مبادرة لإقتراح برنامج إرشادي لتوعية ورفع مستوي التوعية
تاريخ النشر : 2020-07-17 21:38

مبادرة لإقتراح برنامج إرشادي لتوعية ورفع مستوي التوعية الأمنية، الاجتماعية، الأخلاقية، التكنولوجية، والوطنية لدى كافة فئات المجتمع الفلسطيني

يتوجب على جميع أفراد المجتمع دون استثناء المشاركة في الحفاظ على تأمين مجتمعاتهم من خلال تسليط الضوء على المهددات والمخاطر المحيطة بها داخلياً وخارجياً، وتحمل مسئولياتهم الذاتية والوطنية في الحفاظ على النشء، والمشاركة في تحمل أعباء التنشئة الاجتماعية للأفراد بما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن.
ولان إسلامنا أوصي بضرورة أن يتحلى كل فرد من أفراده بالحس الأمني والوطني وجَعَلَ كل فرد مسئولاً عن أمن نفسه وأسرته ورعيته وكل ما يخصه ولأن لنا في القصص عبر ولأن لنا في رسول الله قدوة حسنه فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه إنه قال: مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأَنا معَ الصِّبيانِ فسلَّمَ علَينا ثمَّ أخذَ بيدي فأرسلَني برسالةٍ، فقالَت أمي: لا تخبِرْ بسرِّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحدًا
هنا يتجلى دور الأسرة وبالأحرى الأم في تعزيز التربية الأمنية والحفاظ على السرية والكتمان، فكما هو من الواجب أن نربي الأبناء تربية صحيحة على نهج القرآن والسنة، يجب ألا نغفل عن التربية الأمنية وتعويدهم على كتمان الأمور وعدم إفشائها على الملأ!
وبالعودة إلى الطرق التي كانت تُعزز من التوعية الأمنية في الانتفاضة الأولي فقد كانت الفصائل والأحزاب الفلسطينية تقوم بدورها التنظيمي من خلال عقد مجموعة متسلسلة من اللقاءات والجلسات التنظيمية لتوعيه النشء على مختلف مسمياتهم حسب كل تنظيم "أشبال وزهرات" ،" قادة المستقبل " وكان لابد للفتيان والفتيات من التدرج من دورة لدورة حتى الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة لكل فصيل وهى زيادة الوعي السياسي والأمني والتنظيمي والوطني ، وتعزيز حب الوطن ، والتضحية وصدق الانتماء وحق العودة والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وتعزيز الهوية الفلسطينية فكانت كل دورة أو مخيم أو لقاء يعقد باسم قرية مهجرة أو اسم شهيد واستمرت هذه الطريقة حتى جاءت اتفاقية أوسلو فأكتفي كل فصيل بتوعية أتباعه وبقي من ليس متحزبا يتلقى المعلومات الخاصة بالقضية الفلسطينية من هنا وهناك، وقد جاءت اتفاقية أوسلو بقيود تتعلق بعدم التطرق للمواضيع السياسية في المناهج الفلسطينية وبقي الأمر على عاتق دائرة التوجيه السياسي التابعة للحكومة أنداك و التي كان دورها خجولا في كثير من الأحيان ، أما في الفترة ما بعد الانقسام فأصبح أغلب الجيل يعيش فراغ تنظيمي ووطني بسبب انشغال الأحزاب والتنظيمات السياسية عن توعيتهم الوطنية والاكتفاء بحشوهم حزبيا .
بالتأكيد هذا الفراغ التنظيمي وانشغال الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والوضع الاقتصادي السيء جعلهم فريسه سهلة للمحتل في ظل محاولة الاحتلال الصهيوني المستمرة لإغراق أبناء شعبنا في وحل العمالة فهو يريد تدمير الشباب والفتيات وإسقاطهم.
لذا كان لابد من الصحوة المستمرة والانتباه من خلال الحفاظ على التماسك الأسري وضرورة متابعة الأبناء وإعطائهم الإرشادات الضرورة عند بداية السماح لهم باستخدام الأجهزة الحديثة والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك، كونه اكثر الوسائل استخداماً ومن هذه الإرشادات ما يلى :-
[ ] تجنب قبول أي طلب صداقة للأسماء الوهمية.
[ ] عدم التطرق للأمور الشخصية الخاصة مع الغرباء
[ ] التعرف على الإعدادات الخاصة بكل برنامج يتم تحميلة على الهاتف المحمول من خلال الاستعانة بمتخصصين .
