حملة جيل التسعينات الإلكترونية تفتح باب الغضب الشبابي ضد صناع القرار
تاريخ النشر : 2020-09-13 18:02

غزة: انطلقت، يوم السبت، حملة إلكترونية بعنوان " #جيل_التسعينات"، من أبناء قطاع غزة، تهدف الحملة لإنصاف أبناء جيل التسعين الذي تحملوا جميع الأزمات والمعاناة التي مرت على قطاع غزة منذ ولادتهم، من بقايا إنتفاضة لويلات الحروب على غزة و الإنقسام بين فتح وحماس، مما أدى لحرمانهم من الوظائف و الفرص و المنح و التمكين الاقتصادي في غزة.

وتعتمد الحملة نظام المشاركة الإلكترونية من جميع أبناء الجيل و المنصفين لقضيتهم، بالمطالبة بحقوق الجيل الضائعة، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين على إثبات وجودهم و تهميشهم في المجتمع رغم طاقاتهم.

وقال الناشط حمزة حماد، أحد القائمين على الحملة: " نطالب المؤسسات الإعلامية والحقوقية بالوقوف إلى جانب قضية التسعينات ودعمها لأنه حق مشروع استنادا للقانون، ونطالب جيش التسعينات بالالتفاف حول القضية من أجل انتزاع حقهم المشروع."

وتابع حماد: " أسمينا الحملة " شيبنا" أي شابت أعمارنا وأجسادنا، و تسمية الحملة بهذا الاسم جاء نتيجة لحجم الألم والمعاناة والقهر والحرمان الذي يعيشه الشباب في قطاع غزة خاصة جيلنا، جيل التسعينات، في ظل غياب الدور المسؤول وفقدان الأمل عند الشباب".

وأردف: " الحياة أصبحت تسرق من أعمار هذا الجيل دون مبالاة و اهتمام من أي مسؤول أو صانع قرار و تحديداً المجلس التشريعي".

وبدوره، قال الناشط، الحكيم أحمد مطر: " أنا حكيم و إسمي على قائمة توظيف 2020، إن المتقدمين للاختبار بلغ عددهم 1550 و نجح منهم 147 فقط، و تم استيعاب 35 حكيمًا فقط، فهل يعقل؟؟" .

وأضاف مطر: " قالوا هناك عجز بسبب البطالة و أعلنت استيائي، و سهرت سنوات لأجد فرص، شكلت لجنة خاصة وتوجهت لمكتب النقابة والوزارة و السنوار و هنية لكن دون جدوى، القضية ماتت قدام عنينا، جيلنا تدمر و تبهدلنا كتير بالبلد".

وأوضح مطر: " عملنا المستحيل، والمستحيل قال لنا يكفي، الانقسام والمحسوبية و الكذب على الشعب هم سبب ما نحنه فيه في جيل التسعين، مؤكدًا أنه من أصحاب علامة الامتياز في شهادة الثانوية وجيد جدًا في الجامعة،

وقال تطوعت و أملك c.v لا يملكه أبناء القيادات" و أشار مطر: " ابن القيادي صار و تصور، احنا بدناش تنهوا الظلم، بس وزعوه علينا بالعدل، احنا جيل التسعين يعطونا فرصة و يخلونا صناع قرار لو لمرة وحدة و يشوفوا طاقتنا".

يُذكر أن مطر قدم من قبل العديد من الاقتراحات لحكومة حماس بغزة لتشغيل الخريجين و إنهاء بعض الأزمات، مثل تشغيل الخريجين من خلال مشاريع بالأموال القطرية التي تذهب هباءً، و استغلال الأراضي الحدودية للزراعة وتشغيل عمال فيها، و تطوير أشغال المبتكرين والمهندسين مثل عملية توليد الكهرباء من الميناء عن طريق مهندس هيدروليكي من الجامعة الإسلامية لكن حكومة حماس رفضت الاعتناء بمشروعه وتطويره و استغلاله لتشغيل إمكانيات الشباب و توفير فرص عمل لهم.

حكومة حماس و الحملة...

غرد الكثير من جيل التسعين والمناصرين لقضيتهم حتى أصبحت الحملة تحمل أعلى تريند فلسطيني على مواقع التواصل من الفيسبوك و تويتر، و وصل صوتهم لحكومة غزة، التي كان لها دور مباشر بصدور الحملة بسبب فتح الحكومة باب الانتساب للعمل ضمن أجهزة وزارة الداخلية و الشرطة، لأكثر من 2000 عنصر، و جلهم من جيل ال 2000 و همشت جيل التسعين مما أثار غضبهم.

وخلال بث مباشر على الفيسبوك للناطق باسم داخلية حماس بغزة، مساء يوم السبت، حول أوضاع الكورونا، قال إياد البزم، عن الحملة: "فيما يتعلق بهجوم من جيل التسعينات، ندرك صعوبة الظروف التي يعيشها شبابنا وحجم الواقع الاقتصادي الصعب، لكننا نحرص على الانتساب وفق شروط محددة تناسب العمل الأمني والشرطي، و هناك الكثير من الضوابط بهذا الخصوص".

وصف البزم جيل التسعينات ب " الهجوم"، أثار غضب الشباب على مواقع التواصل حتى أصبح بعض المغردين على الهاشتاغ بالتساؤل: " متى عينوك ناطقًا يا إياد البزم باسم الداخلية؟ لقد تم تعيينك ب 2012 حيث كان عمرك 29 سنة فقط، أي تنطبق عليك المعايير والآن لا تنطبق علينا؟.

وفي ذات السياق: كتب، أ.مصطفى الأسطل، أستاذ في الجامعة الإسلامية على صفحته الفيسبوك، " أعطوني اسم وظيفة حكومية خلاف الداخلية، استثني منها جيل التسعينات؟".

