مفتوحة ويغلقها على الشعبِ الفلسطيني
تاريخ النشر : 2020-05-22 15:48

بيرورت: قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة،: ما أعلنه أبو مازن منْ موقفٍ تجاه الاحتلال، سنأخذه على محمل الجدِّ، ونريد أنْ نراه واقعيًّا على الأرضِ، فليتراجعِ المرجفون والمرتجفون والمرتعشون، وليتقدمْ أبناء الشعبِ الفلسطينيّ في الضفةِ الباسلةِ، ليأخذوا زمام المبادرةِ، ويعيدوا مجد المقاومةِ، في جنين وطولكرمِ ونابلس ورام الله والقدسِ والخليلِ، وفي كلِّ مدنِ الضفةِ وقراها"

وأضاف:"هذا يوم اختبارٍ جديدٍ، ومنْ حسنِ الحظِّ يأتي خطاب أبومازن في ظلالِ يومِ القدسِ. فليكنْ هذا اليوم فاصلاً بين مرحلتينِ، ولتتوحدْ قوى شعبِنا تحت شعارِ"القدس عاصمة فلسطين"، ولنستنهضْ أمتنا مرةً أخرى باتجاهِ القدسِ، وباتجاهِ فلسطين".

وأكد النخالة أن هذا يحتاج إلى خطواتٍ عمليةٍ من الجميعِ، فلا يكفي أنْ تطلق السلطة النار في الهواءِ... وإنّ فصائل المقاومةِ جاهزة لأوسعِ مروحةِ تفاهماتٍ، على قاعدةِ المقاومةِ، وعلى قاعدةِ الوحدةِ الوطنيةِ، في مواجهةِ الاحتلالِ.

وبين إنّ المطلوب من السلطةِ الفلسطينيةِ خطوة كبيرة باتجاهِ وحدةِ الصفِّ الفلسطينيّ، وأنْ لا تكتفي بخطابٍ سياسيّ، يترك بواباتِ التفاهمِ مع العدوِّ مفتوحةً، ويغلق بواباتِ الانفتاحِ على الشعبِ الفلسطينيّ وقواه المقاومةِ.

"يأتي يوم القدسِ متزامنًا مع ذكرى النكبة، ومتزامنًا مع ازدياد الحملة الصهيونية الأمريكية التي تستهدف الاستيلاء على المزيدِ من الأرض، وتستهدف السيطرة على القدس، لتصبح عاصمة لإسرائيل".

وأضاف:"الجميع منْ حولِنا يفهم مخاطر الخطوةِ الأمريكيةِ التي سمّيتْ صفقة القرنِ، وكأنّ الأمر لايعنيهم، ويمارسون عاداتِهم وطقوسهم واحتفالاتِهم، وأكثر من ذلك أن التعاطف الرسميّ هو للأسفِ، دوما دون قامةِ الشعب الفلسطيني، بل أن هناك من أصبح معاديًا لنا، ومنحازًا للموقفِ المعادي للمقاومة"

وتساءل النخالة، ألم يدرك هؤلاء أن المقاومة ومواجهة إسرائيل هي التي تحمي المنطقة من الهيمنة الصهيونية التي تمتد يومًا بعد يوم إلى هذه الدول في كل مجالات الحياة؟!.

وتابع:"هذا التحدي الذي تفرضه إسرائيل على الأمةِ بالسيطرةِ على القدسِ، ألا يكفي ليجعل البعض يتراجع عنْ سياساتِه، أو يراجع حساباتِهِ؟! فهي معركة فاصلة بين الحقِّ والباطلِ، وهذه المعركة فاصلة بين المقدس الذي تحمله القدس من كل معاني الإجلال للإسلام، وبين من يحملون معاني الظلم والقهر والموت".

وأكد النخالة، إن دولكم واقتصادكم وإمكانياتِكم ستكون هباء، ولاقيمة لها، أمام انتصار العدو عليكم، وستدفعونها عن يد وأنتمْ صاغرون.

وقال:" إنّ مرحلة جديدة تبدأ الآن مع المشروعِ الصهيونيّ، ومعركة جديدة متجسدة في صفقة القرن، وماسيترتب عليها من سيطرة على كامل فلسطين، بما فيها القدس، فلنقف جميعا،عربا ومسلمين وأحرارًا من كل العالم، في مواجهة هذا الطغيان الزاحف، بلا تردد ولا ارتجاف.

