هآرتس تكشف عن كيفية عمل وحدة التنصت وفك الشيفرات في جيش الاحتلال
تاريخ النشر : 2020-06-17 23:00

تل أبيب: سلط تقرير صحفي الضوء على كيفية عمل وحدة "جمع المعلومات الرئيسية في الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي" والمعروفة اختصارا بـ"8200".

وأوضح يوسي ميلمان، المعلق الإسرائيلي الخبير بالشؤون الأمنية والاستخباراتية، في تقرير له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن رواية "يرون في الظلام"، التي كتبها حاجي دغان، وهو أحد خريجي وحدة "8200"، وهي "قصة خيالية، لكن عددا غير قليل من فصولها تصف الواقع بشكل جيد، وتقدم لنا نظرة على العالم المتنوع للتنصت وحل الشيفرات".

وقال ميلمان، إن رواية "يرون في الظلام"، هي "رواية بوليسية متعددة الطبقات، تصف بمهارة كبيرة المزاج السائد في وحدة جمع المعلومات وتحليل الشيفرات في قسم الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، وهي رواية يمكننا من خلالها أن نتعرف على وحدة "8200"؛ مهماتها، عملياتها، طرق عملها والعلاقة بينها وبين الأذرع والأقسام الأخرى في جهاز الاستخبارات ومنها وحدة "5400" في الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك".

وأشار ميلمان، إلى أن "وحدة "8200"؛ تعتبر وحدة جمع المعلومات الرئيسية للاستخبارات العسكرية، وهي العمود الفقري والجهاز العصبي لجهاز الاستخبارات بالكامل، وتأسست مع تشكيل الجيش عام 1948، واسمها الأول كان "ش.م 2" (جهاز المخابرات رقم 2)".

وأكد الخبير أن "وحدة جمع المعلومات حصلت بقيادة القائد الأول مردخاي الموغ، أثناء حرب 1984 على عدة إنجازات".

وفي 2005 جاء في تقرير لـ"هآرتس"، أن أوري درومي، أكد أنه "في الهدنة الثانية عام 1948، نجح شاؤول شماي، من أصل عراقي وعضو في الوحدة، من حل شيفرة الجيش المصري، وأعلمنا، أن الجيش المصري في النقب تلقى أمرا بالانسحاب المؤقت، الأمر الذي غير جميع خطط الجيش الإسرائيلي".

وتابع المعلق: "منذ ذلك الحين وحتى الآن، نجح مركز الشيفرات في الوحدة "8200"، في حل شيفرات كثيرة لجيوش ودول معادية، وشيفرات لدول أخرى (ربما تكون صديقة أو حليفة لإسرائيل)، وفي العقد والنصف الأخيرين، تتركز جهود الجميع، في الوحدة على الحصول على معلومات استخبارية وحل الشيفرات المتعلقة بإيران".

ولفت إلى أن "إنجازا آخر للوحدة في ذلك الوقت، كان حول المحادثات على اتفاقات الهدنة في رودوس (1949)، عندما نجح إبراهام ايلوني، نائب الموغ، في التنصت على محادثات المبعوثين المصريين؛ الأمر الذي منح إسرائيل أفضلية في المفاوضات".

وأكد أن "طريقة التنصت على مكالمات مبعوثي دول العدو، مثل إيران، الذين يحضرون لإجراء محادثات وحضور منتديات دولية، ساعدت جدا إسرائيل على مر السنين"، موضحا أن "الوحدة منذ بدايتها وحتى الآن، تشغل شرقيين، رجال حواسيب، أخصائيين بالرياضيات وخبراء في نظرية الألعاب والخوارزميات".

ونوه إلى أن الرواية، يمكن من خلالها "استنتاج التشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية للوحدة، التي رغم التغييرات التي مر بها المجتمع الإسرائيلي، تميزها حتى الآن، مهاجرون من دول عربية خدموا فيها منذ بدايتها، وهم يتقنون اللغة العربية باللهجات المختلفة وسياقاتها الثقافية".

وفي الخمسينيات، "سميت الوحدة 515، وكانت نكتة تقول، توضح أنه يوجد فيها 500 من المهاجرين الشرقيين؛ من مصر وسوريا والعراق (عدد غير قليل منهم من رجال اللاسلكي في شركة القطارات العراقية)، إضافة لـ 15 أشكنازيا"، لافتا إلى أن "المسؤولين عن الوحدة، كانوا في معظمهم من أصل أشكنازي" (يهود الشرق).

وكجزء من طريقة عمل الوحدة، "يلتقط رجل اللاسلكي (المتنصت) محادثات في شبكات الاتصال، وفي حال وجد أمرا هاما، كتب عنه ملخص وحوله لمسؤول الشبكة، ومن هناك لضابط تحليل الشبكة، من أجل استخلاص العبر، وفي حال كان الملخص غير كاف، يطلب المسؤول الحصول على التسجيل بالكامل، وينقله لتحليله؛ أي التنصت والنص الكامل للمحادثة".

وزعم ميلمان، أن "التقدير لجزء من التسجيلات الميثولوجية للوحدة كان عاليا جدا، لدرجة أن لها أذنا بمساعدتها تمكنوا من فهم اللهجة التي سعلت بها الشخصية التي يتم التنصت عليها".