المواطنة والوحدة في ظل فيروس كوفيد 19 "كورونا"
تاريخ النشر : 2020-06-16 17:00

أصابت جائحة فيروس كوفيد 19 "كورونا" العالم اجمع ولم تُفرق بين لونِ ولا عرقِ ولا جنسِ ولم تعرف حدوداً ولا حواجز وانما اصاب البشرية جمعاء، وتواصلت خلال فترة الجائحة كافة الجهود المحلية والاقليمية والدولية لتفادي تداعيات واحتواء الفيروس من اجل المصلحة العليا وحماية البشرية.
وتعززت بشكل واضح خلال الجائحة مفاهيم جديدة في فترة الحجر الصحي مثل المواطنة والوحدة في ظل فيروس كوفيد 19"كورونا" وظهرت من خلال سلوكيات المواطنين وتصرفاتهم، لكن قبل الخوض بالاطار النظري للمواطنة والوحدة سيتم تعريف المواطنة، فالمواطنة هي علاقة محددة بين المواطن والدولة بموجب القانون المعمول به والمواطن له حقوق وواجبات، والمواطنة لها مقومات اولها:
1. المساواة وتكافؤ الفرص.
2. المشاركة في الحياة العامة.
3. التعاون المجتمعي والعمل العام.
اما انواع المواطنة وهي المواطنة العالمية والرقمية والمواطنة بكافة اشكالها السياسية والاجتماعية والثقافية والصحية.
لكن في ظل فيروس كوفيد ظهرت المواطنة والوحدة بشكل واضح حيث ترسخت ثقافة المواطنة بابعادها وبالتحديد البُعد الاجتماعي كرابط اجتماعي في الدولة نفسها، بحيث ان المواطن له دور مجتمعي تطوعي مدني امني، وتجلت صور الوحدة من خلال الفرق التطوعية ولجان الطوارئ والاجهزة الامنية والصحية لتفادي انتشار كورونا، حيث كان لكل فرد مسؤولية مجتمعية ضمن اطار التكامل الانساني والارادة الذاتية التطوعية، ناهيك عن شراكات القطاع الخاص في العمل المجتمعي.
اما البُعد الثاني وهو الثقافي التوعوي من خلال ترسيخ ثقافة التباعد الاجتماعي لتوفير صحة عامة شاملة من خلال الاهتمام بالنظافة والالتزام بالاجراءات الصحية.
ظهر خلال فيروس كوفيد بما يسمى المواطنة الصالحة تجاه تحمل المسؤولية من اجل المصلحة العامة في مختلف العالم، كان هناك مفاهيم التكافل والتكاتف من خلال تنسيق عالمي لاحتواء الفيروس من خلال ارسال الدول مساعدات انسانية، ومستلزمات ومعدات طبية وارسال خبراء طبيين وتبادل المعلومات عبر فيديو الكونفرس مع متخصصين.
من ابرز فوائد لفيروس كورونا انه فرصة لاعادة المشاريع الصناعية والزراعية والانتاجية المحلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مع ضبط الجهاز الحكومي واعطاء دور اكبر للقطاع الخاص واعادة تعريف الخدمة العامة بما يتناسب مع المرحلة المستقبلية.
ولا نغفل ان ابرز الادوات التي استخدمت خلال فيروس استثمار الانظمة التكنولوجية الحديثة كالتعليم عن بعد او اللقاءات الافتراضية من اجل نشر ندوات تثقيفية وارشادية وتعليمية.
فيروس كورونا كان فرصة مثالية لاستعادة الوحدة العربية وخلق نظام سياسي اقليمي لايجاد حلول مشتركة وتبني مصير مشترك وارساء نموذج تنموي جديد لمعالجة التحديات المعاصرة بكافة اشكالها ومواكبة التكنولوجيا والتغيير المستمر في المجال التربوي والتوعوي وادارته نحو التحسين المستمر، ومجابهة الازمات العالمية، ومن هنا تجلت المواطنة من خلال التكافل وتحقيق الأُلفة والتعاضد من خلال مكونات المجتمع المدني، وتعاون المواطن والحكومة في الحمل العام.

خلاصة:
1. مفهوم المواطنة مفهوم قديم جديد بحاجة لنشر بشكل اوسع حتى يعرف المواطن ما له وما عليه من خلال زيادة الوعي الشعبي والانساني وبناء فلسفة جديدة نحو التعاون المجتمعي خلال الازمات والطوارئ والتحضير لها مُسبقا، من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وترسيخ مفاهيم الوحدة والالتزام بالقوانين والانظمة وممارسة العمل التطوعي بكل اريحية لتعزيز المواطنة الصالحة.
2. التاكيد ان فترة الطوارئ لا تلغي دور المواطن في المساءلة المجتمعية لاصحاب القرار حول العدالة التوزيعية وطريقة ادارة الشان العام والمساهمة في صياغة مستقبل الوطن باعتبار المشاركة الواعية في بناء الاطر المجتمعية.
3. تفعيل الاهتمام بحقوق الانسان وبالتحديد النساء والاسرة بشكل عام، وحماية حقوق العاملين وايضا المحجورين خلال فترة الحجر الصحي وايضا المصابين بفيروس كورونا.
4. الدفاع عن البشرية والانسانية من خلال تشكيل مواطنة عالمية صالحة تحقق الامن والسلام والسلم الاهلي .
5. تفعيل مؤسسات البحث العلمي لعمل دراسات دائمة حول المفاهيم الحديثة فيما يتعلق بادارة الازمات من خلال الموارد البشرية الكفؤة.