وأشار النخالة، إلى أن التأييد اللغويّ، إنْ كان دوليًّا أو عربيًّا، يسقط أمام غطرسةِ إسرائيل، وغطرسةِ أمريكا، فلا أحد يستطيع أنْ يوقف هذا الطغيان إلاّ قوة المجاهدين، ودم المجاهدين، وصمود المجاهدين، ولذلك كان كافيًا، لكلِّ الذين راهنوا على خطاباتِ النفاقِ السياسيّ، أنْ يتوقفوا، ويدركوا أنْ لا عاصم لكم اليوم أمام اللهِ، وأمام الناسِ، إلاّ وقوفكم في وجهِ أمريكا وإسرائيل.

نص الكلمة كاملة:

نص كلمة الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة بذكرى يوم القدس العالمي 

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أكثر منْ أربعين عامًا أطلق الإمام الخمينيّ يوم الجمعة الاخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدسِ... واليوم نحتفل بهذا اليومِ المجيدِ، فيما الوضع العربيّ يعيش حالةً من التمزقِ والشتاتِ والتبعيةِ. ولكنّنا لمْ نفقدِ الأمل، بلْ إنّنا اليوم أقوى منْ أيّ وقتٍ مضى، ونستطيع أنْ نصمد ونقاتل، ونستطيع أنْ نفهم أكثر، ونستطيع أنْ نقاوم بطريقةٍ أفضل، حتى تسقط أسماؤهم وراياتهم وأوهامهم...

يأتي يوم القدسِ متزامنًا مع ذكرى النكبةِ، ومتزامنًا مع ازديادِ الحملةِ الصهيونيةِ الأمريكيةِ التي تستهدف الاستيلاء على المزيدِ من الأرضِ، وتستهدف السيطرة على القدسِ، لتصبح عاصمةً لإسرائيل...

والجميع منْ حولِنا يفهم مخاطر الخطوةِ الأمريكيةِ التي سمّيتْ صفقة القرنِ، وكأنّ الأمر لايعنيهم، ويمارسون عاداتِهم وطقوسهم واحتفالاتِهم...

وأكثر منْ ذلك أنّ التعاطف الرسميّ هو للأسفِ، دومًا دون قامةِ الشعبِ الفلسطينيّ.

وأكثر منْ ذلك أنّ هناك منْ أصبح معاديًا لنا، ومنحازًا للموقفِ المعادي للمقاومةِ.

ألمْ يدركْ هؤلاءِ أنّ المقاومة ومواجهة إسرائيل هي التي تحمي المنطقة من الهيمنةِ الصهيونيةِ التي تمتدّ يومًا بعد يومٍ إلى هذِهِ الدولِ في كلِّ مجالاتِ الحياةِ؟!

هذا التحدي الذي تفرضه إسرائيل على الأمةِ بالسيطرةِ على القدسِ، ألا يكفي ليجعل البعض يتراجع عنْ سياساتِهِ، أو يراجع حساباتِهِ؟! فهي معركة فاصلة بين الحقِّ والباطلِ. وهذه المعركة فاصلة بين المقدسِ الذي تحمله القدس منْ كلِّ معاني الإجلالِ للإسلامِ، وبين منْ يحملون معاني الظلمِ والقهرِ والموتِ.

إنّ دولكم واقتصادكم وإمكانياتِكم ستكون هباءً، ولاقيمة لها، أمام انتصارِ العدوِّ عليكم، وستدفعونها عنْ يدٍ وأنتمْ صاغرون.

إنّ مرحلةً جديدةً تبدأ الآن مع المشروعِ الصهيونيّ، ومعركةً جديدةً متجسدةً في صفقةِ القرنِ، وماسيترتب عليها منْ سيطرةٍ على كاملِ فلسطين، بما فيها القدس... فلنقفْ جميعًا،عربًا ومسلمين وأحرارًا منْ كلِّ العالمِ، في مواجهةِ هذا الطغيانِ الزاحفِ، بلا ترددٍ ولا ارتجافٍ.

إنّ التأييد اللغويّ، إنْ كان دوليًّا أو عربيًّا، يسقط أمام غطرسةِ إسرائيل، وغطرسةِ أمريكا.فلا أحد يستطيع أنْ يوقف هذا الطغيان إلاّ قوة المجاهدين، ودم المجاهدين، وصمود المجاهدين.

