الانقسام بين الخطأ و الخطيئة
تاريخ النشر : 2020-09-15 23:02

قطار التطبيع الذي إنطلق مؤخرا أثبت بما لا يدع مجال للشك بأن تكريس الانقسام خلال السنوات الماضية وحل المجلس التشريعي فتح الابواب على مصرعيها وبث الدماء في الانقسام وجعل منه أمرا واقعيا .

وكان سببا في فتح شهية المطبعين لفتح علاقات مع إسرائيل والتحكم بالقصية الفلسطينية بطرق مختلفة.

ومن تداعيات حل الجلس التشريعي دون توافق والخطوات التي يتخذها كل طرف بشكل منفرد دون اتفاق كانت احدي هذه الاسباب التي ساهمت في غياب الوضع القانوني وأعطى فرصة لصناعة تشريعات جديدة كرست مفهوم الانقسام على المستوى الشعبي.

وخلقت هذه التشريعات واقعا جديدا لا يمحوها الا الوحدة الوطنية والبرنامج الموحد وهذا من شأنه إعادة الثقة الشعبية في القانون الفلسطيني ومخرجاته.

المطلوب التوافق علي برنامج وطني وخطة إنقاذ للحاله المدمرة التي وصلنا لها علي الصعيد الوطني وان لا تذهب تضحيات شعبنا مع الريح

وبالتالي لا بد من الاتفاق علي برنامج وطني جامع وقواسم مشتركه لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني من الضياع.

لذلك لا بد من الرجوع الي الاتفاقيات الموقعه والتطبيق الأمين لها مما يشكل دفعه باتجاه الوحدة وانهاء الانقسام .

ان اقصر الطرق لإنهاء هذه المعاناه وهذا الانقسام المدمر للنسيج الوطني الفلسطيني هو وجود اراده حقيقية لإنهاء الانقسام والذهاب باتجاه حكومة وحده وعقد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينيه ووضع جدول زمني ملزم لجميع الأطراف بتطبيق بنود المصالحة وان تتوج هذه المصالحة بالذهاب الي انتخابات تشريعيه ورئاسية لتجديد الشرعيات وفتح ملف منظمه التحرير الفلسطينيه وهي البيت المعنوي لجميع ابناء الشعب الفلسطيني لضم حركه حماس وحركه الجهاد الإسلامي اليها كونً هناك توافق من الجميع علي برنامج وطني واحد منً خلال الاتفاق علي وثيقه الاسري والتي توافقت عليها جميع الفصائل وهي لا تتناقض مع برنامج منظمه التحرير الفلسطينيه وبالتالي فان عناصر الاتفاق كبيره اذا ما وجدت الإرادة السياسيه لدي الجميع .

ان اهم عوامل نجاح المصالحة وطي صفحة الانقسام هو توفر الثقة لدي الجميع بان الكل الوطني في خساره إذا ما استمر هذا الانقسام وان الاتفاق والوحدة هي اقل تكلفه لجميع الأطراف من بقاء الانقسام السياسي ولا بد من جميع مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية ومجموع اليسار ان يشكل اللوبي الضاغط لإنهاء هذه الكارثة الوطنية من خلال تنظيم الفعاليات الشعبية الداعمة للمصالحه وانهاء الانقسام .

ان مصلحه الشعب الفلسطيني ان تتوحد قواه علي برنامج مشترك يضمن صمود الشعب علي ارضه في مواجهة الحملة الاستيطانية الشرسه التي تستهدف الارض والإنسان الفلسطيني فمع حصار الدم والشمس يصبح الانتظار لغه مهزومه ولابد للقيادة الفلسطينيه ان تبادر الي الانحلال من اتفاقيه أوسلو التي لم يعد الاحتلال يتمسك بها والانتقال الي مرحله الدولة بكل ما تعنيه الكلمة وما لها من استحقاقات والتوجه الي مجلس الأمن للحصول علي العضوية الكاملة والانضمام لجميع الاتفاقيات الدولية لخلق واقع جديد علي الارض والخروج من عنق الزجاجه فكل هذا لن يكتب له النجاح طالما بقي الشعب الفلسطيني يعيش تحت خطيئة الانقسام الذي لولاه لما تجرأت الإدارة الأمريكية علي الاعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل ونقل السفارة اليها ومحاولة تصفية قضية اللاجئين ولما تجرأت بعض الدول العربيه علي محاوله التطبيع مع الحكومه الاسرائيلية .

الوضع الراهن يحتم علينا مغادرة مربع الانقسام والإسراع بالتوافق الوطني وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير كونها الممثل للكل الفلسطيني والتمسك بالثوابت حتي ينال شعبنا الحريه ويحقق حلمه بالتحرير .