هل كان أبو عمار رئيساً مدنياً ناجحاً ؟!
تاريخ النشر : 2020-08-12 09:37

سأخوض في غمار مسألة حساسة للغاية يرى البعض أنه محرم الخوض فيها أو حتى الاقتراب منها! لا ينكر أحد أن الرئيس أبو عمار ياسر عرفات رحمه الله وطيب ثراه... كان مناضلاً عظيماً ... وكان ثورياً عالمياً ... وكان قائداً ملهماً..

وكان سياسياً فذاً ...وكان محبوب الشعب ...وكان صاحب كاريزما ليس لها مثيل ... وكان الرمز والأيقونة!! ولكن وعلى الرغم من جميع هذه الصفات التي قلما تجتمع في شخصية رجل واحد إلا أنني أعتقد أنه كان رئيس مدني غير ناجح !!!! لماذا؟!

أعتقد أن أبو عمار كان رئيساً مدنياً فاشلاً رغم أنفه وغصب عنه!! كيف؟! شاءت الأقدار أن يحاط القائد الملهم أبو عمار بعد عودته إلى أرض الوطن بثلة كبيرة من الأشخاص منهم الوطني جداً ومنهم المرتبط بأجندات خارجية وبأجهزة مخابرات محلية وأقليمية وعالمية ومنهم العملاء لدولة الكيان! ومن خلال قراءاتي المطولة للكثير من المذكرات والحكاوي والقصص لبعض من عايش الرئيس عن قرب تسمع العجب!! فتارة تسمع أن الرئيس كان يعرف كل واحد من المحيطين به من يتبع! بل وصل الأمر أنه كان يصارحهم بمعرفته أنهم عملاء للجهة الفلانية أو العلانية!! كان الكل يخاف من أبو عمار ولكنهم نفذوا كل أجنداتهم التدميرية على عينك يا تاجر!! ربما تسأل لماذا يترك الرئيس هؤلاء ألا يعرفهم؟! فيأتيك الرد الرئيس عارفهم واحد واحد بس تاركهم زي الجزم القديمة مكشوفين ومذلولين!! شخصية أبو عمار الجذابة المحبوبة غطت على الكثير والكثير من البلاوي السودا التي أرتكبها العدد الأكبر من رجالاته والمحيطين به! بصراحة أبو عمار لم يكن بمقدوره عزل فلان الفاسد أو ذاك المجرم! أو ذلك المرتبط بالدولة الفلانية! لأن قرارنا كان دائماً مرتهن لدول أخرى!

فلو قام مثلاً بإقالة مستشار مقرب أو وزير أو قائد جهاز أمني فستغضب الدولة التي وضعت وجهزت وطبخت هذا المسئول وستتخذ بحق السلطة الفلسطينية والشعب إجراءات عقابية  نحن في غنى عنها وقد لا نتحملها!! فعلاً أبو عمار كان قائداً فذاً لكنه فشل قسراً أن يكون رئيساً ناجحاً وفشل في بناء سلطة مؤسساتية ناجحة ومنظمة!! لأن المعادلة كانت فعلاً أكبر من تحمل رجل واحد لهذه المسئولية الضخمة مهما كان عظيماً !! أنا أعتقد أن خصوصية قيادة شعب بمواصفات الشعب الفلسطيني ليست سهلة إن لم تكن مستحيلة... رحم الله أبو عمار حاول أن يترابط مع جميع الخيوط ويروض جميع الخطوط حاول ونجح كثيراً لكنه في النهاية  كان ضحية من منحهم ثقته وأعطاهم الفرصة.