أبناء ليبيا: يكفي شتات و ولاءآت للخارج... !!
تاريخ النشر : 2020-08-05 18:54

كثيرون ممن هم مثلي ينظرون ويتأملون ويقارنون ويحترقون، مما يجري في أرض ليبيا الغالية، يقاربون الأمور من بعض الوجوه، ثم يرتدون إلى الله والشعب بقلوب مكلومة، يشعلون سرجَهم في النهار ويبحثون عن الإنسان في رأد الضحى.

 ومنذ حرب الناتو التي شنها في 2011 لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، لم تعرف ليبيا الاستقرار، حيث تعيش حالة مستمرة من الاضطرابات في ظل انقسام السلطة بين طرابلس وبنغازي وفي ظل الغموض حول مستقبل العملية السياسية في البلاد، نعم وبكل أسف ليبيا المحتلة تمر اليوم بفصل خطير من فصول نكبتها، ويتمثل هذا الفصل بتدويل مطلق للأزمة ومصادرتها تماما من أيدي أبنائها، لتصبح موطن صراع وغنيمة أحلاف الى ما لا نهاية من الزمن، وهذا يعني أن تتحول ليبيا الجغرافيا والتاريخ والسكان والموقع والثروات، الى مزاد سياسي وغنيمة حرب، وأن تتحول من دولة ميليشيات فبراير، إلى جغرافيا مستباحة للأقوى على الساحتين الاقليمية والدولية أي من مرحلة السوء الى مرحلة الأسوأ .

  تحدثت عن ألمي وما بداخلي في أول الكلام، وغيره من الكتابات والمقالات السابقة، عن الجارة الشقيقة ليبيا، لماذا ...؟ صحيح أنا ليس لي ليبي أكثر من الليبيين، لكن الذي أعرفه وأؤمن به أني عربي، ويهمني وطني الأكبر، أنا جزائري ويهمني أن يكون جاري سليم وبصحة جيدة...!، أتالم لان نكبة ليبيا أتت في زمن دولة الاستقلال العربي وبمباركة جامعة الدول العربية، وبصمت مطبق يشبه المباركة من منظمات محسوبة على الاسلام والانسانية، وهي سابقة في تقديري لن تتوقف عند ليبيا بل سُنة سياسية سيئة ستُمرر بلا شك إن توفرت الرغبة السياسية الاستعمارية على أي قُطر عربي وتحت أي ذريعة أو مسمى، أتت بنكت متتالية من حماية المدنيين 2011 مرورا بمكافحة الإرهاب 2014 ، إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية 2017 ، ذرائع لفصول متتالية في المخطط الكبير بأدوات مختلفة وشعارات مختلفة تؤمن إستمرار الصراع بخطوط محددة، انتظر لم تنتهي النكت ..؟ فمن باريس والدوحة 2011 مرورا بجنيف والصخيرات 2015، وتونس والقاهرة 2016 وأبوظبي وروما وباريس 2017، إلى برلين 2020، تفاصيل دراما تكسب الوقت وتمتص الاحتقان وتوفر جدل عقيم، وتعطي مسكنات للوصول للهيمنة الكاملة وفرض الوصاية، فعلا هي فوضى خلاقة أنتجت صراع مدعوم بطرفيه حول شرعية كرتونية وفرت التدخل الخارجي في شكل (داعم وممول وحليف ووسيط) لخلخلة المجتمع وتشتيت ذهنه وخلق أعداء محليين بأحقاد يغذيها إعلام مأجور أو سطحي، يبرئ ساحة المجرم الدولي وينقله من خانة العدو إلى خانة الحليف.

الاشقاء في ليبيا بما أن الفترة الأخيرة الأوضاع على الأرض تعرف هدوءا حذرا ونوعا من الترقب، يا ريت لو تنتهزوا الفرصة، وتنظروا بصدق لوطنكم وتلغوا جميع مسمياتكم و غنائمكم ومكاسبكم الوهمية، وتوحدوا جهودكم ومقدراتكم تحت سقف شعار واحد وهو "تحرير ليبيا" أولًا من الدخلاء والغرباء معا ، تحت جبهة نضال وطني تشمل جميع أطياف الليبيين الشرفاء والمؤمنين بليبيا الواحدة الموحدة ، والمؤمنين بأن الوطن للجميع والوطن غفور رحيم، حتى يتمكن الشرفاء من الأشقاء والأصدقاء مساعدتكم ونُصرتكم، فكل يوم يمر تتعمق فيه الجراح وتتسع فيه مساحة الحقد والتشفي والثأر، وتتسع فيه رقعة التشظي جغرافيا واجتماعيا ، ومالم تنتبهوا لضرورة لم الشمل وتوحيد الجهود وتجاوز الماضي فستقضون ما تبقى من الأعمار في تناحر وشتات و احتراب وولاءات للخارج .