تحريف وإنحراف الأديان كان بسبب الجماعات التي وظفت الدين لخدمة السياسة والحكم والمال
تاريخ النشر : 2020-07-14 07:50

تحريف وإنحراف الأديان كان بسبب
الجماعات التي وظفت الدين لخدمة السياسة والحكم والمال،
وأول من فعل ذلك بنو إسرائيل.
وتبعهم رجال الدين من العهد الجديد.
ولحق بهم بعض الجماعات
التي تدعي بأنها إسلامية

قبل ان ابدأ مقالي هذا أود التوضيح باني لست رجل دين
ولكن هذا رأيي كالمسلم
بحسب فهمي لديني
وقولي هذا رأي يحتمل الخطأ
أكثر منه الي الصواب،
وأستحضر قول إمام أهل الرأي أبوحنيفة النعمان قولنا هذا
رأي فمن جائنا بأحسن منه تركناه،

العدل أساس الملك ودلالة ثابتة
على صحة المعتقد،

العدل كما ورد في الإسلام
هو القسط بين الناس بالعموم وليس المسلمين بالخصوص
فالله جل وعلا أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يعلن لأهل الكتاب بأن يعدل بينهم إذا إحتكموا اليه
وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ الشورى 15

ووصف الله تعالى بالعدل مؤمنين فى الأمم السابقة.
وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الأعراف 159
وامر بالعدل فى التعامل مع العدو
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ المائدة 8

وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الأعراف 181

والمؤمنون بالقرآن الكريم مأمورون بالحكم بالعدل عموماً
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ النساء 58

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ النحل 90

يقول النبي صلي الله عليه وسلم
من أذى ذميا فقد أذاني
وفي رواية أخرى من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة.
والذمة عند المسلمين
إذا دخل الرجل في ذمة الإسلام
فقد إمتنع بها من كل عادية
أو ظلم فإذا عدي عليه أحد فكأنه عدي علي الإسلام
وله حق النصرة كأي مسلم،
وهنا تتجلي عدالة الدين
التي أوصي بها الله نبيه صلي الله عليه وسلم بوحي من الله،
العدالة الإهيه بإتجاه الإنسان
ثابتة لا تحتمل التأويل حتي لوكان منكر لهذا الدين.

يقول المظلوم شيخ الإسلام
إبن تيمية رحمه الله
إن إقامة العدل وأداء الحقوق لأهلها من أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها،
ويقول إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة
الظالمة وإن كانت مؤمنة”
والعدل لا يشمل فئة المؤمنين
وقال ابن خلدون في مقدمته
فصلا كاملاً بعنوان:
الظلم مؤذن بخراب العمران،
العدل مفهوم شمولي ليس إنتقائي جاء بتوصيات من الله عز وجل في كتبه وعلى لسان أنبيائه ولايحتمل التأويل حتي بإتجاه الكافرين المنكرين للأديان.

جميع الأديان السماوية
الإسلام النصرانية واليهود
يؤمنوا بالله الخالق العادل
وهذا هو القاسم المشترك
بين هذه الأديان، بعيداً
عن المعتقدات وتفسيراتها وتأويلاتها، التي ساهمت
في إنحراف هذه الأديان
عن أصولها،
ولا يوجد أي خلاف إنساني بين هذه الأديان،
ولو بحثنا في القواعد والأصول
التي إنطلقت منها الأديان
سنجد العدل والقسط
بين الناس أصل من الأصول
في شريعة ابراهيم وموسي وعيسي باتجاه الناس بالعموم بعيدا
عن التحريف الذي طال هذه الشرائع والأديان ،
إن الخلاف الحاصل بين هذه الأديان
المحرفة الإعتقاد بصوابية كل معتقد وبطلان غيره، وليس هذا فقط.
بل توظيف هذه الأديان وتحويلها لأيدلوجيات سياسية
بهدف المال والسلطة والحكم،
وهذه المفاهيم ألقت بظلالها السلبية على هذه الأديان
وساهمت في إنحرافها وجعلت
اتباع كل دين يظلموا بدافع الإعتقاد بيقين بصوابية دينهم
وممارسة كل أنواع الظلم لحساب
هذا الدين الذي يمثل الحق المطلق
الذي يرضي الله بحسب إعتقادهم،
وهذا الإدعاء والإعتقاد تجني
على الأديان لأن هذا الإعتقاد
ينتقص من عدل الله وكأن الله
عز وجل اوكل الحكم على الناس وحسابهم لعباده،ولفئة من الناس دون غيرها وهذا تعدي على حكم الله
وهذا ما فعله بنو اسرائيل
ورجال الكنيسة في العصور الوسطي

كما أنهم صوروا بأن العدالة التي جائت من الله في الكتب السماوية
عدالة إنتقائية،
تنحاز لأتباع دين معين وتسمح
لهم بظلم المنكرين له، وهذا ظلال
لكنها الأديان الموازية التي
تم توظيفها لحساب الأيدلوجيا والسياسة بهدف الحكم والسلطة والمال ،

تحريم الظلم والأمر بالإحسان والعدل والقسط
بين الناس يمثل القاعدة
الأساسية التي ينطلق منها
كل دين صالح
حتي بإتجاه من ينكرون هذا الدين،
كما أن هؤلاء المنكريين لهم
حقوق انسانية ثابتة كالإعتقاد،
والأمن على أموالهم وحقوقهم،
وهذا غير موجود في اليهودية وبعض طوائف النصرانية
وبعض الجماعات التي تدعي
بأنها إسلامية،،

ولنا عبرة بالظالمين عبر التاريخ
كيف هلكت ممالك بني إسرائيل
التي تجبرت وظلمت وتجاوزت
عن العدل باسم الدين الموازي
المنحرف بهدف السلطة والحكم والمال ،
وكيف هلكت الكنيسة
عندما تجبرت وظلمت وتجاوزت عن العدالة باسم الدين الموازي لذات الهدف،
وكيف هلكت بعض الدول الإسلامية عندما تجاوزت عن العدل باسم الدين الموازي،

وهذا ما بؤكد بقيناً بهلاك كل الجماعات الدينية التي ما زالت توظف الدين وتتجاوز عن العدل وتمارس الظلم باسم الدين
لحساب الحكم والسلطة والمال
وابرز هذه الجماعات هم اليهود.