سموم الإشاعات تدمر المجتمعات!
تاريخ النشر : 2020-07-06 23:36

بين قيل وقال إشاعات مغرضة ما هدفها! هل تخترع أم تولد؟ هل تؤثر على المجتمع أم المجتمع يتأثر بها؟
نرى ونسمع! كم من ضحية أو ضحايا في المجتمع وقعت نتيجة هذه الإشاعات المغرضة؟
بناء الإشاعات هل هو من الهين أو من الصعب اختراعه أم له محترفيه؟

كل مجتمع يدور به أحداث متتالية يتلاقها الفرد ويتسارع للحديث عنها والنقاش بها وعلى طبيعة الحال الفرد لديه الحرية لممارسة حقوقه الطبيعية في التعبير عن رأيه بمجرى الأحداث اليومية، وكل فرد لديه عقليته ومشاعره الخاصة في إبداء رأيه ومناقشته للحدث على أساس وعيه ومبادئه أو عواطفه.

ولكن عندما تكون بعض الأحداث مجرد إشاعات وغير صحيحه نشرت لغرض ما أو لمصلحة ما أو لمنفعة ما في كلا الأحوال هي إشاعة بمعنى أنها غير صحيحة بمعنى أنها تسيء ل مبادى وقيم المجتمع والنظام بداخله والتي من المؤكد أنها ستعكس الصورة السلبية والمجحفة بحق هذا المجتمع.

تخيل كموقف صغير "زميل اخترع إشاعة على زميله في العمل أنه غير كفؤ بهدف الغيرة والحقد وبدأت هذه الإشاعة تنتشر من شخص ومن ثم مؤسسة ومن ثم.. الخ وتخيل كمية الأذى التي سوف تلحق به بمجرد إشاعة"، وهنا دعنا نقيس هذا الموقف الصغير على مواقف أخرى أكبر من ذلك وكم من الأذى سيلحق الافراد، والبيئة، والمؤسسة، والمنظومة، والتي تتمثل في المجتمع والتي ستؤثر على أنظمته وقوانينه الداخلية ومن ثم خلق حالة من الفوضى والبلبلة في المجتمع، فم بالك من كمية الإشاعات والاحتيالات المغرضة التي يتم تداولها وكم من الممكن ان تؤثر على وعي المواطن وتنمية واقتصاد المجتمعات.

حدث ما يبدأ بنشره فرد أو منظومة ويتم استقباله من خلال المواطنين والحديث عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لأنها من أخطر وأسرع الوسائل في نشر الحدث في الوقت الحالي، ولكن لربما هذا الحدث يكون صحيح أو إشاعة وهنا دعونا نتحدث عن وعي المواطن وهو الأساس وهو من يتلقى هذا الحدث فعليه لا يصدق كل ما يسمعه أو يراه أو يتسارع لنقله من خلال الحديث عنه في محيطه أو عمله أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قبل التأكد من مصداقية المعلومة من خلال المواقع الموثوق بها في مجتمعه لتجنب خلق أي حاله من الفوضى والبلبلة والفزع بين المواطنين وعليه أن يكون أكثر تحكماً ونضجاً وتروياً في نقل المعلومة والحديث عنها، فلنتذكر أن مصلحة المجتمع وصورته أمام المجتمعات الأخرى هي الأهم وهنا يجب علينا أن نتوخى الحذر من مروجي الإشاعات والمنتفعين منها.

وأيضاً دعونا نتحدث عن مهنية الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها وتنوعاتها وما يقع عليها من مسؤولية في اتباع المعايير الصحيحة قبل نشر أي معلومة والتأكد من صحتها من المؤسسات الرسمية والجهات المسؤولة والمصادر الموثوقة، وأن لا يقعوا ضحية الغوص في مستنقع الإشاعات.

وعلى المؤسسات الرسمية في كافة المجتمعات أن تعمل على رسم سياسات تدعم رسخ القيم والمبادئ لدى المواطن وتوعيته من خطورة نقل وتداول هذه الإشاعات وألا يصدق أو يردد ما يسمعه أو ما يراه قبل التأكد من المصدر الموثوق به، وأيضاً على الجهات المختصة وضع حد لمروجي هذه الإشاعات والمنتفعين منها من خلال معاقبتهم عقاباً مناسباً بما لا يسمح بانتشار هذه الظاهرة المرضية والآفات الخطيرة.