لنعيد تحديث عملية الوعي للثورة والتغيير
تاريخ النشر : 2020-08-12 10:19

لديا قناعة تامة بأن "كل ثورة هي تغيير، وكل تغيير هو ثورة".

ليس عيباً أن نعيد أبجديات كثيرة للأذهان،

هي أبجديات سابقة علىثقافة الركون والركود والهزيمة أمام الواقع المرير الذي وصلنا إليه بسبب فشل السياسيين في نقل شعبنا للأمام خطوة في عملية التحرر من الإحتلال وإنحراف بوصلة الحكام نحو الصراع على السلطة.

وهؤلاء الحكام مارسوا بقوة وشراسة عمليات كبت الحريات والقمع للرأي الآخر ولأي حراك جماهيري مطلبي مثل تحسين الخدمات والمساواة والعدل في الوظيفة العمومية وفرص العمل، وحقوق سياسية مثل حق التظاهر السلمي ومحاربة الفساد المالي والإداري الذي حاربته سلطات حاكمة منتهية الشرعية وفي ظل تغييب المجالس التمثيلية، ليس عيياً أن نعيد المراجعة للقواعد الأولية للعمل الثوري الحقيقي وأولى لبناته هو " الوعي".

الوعي بالواقع رغم مرارته وعلينا عدم اليأس من تغييره لإنه ليس هناك طريق آخر للتغيير إلا بتجديد الوعي وتحديث المعرفة وفهم الواقع ورفضه وطرح البديل......

أقول هذا الأساس لأن البيئة رغم القمع والتهديد والإعتقال، إلا أنها بفعل حقيقة أن، إنغلاق آفاق الحكام في هزيمة الجمهور، أياً كانت غطرسة هذا الحاكم، فهناك حقيقة قد ذكتها التجارب والعلوم، ولم يبق أي حاكم، في زمن ما، وفي بلد ما، مسيطرا على حراك الجماهير طوال الوقت، مهما فشلت نبضات حراكات الجمهور الساعي للتغيير بقناعة راسخة، مهما كانت قوة هذا الحاكم وبطش عسسه، والنصر دائما حليف الشعوب إذا أرادت وثابرت على قناعتها للتغيير.

الوعي ينتج دائماً جماعة منظمة تقود الجمهور في لحظة عدم رضا الناس عما كان بالأمس، ولحظة أن الحاكم لم يعد يحكم كما الأمس، لسبب واضح جدا وهو "تناقض المصالح بين الحاكم والمحكومين، وهذان شرطان متوفران جداً للتغير في مجتمعنا، حيث الحاكم ابتعد عن مصلحة الجمهور، وميز مصالحه وحزبه، وأهمل مصالح الناس، ولمثيتبق إلا الشرط الثالث، وهو أن هذه القوة المنظمة التي أساسها الوعي بالواقع، الذي يغذي الرغبة في التغيير قد نضجت اليوم، أو، غداً، لتبدأ دورها وحراكها للتغيير.