مخيمات اللاجئين في مواجهة مشاريع التصفية
تاريخ النشر : 2020-06-04 12:09

فلسطين في مواجهة مشاريع التصفية والإلغاء والعنصرية، ترتكز على اللاجئين ودورهم في استنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية في الشتات، وعلى مستوى المشروع الوطني، فاللاجئون هم لب القضية الفلسطينية.

واذا كانت المخيمات هي النواة الصلبة للمقاومة والصمود الفلسطيني، فان الشباب لا شك هم عنوان التصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

العدو يحاول جاهدا تفتيت القضية الفلسيطينية وتجزئتها، وابتلاعها قطعة قطعة، واولى معالم هذا التفتيت هو اختصار القضية الفلسطينية في قضية اللاجئين، هذا المجتمع الذي لا يكف عن اعلاء صوته مطالبا بالانعاتق والحرية، فيحاول العدو انهاء قضية اللاجئين موظفا الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات، متوهما أنه بهذا قد ينهي القضية الفلسطينية.

وانطلاقاً من هذا التقدير، توالت مشاريع لحل او بالاحرى تصفية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين كمدخل لتصفية القضية الفلسطينية، تحت عناوين:

- إما توطين اللاجئين في البلدان التي يعيشون على اراضيها.

 - أو تهجيرهم إلى بلد آخر يقبل بهم.

- أو تجنيسهم في أي بلد يقبل بذلك.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والتي يريد منها البعض أن تكون ملكية أكثر من الملك، وأن تتولى هي الدفاع عن حق اللاجئين في العودة الى  مدنهم وقراهم وبيوتهم التي هجروا منها، جاهزة لتنفيذ أي مخطط تقره القوى الدولية المسيطرة، فهي في النهاية منظمة أنشأت بقرار من ذات المنظومة التي تسعى لحل ينهي قضية اللاجئين الفلسطينيين.

فبات مطلوبا فلسطينيا اليوم من يوظف قدرة المخيمات على لعب دور حاسم في افشال مؤامرات التوطين والتصفية،  كما بات مطلوبا من يستثمر تراكم النضالات السياسية والجماهيرية والشعبية المتواصلة للمخيمات لايصالها الى ذروة الثورة وصولا الى نقطة اللاعودة، فينطلقوا في ثورة لا تتوقف حتى التحرير والعودة.

يحتج البعض بالأوضاع الصعبة، فمتى كانت اوضاعنا سهلة وميسورة، ومتى كانت الأنظمة العربية تعمل بقوة وصدق على تحقيق الحرية والتحرير، فقد سنت الدول العربية عدد من القوانين لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من الحقوق المدنية والاجتماعية بهدف استنزاف صمودهم، وتشتيتهم من جديد، واجبارهم على طلب اللجوء في بلدان اخرى اوروبية وغربية.

وعليه بات الرهان اليوم على تحويل المخيمات الفلسطينية في شتى أماكن تواجدها الى محاضن للثورة، وليس بؤر للفقر والعوز والمعاناة، وجعلها حاضنة للثورة، بما تمتلكه من أجيال متعاقبة من الشباب التواق للحربة وللعمل من اجل فلسطين، دون ان تكبله الفصائلية والحزبية والتعصب والتجاذبات والمصالح.

ايها للاجئون اقرأوا التاريخ الفلسطيني لتقفوا على الصور البطولية الرائعة، والدور المميز للمخيمات في مسيرة التحرر.

أيها اللاجئون انتم مدعوون للقيام بحراك ثوري لاجبار الفصائل والقوى الفلسطينية للالتقاء حول طاولة واحدة للبحث:

- أولاً عن تصفية كاملة لمرحلة اوسلو السابقة.

- وثانياً للوصول إلى رؤية سياسية تترجم في برنامج سياسي جديد يعيد الاعتبار لجوهر الثورة التي انشأت من أجلها منظمة التحرير الفلسطينية كأرضية واجبة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

الرهان بات اليوم وبشكل أساسي على اللاجئين في المخيمات، هذا الخزان البشري الثوري الذي لا ينضب لإعادة تجميع كل قواهم ليتمكنوا من أن يلعبوا دورهم كعنوان وقيادة للمرحلة القادمة.

فجيل ما بعد اتفاقية أوسلو يحتاج لمن يحفزه لتشكيل كيانات شبابية لتنمية فكرة الكفاح المسلح، فواقع المخيمات الفلسطينية المتروك والمهمش بعد اتفاقية أوسلو، والذي يستهدف إضعاف المخيمات الفلسطينية، يجب ان يكون حافزا لاطلاق العنان لهذا الجيل ليأخذ دوره كاملا في مسيرة الثورة، وافشال كل مساعي ومؤامرات التصفية والضم والابتلاع.