حديث عن الضم
تاريخ النشر : 2020-05-29 12:17

كان من المفروض ان يكون حديثى اليوم استكمالا لحديثى عن منظمة التحرير وضرورة احيائها واعادة بنائها وقد اجمع الشعب الفلسطينى ان تكون المنظمة هى الممثلل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات . وقد قامت منظمة التحرير بدورها المحورى فى لم شمل الشعب الفلسطينى وقادت النضال السياسى والثقافى والتعليمى كما شاركت فى معارك حرب الايام الستة من خلال قوات التحرير الشعبية وجيش التحرير الفلسطينى وكان لى شرف معرفة العديد من هذه القيادات الذين رحل الكثير منهم وما زال بعضهم على قيد الحياة . لكننى اجلت الحديث عن منظمة التحرير وقد عاصرت نشاتها وشاركت فى قرار ان الاتحادات النقابية هى قواعد من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية . ومن يتعرضون اليوم للهجوم على المنظمة واين وصل بها الامر اقول باختصار : بقيت المنظمة تقوم بدورها من خلال مؤسساتها وقياداتها حتى حل اسلو وما سببه لنا ولشعبنا وللمنظمة من هوان تمثل فى الانحراف بميثاقها والتخلى عن اهم الثوابت الوطنية بالاعتراف بالكيان الصهيونى والتخلى عن الكفاح المسلح خيارنا الاساس فى تحرير فلسطين . فلم يكن للقرارات التى اتخذتتها قيادة منظمة التحرير اى شان او علاقة بالمنظمة وكان اوسلو سقطة وطنية فى مسيرتنا النضاليه بقينا نجنى ثمارها المخزية حتى الان . ساعود الى الحديث عن منظمة التحرير واهمية اعادة بنائها فى الايام القادمة لان منظمة التحرير ما زالت هى التى يتحقق من خلالها وحدتنا الوطنية لقيادة المقاومة الوطنية لانهاء الاحتلال وتحرير فلسطين وعودتنا الى الثوابت الوطنية واعادة الميثثاق القومى الذى اقره المجلس الوطنى الاول فى مدينة القدس مرجعيتنا الرئيسية فى نضالنا ومقاومتنا .
تابعت اليوم كما اتابع كل صباح هذا العدوان الاجرامى العنصرى الاحلالى على مدينة القدس والخليل والمس بمقدساتنا فى النائس والجوامع ومنع الاذان فى الحرم ابراهيمى واستمعت الى حديث ضاف من الدكتور المناضل سعيد يقين الذى كتب كتابا عن الجدار العنصرى وحضرت مناقشته لرسالة الدكتوراه فى جامعة القاهره وقد اوضح حجم المخاطر التى يتعرض لها وطننا وقرانا ومدننا واستمعت وهو يتكلم بالم وحرقه وهو يرى ما يدور فى القدس ومحيطها وقلت لا بد من ان اشير الى بعض النقاط والكل يتحدث عن قرارات الحكومة العنصرية الاسرائيلية عن الضم والسياده على اراضينا فى القدس ومحيطها فى الشمال الغربى من القدس والمستعمرات التى تقام وتتسع كل يوم .
الضم اخوتى لم يتوقف يوما منذ عام 1948 حتى الان وفق القناعات التى اكدت عليها كافة الاحزاب والقيادات السياسية والعسكرية الصهيونيه . هذه حقيقة يجب ان لا تغيب عنا . واذا جاء قرار قيادة المنظمة والسلطة ان انهاء العلاقة والغاء كافة الاتفاقات ان اقدمت دولة الكيان العنصرى على اتخاذ قرار الضم فهذا تبرير عقيم فقد اتخذ قرار الضم والسيادة وبنيت مئات المستعمرات وهدمت قرانا واستبيحت مدننا ومقدساتنا وامتلاءت السجون الاسرائيلية بالاسرى والمعتقلين وسقط الاف الشهداء والجرحى والسؤال : هل لم تدرك تلك القيادات هذه الحقائق حتى تستند الى قرار الضم والسياده فى الغاء الاتفاقات مع العدو الصهيونى ؟
لا بد ان نؤكد ان قراراتنا فى انهاء كافة الاتفاقات وعلى راسها اوسلو وملحقاته يستند الى الاخطار التى تحاصرنا وتستهدف وجودنا وان السياسة التى سارت على هديها تلك القيادة اودت بنا الى هذا المصير فلم تبقى على ارض ولا مقدسات واصبحنا نواجه انهاء القضية الفلسطينية بالرغم من ان شعبنا لم يؤمن يوما بهذه السياسة التى اسميتها سياسة الانتظار المهين على ابواب الامريكان والصهاينة وخرجنا بالنتيجة بعد 26 سنة من التفاوض العبثى فى ظل اوسلو والتنسيق الامنى بهذه النتائج الكارثيه . ما يؤكده شعبنا اليوم واكده عبر مسيرته النضاليه هو العودة الى ينابيع النضال والمقاومة خيارا وحيدا ليس بعده خيار وان نعيد بناء مؤسساتنا مبنية على هذا الخيار .

العودة لبناء منظمة التحرير والى ميثاقها القومى الذى اكد على نقطتين الوحدة الوطنية والمقاومة المسلحة ومن يتنكر او لا يقتنع بهذه الحقائق لا يدرك حجم الاخطار التى تحدق بنا . القضية تتعرض للتصفية على ايدى الحليف الاستعمارى الصهيونى والاستيطان يتغول فى مدننا وقرانا وليس امامنا سوى المقاومة حتى ننهى هذا الاحتلال البغيض الاجرامى نحقق النصر لهذا الوطن ونفى بولائنا للشهداء والاسرى هكذا علمنا الاباء والاجداد وعلى هذا الهدى سار الشرفاء من ابناء شعبنا