ولذلك كان كافيًا، لكلِّ الذين راهنوا على خطاباتِ النفاقِ السياسيّ، أنْ يتوقفوا، ويدركوا أنْ لا عاصم لكم اليوم أمام اللهِ، وأمام الناسِ، إلاّ وقوفكم في وجهِ أمريكا وإسرائيل.

إنّها الصفقة الأسوأ منذ وعدِ بلفور، وإنّها كلمة السرِّ التي سيحملها بنو إسرائيل ليمروا إلى كلِّ العواصمِ، بصورةٍ رسميةٍ، وبجوازِ سفرٍ إسرائيليّ. وهذا يأتي بعد أكثر منْ عشرين عامًا من الترويضِ الفلسطينيّ الفلسطينيّ، والعربيّ الفلسطينيّ، لصالحِ إسرائيل.

ورغم ذلك،فإنّ إرادة الأمةِ، وإرادة شعبِ فلسطين،أقوى منْ أوهامِهم، وأصدق منْ أحلامِهم. هم يتحدثون عنْ صفقةِ القرنِ، والسيطرةِ على القدسِ، ونحن نتحدث عنْ زوالِ هذا الكيانِ الطارئِ واللقيطِ.

إنّها معركة مفتوحة بيننا وبينهم، وإنّ مفرداتِ القوةِ في أمتِنا أكبر، وإرادة الحياةِأبقى،الّذِين قال لهم النّاس إِنّ النّاس قدْ جمعوا لكمْ فاخْشوْهمْ، فزادهمْ إِيمانًا، وقالوا حسْبنا اللّه ونِعْم الْوكِيل.

إنّها القدس، فرض صلاتِنا اليوميّ، وواجبنا اليوميّ.

إنّها الإسلام كلّه في هذه اللحظةِ، وفي هذا اليومِ، وفي هذه السنةِ، وحتى ندخل المسجد فاتحين إنْ شاء الله.

إنّ شعب فلسطين في هذه المعركةِ المصيريةِ لنْ يخسر إلاّ قيده، والذين يخذلونه سيضعون قيدًا جديدًا في أعناقِهم، وإلى الأبدِ.

لا أمةً عربيةً بدونِ القدسِ، ولا أمةً إسلاميةً بدونِ القدسِ. سيصبحون بقايا دولٍ، وبقايا ممالك، تخدم في مملكةِ إسرائيل...دول بلا روحٍ، وبلا مستقبلٍ.

أليس النموذج الذي قدمتْه إسرائيل طوال احتلالِها للضفةِ كافيًا، ليريكم كيف استعبدتِ الصهيونية شعبنا تحت الاحتلالِ، وحولتْه إلى عمالةٍ في وطنِهِ، وفي أرضِهِ؟!

صدقوني سيفعلون بالعربِ ذلك وأكثر، وسيجعلون الجميع في خدمتِهم...

ورغم كلِّ ذلك يقف الشعب الفلسطينيّ الجريح والمقهور، يقاوم ويقاتل بأقل الامكانيات .. وهنا من واجبي أن أؤكد على تقدير شعبنا للموقف المبدئي لايران الاسلام في تأييدها السياسي والمعنوي والعملي . ووقوفها بصلابة معجزة في مواجهة هذا الطغيان الامريكي الصهيوني الوقح. وإن ما تواجهّه الجمهورية الاسلامية من تحديات وعقوبات. هو بسبب دعمها وتأييدها للشعب الفلسطيني في جهاده ومقاومته. ورغم ذلك فإنها تزداد إنحيازاً لفلسطين والقدس. أما عربياً وكأنّه يعيش في صحراء، لا صوت فيها، ولا صدى. وإنْ وجِد شيء منْ هذا الصوتِ وهذا الصدى، فهو خجول ومتردد وحسب معايير محددة.

يا شعبنا العظيم...

يجب أنْ لا يرهبنا الصمت منْ حولِنا، رغم قسوتِهِ ومرارتِهِ. ويجب أنْ لا يقهرنا الخذلان، رغم دناءتِهِ.

فلنقفْفي ميدانِ المعركةِ دومًا، فغير الميدانِ اليوم، هو واللهِ الهزيمة والخسران.

إسرائيل تجوعنا، وتقتلنا جماعاتٍ وأفرادًا، وتهدم بيوتنا، وتستولي على أراضينا... فهلْ بقي غير ميدانِ القتالِ لنلجأ إليهِ إلاّ ميدان الذلِّ والمهانةِ؟!