[ ] منع البرامج المثبتة على الهاتف من التشغيل التلقائي للكاميرا أو المايك، انتقل للإعدادات – الخصوصية – مدير الأذونات – الكاميرا – وضع منع للبرامج من الوصول إلى الكاميرا. واتبع نفس الخطوات مع الميكروفون.
[ ] ضرورة المراقبة من قبل الوالدين لمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة لأبنائهم دون سن ١٨ عاما من خلال تفعيل خاصية مراقبة الوالدين.
[ ] الحذر من الدخول إلى الصفحات الخاصة والمعروفة ( بالجروبات ) النسائية وعدم طرح أي مشكلة خاصة في هذه الغرف.
[ ] ضرورة التأكد من الأخبار قبل كتابتها وخصوصاً ما يُنشر من قبل الصحفيين حتي لا يندرج ذلك تحت بند نقل الشائعات.
[ ] عند شراء جهاز هاتف جديد يجب إنشاء بريد إلكتروني خاص للشخص نفسه مع ضرورة اختيار كلمة مرور قوية والدخول بشكل شخصي إلى المتجر لتحميل البرامج والحذر من الاستعانة بأصحاب محلات بيع الجوال في هذا الشأن.
[ ] يُنصح بعدم التعاطي مع أي إعلان وظيفة أو منحة دراسية أو دورات تدريبية إلا من خلال المواقع الرسمية للجهات المعلنة.
[ ] غالباً ما يلجأ الاحتلال الي الاتصال التركيز على الدوائر الأسرية والاجتماعية بهدف جمع معلومات عن المناضلين بأساليب ماكرة كأن يَدعي بأنه جمعية خيرية تقدم مساعدات أو مركز دراسات أو مؤسسة تقدم منح دراسية او قروض للطلبة لذلك يجب توخي الحذر .
التوعية الأمنية تعتبر مسؤولية كبيرة ومشتركة بين وسائل التنشئة الاجتماعية المختلفة لتبدأ من الحاضنة الاجتماعية الأولى وهى الأسرة، المدرسة، المسجد، النادي والجامعة والأجهزة الأمنية والإعلام بوسائله المختلفة المرئي والمسموع والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
وحسب هرم الاحتياجات والمعروف بهرم ماسلو فإن الشعور بالأمن والأمان يأتي بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية من مأكل ومشرب وبعدها يكون من السهل إشباع الحاجات الأخرى لان الأنسان سيكون قد امتلك قوة نفسيه لتحقيق الذات دون خوف أو نقص.
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ...! خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات!
وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب , لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. ! فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه مجتمعنا اليوم، لذلك يقول أحد المستشرقين:
"إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة والتعليم وإسقاط القدوات والمرجعيات."
لقد أن الأوان لتعزيز القيم التربوية والوطنية والأمنية في المجتمع الفلسطيني لمواجهة التحديات الراهنة من خلال طرح أفكار وحلول والاستفادة من الأبحاث والدراسات التي طبقت في المجتمعات الأخرى وضرورة العودة إلى الأصول التربوية من القران الكريم والسنه النبوية الشريفة ومتابعة التطورات المعاصرة وما توصلت إليه الثورة العلمية الحديثة لتحقيق منظومة القيم الاجتماعية التي نحتاجها للارتقاء والتقدم في مجتمعنا الفلسطيني فالتحديات هي التي تجعل الحياة مثيرة للاهتمام والتغلب عليها هو ما يجعل الحياة ذات معنى.
لذلك دعونا نبحث عن حلول فيكفينا كلام دون فعل نحن نحتاج إلى الاستفادة من الطاقات العلمية والثقافية والأكاديمية والتنظيمية لإعداد برنامج متكامل ليساهم بدوره في تنمية وتعزيز القيم في مجتمعنا الفلسطيني من خلال تكاثف جميع جهود التربويين لاقتراح برنامج إرشادي لتوعية ورفع مستوي التوعية الأمنية، الاجتماعية، الأخلاقية، التكنولوجية، والوطنية لدى كافة فئات المجتمع. لذلك أدعو جميع المهتمين والأكاديميين وعلي رأسهم وزارة التربية والتعليم والجامعات والكليات والمؤسسات والمعنيين والأكاديميين والفصائل والأحزاب لتبني والمساعدة في البدء بهذه الدراسة و تطبيق هذا البرنامج علي ارض الواقع ومن تم تنفيذ حملة توعوية طويلة الأمد بعد الانتهاء من هكذا دراسة وتعميم برنامجها للتطبيق على كافة الفئات العمرية ابتداء من المدارس، فالكليات، الجامعات، المؤسسات الأهلية النسوية والشبابية.