سر معي ناجي العلي
تاريخ النشر : 2020-07-23 19:00

سر معي ناجي العلي
رصاص الغدر يؤلمني
لا تبكيني يا وطني
ولا تسألني عن حالي
زماني ليس في زماني
كلما فكرت في هجرك
تعاتبني تعيدني مكاني
سئمت الجدران من حولي
واشتقت للشمس في خروجي
شروقها يخجلني في منامي
كثيرا ما أرغب معانقتها
ولن أهاب منها وهي وحدها
لن تحرقني كما يتصور بعضي
صدقيني سترأفي بي أنا وحدي
ومثلك من يعلمني وينتظرني
في عناق الوداع من روحي
وهي تحتضن تاريخي وعشقي
وقمري شاهد حي على سهري
على طفولتي وثورتي ومشهدي
للحرية والانسانية رسالتي
وتوحيدي للوردة والبندقية
هو حلم يسكن يقيني ولا يفارقني
وأنا لا أعرف غير أن أكون فلسطيني
حرا وطليقا مثل الطير يرفض القفص
وإن سيجوه له من ذهب سيصرخ ثائرا
سيغرد للحياة للحب للأرض ومن عليها
دون فرقة ولا عنصرية ولا عقلية قبلية
مزقت عصورنا أرهقتنا قسمتنا سجنتنا
ونحن كما نحن نبحث عن إبرة في كوم قش
وكلما اقتربنا يهددنا عدونا في جهلنا
يسلط علينا عود كبريت ويرعبنا بتقدمه
يتفوق وحده والسبب فينا جهل أمة لا تقرأ
لا تصدق مع نفسها وتبرهن يوما على صدقها
تكذب على بعضها وتقاتل بعضها في بعضها
ومثلنا لا يقبل الهزيمة وهذا ما يستنزفنا
كان اختيار الشهادة أقرب طريق للنهاية
لكن للقدر كلمة وعذاب يسكن الحر الحقيقي
لا يتحمل صراخ الأطفال من الجوع وهم يبكون
لن يقبل الصمت وإن وضع في رأسه مسدس كاتم صوت
كما حدث معك يا ناجي العلي ومعك الكثير ينتظرون
عودة الطفل حنظلة وهو يركل بقدمه كل المتآمرين
على قضية عمرنا وعمر الثوريين العاشقين فعلا
وليس مجرد شعارات لحفظ ماء الوجه والنية حكم
تفرد ولباس قناع عرانا جميعا أمام الكون كله
ضاقت علينا المسافات وخنقنا تراكم المخيمات
من عرضي لأفقي لازدحام في رايات ملونة كما الطيف
تشكل وتحتفل وتوزع المهام عبر شيكات من دم الفقراء
ويقدمون لهم الفتات من وكلاء الغرب الحاضرون هنا
على شكل قسيمة أو عبر كرت التموين والاسم لنا لاجئين
قف وفكر معنا ولماذا قتلنا الياسمين في أرض فلسطين