الآن بعد ثلاثين عامًا، وبعد أنْ وضع بعضنا أغصان الزيتونِ في فوهاتِ البنادقِ الصهيونيةِ، نستيقظ على الوهمِ. فلا بأس، المهمّ أنْ نتوقف فسحةً من الوقتِ، وفسحةً من الدمِ، لننهض...

وما أعلن عنه الأخ أبو مازن منْ موقفٍ تجاه الاحتلالِ، سنأخذه على محملِ الجدِّ، ونريد أنْ نراه واقعيًّا على الأرضِ...فليتراجعِ المرجفون والمرتجفون والمرتعشون، وليتقدمْ أبناء الشعبِ الفلسطينيّ في الضفةِ الباسلةِ، ليأخذوا زمام المبادرةِ، ويعيدوا مجد المقاومةِ، في جنين وطولكرمِ ونابلس ورام الله والقدسِ والخليلِ، وفي كلِّ مدنِ الضفةِ وقراها...

فهذا يوم اختبارٍ جديدٍ، ومنْ حسنِ الحظِّ يأتي خطاب الأخ أبومازن في ظلالِ يومِ القدسِ. فليكنْ هذا اليوم فاصلاً بين مرحلتينِ، ولتتوحدْ قوى شعبِنا تحت شعارِ"القدس عاصمة فلسطين"، ولنستنهضْ أمتنا مرةً أخرى باتجاهِ القدسِ، وباتجاهِ فلسطين...

وهذا يحتاج إلى خطواتٍ عمليةٍ من الجميعِ، فلا يكفي أنْ تطلق السلطة النار في الهواءِ... وإنّ فصائل المقاومةِ جاهزة لأوسعِ مروحةِ تفاهماتٍ، على قاعدةِ المقاومةِ، وعلى قاعدةِ الوحدةِ الوطنيةِ، في مواجهةِ الاحتلالِ.

إنّ المطلوب من السلطةِ الفلسطينيةِ خطوة كبيرة باتجاهِ وحدةِ الصفِّ الفلسطينيّ، وأنْ لا تكتفي بخطابٍ سياسيّ، يترك بواباتِ التفاهمِ مع العدوِّ مفتوحةً، ويغلق بواباتِ الانفتاحِ على الشعبِ الفلسطينيّ وقواه المقاومةِ.

وإنّني بهذه المناسبةِ، أدعو الأخ أبومازن وحركة فتح إلى أنْ ترى غزة بمنظارٍ مختلفٍ، بعيدًا عنِ الحساسياتِ الحزبيةِ، والخلافاتِ السياسيةِ. فقطاع غزة اليوم بكلِّ قواه، يشكل المنطقة الأعظم إشراقًا وصحوةً ونهوضًا، في مواجهةِ إسرائيل. وإنّ خطواتٍ عمليةً باتجاهِ الوحدةِ الوطنيةِ، ستكون دليلاً ساطعًا علىأنّ هناك تغيرًا جديًّا قدْ حدث، وقناعةً جديدةً قدْ حصلتْ، وإلاّ فلا معنى ولا قيمة لخطاب وإعلانِ الأخ أبومازن الانسحاب منْ كلِّ الاتفاقياتِ مع العدوِّ الصهيونيّ.

يا شعبنا العظيم...

فليكنْ يوم القدسِ يومًا للوحدةِ في مواجهةِ صفقةِ القرنِ، وليكنْ يوم القدسِ يومًا لنا جميعًا، نعيد فيهِ وحدتنا التي مزقتْها أوهام السلامِ، وأوهام التعايشِ مع الذين يريدون لنا الموت والشتات.

في يومِ القدسِ ننحي إجلالاً واحترامًا لأرواحِ شهداءِ شعبِنا العظيمِ، ولأرواحِ الشهداءِ جميعًا الذين ارتقوْا على هذه الطريقِ، طريقِ الحريةِ والعدلِ والسلامِ... وأخصّ بالذكرِ الإمام الخمينيّ الذي جعل من القدسِ عنوانًا لوحدةِ الأمةِ في مواجهةِ إسرائيل، والحاج قاسم سليماني، والحاج عماد مغنية، والمطران كابوتشي، بما يمثلون منْ قيمةٍ معنويةٍ عاليةٍ في مسيرتِنا نحو القدسِ، ونحو فلسطين.

المجد للشهداءِ، والحرية لأسرانا، والنصر لشعبِنا وأمتِنا، وكلّ عامٍ وأنتمْ بخيرٍ.