وتلقى الأسطل العديد من الردود على منشوره على الفيسبوك، بعض الردود قالت أن أي وزارة تحتاج لتزكية أمير مسجد! و هذا أصلًا يحدث في المقابلات أيضاً، أي أن أي وظيفة يتقدم لها الشباب يتم سؤالهم أنت بجوار أي مسجد! و كأن الوظيفة فقط للمحسوبية، وقالت بعض التعليقات أنه لا يوجد في غزة وظائف لجيل التسعينات سوا الداخلية و لم تحظى بها.

وتعليق آخر لفادي أبو شقرة، كتب: " بنظرة مختلفة، شو هي فرص التوظيف اللي عرضت على جيل التسعين مقارنة بجيل الثمانين!، ولا شيء فعليًا، لا وكالة و لا سلطة و لا حماس، الكل اكتفى".

وقال رئيس ديوان الموظفين في حماس، يوسف الكيالي في رده على الحملة: " في الفترة ما بعد العام 2007 كان هنالك طفرة في نسبة التوظيف لمعالجة آثار الاستنكاف إلى أن عدنا إلى نمط التوظيف المعتاد، وفى المجمل تم توظيف ما مجموعه 37688 موظفاً في القطاعين المدني والعسكري كان نصيب جيل التسعينات منهم 5964 موظفاً (3121 عسكري + 2843 مدني) أي ما نسبته 15.8‎%‎ من اجمالي من تم توظيفهم".

وكانت الكثير من التعليقات ضد حسبته التي أعلنوها خطأ منه و جابهوه بحسبة آخرى تعتمد على حقيقة الأعمار، و طلب المعلقون منه عدم التحدث بحزبية و محسوبية كما أتى لمكانته هو.

بعض المغردين على هاشتاغ حملة " #جيل_التسعينات "...

نشر الصحفي، يوسف حسان على صفحته الفيسبوك: " الي ست سنوات بشتغل في التحقيقات والتقارير الصحفية، أغلب التحقيقات عشان اعملها كنت اروح اشتغل بمصنع احجار عند صديق مشان احاول أجمع شوية مواصلات حتى أظهر التحقيق بالشكل المطلوب ومثلي كثيير، يا ريت حد يدور على هالجيل الضايع الي ما في شي باسمه إلا شريحة الجوال".

وشاركت، ابتهال شراب: " ما بتخيل انه اتاحت النا الفرصة لمرة انه نعبر عن نفسنا ونقرر شو بدنا ونشارك لناخد فرصتنا على الصعيد الحياتي والمهني، بعرف شغلة وحدة عن #جيل_التسعينات انه أغلب اصدقائي يا الله يرحمهم صاروا عند رب كريم خلال هالحروب اللي عشناها، يا الله يسهل عليهم بيعافروا في الغربة بعد ما فقدوا الأمل في غزة من اللي شافوه فيها، يا هياتهم بيتفرجوا ع عمرهم وهو بيضيع جوه غزة".

وشاركت الصحفية هالة شحادة بالحملة: " دائما كنا نشعر انه احنا الجيل الوحيد المش محسوب ع حدا".

وجدير بالذكر أن الفكاهة لا تخلو من الشباب الفلسطيني رغم الألم و المعاناة و المطالب، كتخفيف منهم لمعاناتهم، غرد بعض المشاركين بالحملة بشكل فكاهي.

كتب الناشط يحيى حلس: " جيل التسعين يعملوا فصيل و جناح عسكري و يحطوا أمين عام و يترزقوا سوا"

 

 

وشاركت أميرة أبو خضرة: " احنا جيل التسعينات كان نفسنا نكون قدوة يُحتذي بها، فجأة لقينا حالنا عبرة عشان الأجيال القادمة تتعظ".

وشارك الناشط سامي عروق: " بيوظفولي جيل التيك توك و بيعطوه شرعية يقمعني لما أطالب بحقي!! "

بيان حملة جيل التسعينات– شيبنا :

صدر يوم الأحد، بيان عن حملة جيل التسعينات- شيبنا، و نص البيان كالآتي:

قالت الحملة الشبابية في قطاع غزة - شيبنا إن مطلب جيل التسعينات هو عادل ومشروع، وعلى صناع القرار في الضفة الغربية وقطاع غزة الاستجابة الفورية لهم. وأكدت الحملة الشبابية - شيبنا أن أبرز المطالب الشبابية لجيل التسعينات تتركز بشكل كبير على ضرورة توفير فرص عمل للشباب، مشيرة إلى أن هذا الجيل قد يتعرض لكثير من الضغوطات والتحديات جراء استمرار الانقسام المدمر. وأشارت الحملة الشبابية - شيبنا أنه آن الأوان لتشكيل حالة شبابية ضاغطة على صناع القرار من أجل انتزاع هذا الحق الذي يكفله القانون، معبرة عن أملها بضرورة الإسراع في الاستجابة لمطالب الشباب وتحديدا جيل التسعينات.

وطالبت الحملة الشبابية - شيبنا كافة الشباب وأبناء جيل التسعينات بضرورة توحيد الجهود المبذولة، والالتزام بما يصدر عن الحملة من أجل ضمان وصول الرسالة المطلوبة للجهات المختصة.

وثمنت الحملة الشبابية - شيبنا الدور المشهود لكافة النشطاء والإعلاميين خلال النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتضامنهم الواسع مع قضية جيل التسعينات.

وسبق بيان هذه الحملة شكوى، من المحامي أحمد الخضري، مقدمة للنائب أحمد بحر، و النائب هدى نعيم، في المجلس التشريعي، بشأن جيل التسعين.