عبقرية التكوين الأولى
تاريخ النشر : 2020-09-23 16:32

عبقرية التكوين الاولى هى بهذه الحزمة التكوينية والتى ترتبط بمعطيات الواقع بابعاده الثلاثه : القطرى والقومى والأممى .. وتحديد شكل الصراع حتى تحدد الادوات فلكل نوع ادواته وعندما تحدد طبيعة الصراع بانه صراع حضارى والحضارى يرتبط بارض وانسان وثقافات ومعتقدات وتراث وتاريخ وبعد انسانى وعمق هذا الواقع يصل حد العشق والتوحد ليقتنع الذاهب الى الغد بطريقه الذى يملؤه العفار ..

و ترسخ ذلك فى مقولة الشهيد القائد والمعلم الرمز ياسر عرفات حين ربط الثورة بمقبض الطبيب وريشة الفنان وقلم الكاتب اليس هذا تعبيرا عن عبقرية التكوين والمحتوى ويقرر كل شئ حتى علاقة الشاب مع بنت الجيران ؟

اذا كانت مفاهيمنا تخالف وتغالط هذا البناء فاننا نبحث عما تحت اللباس ونكون كمن يرمى الملعقة تحت طاولة الطعام لينزل ويلتقطها ليشاهد ما يشبع غرائزه ..
فالثورة ترتقى بابناءها خلقا وفكرا وتغليب العام على الخاص وتمتاز ثورتنا بانها تملك من الرموز السياسيين والكتاب والفنانين ما يذهل المتتبع لعبقرية مخطوطات مركز الابحاث الفلسطينى قبل ان يدمره التتار " الصهاينه " كما دمروا مكتبة بغداد وهذا يرسخ وعينا بما تحدثنا به سابقا فتدمير الثقافة هو الذى يرتكز اليه عدونا بسياسة الافراغ والتفريغ والمثقف يقف عصيا عن الكسر والتدمير ..

وحتى نكون بمستوى افكارنا وثقافتنا الحركية وبناءنا القائم على ما سبق نستطيع ان نحدد اذواقنا فيما نسمع من موسيقى وفيما نقرأ وفيمن نحب ونكره ومن معنا ومن علينا والتعمق فى خطوط لوحة بوعى وادراك .. حينها مثلا نعرف ما قيمة موسيقى الدانوب وما اثرها وقوتها فى الحرب العالميه .. ونعرف بوعى شكل الصراع فى امريكا اللاتينيه ومن هم الساندنيست ونقيضهم الكونتراس ومن هو دانييل أورتيغا .. ومانديلا وباتريس لومومبا واحمد بن بيلا ومن الكتاب الذين شكلوا ثقافاتنا وصاغوا عقولنا ومن الفنانين من الصقونا بانسانيتنا هنا نستطيع ان نحدد معسكر اعداءنا ومعسكر اصدقاءنا بكل بساطه .. هذا ما اعطى حركة فتح بعدها الثالث وغطى الفراغ الذى تركه جمال عبد الناصر بوفاته لتخرج من اطارها المحلى للاممى وهذا شعارها الاستراتيجى ثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر اى " فلسطينية الوجه - عربية العمق - انسانية الابعاد " والا لماذا كانت تستثمر حركة فتح اموالا طائلة فى افريقيا ؟ وكيف استطاعت ان تكسر قناعات اسرائيل بانها الوحيدة التى يمكن ان تسيطر على افريقيا السوداء .. وهذا التنافس داخل امريكا اللاتينيه وكسر الجمود فى العلاقات مع اوروبا الغربيه نصيرة امريكا واسرائيل ؟ هو الوعى بمخاطبة هذا الغرب بلغة يفهمها ويدركها تماما فثقافة الكومونه فى فرنسا تفرض الاستماع للغة الثائر وفى افريقيا توقفت الكثير من العلاقات الدبلوماسيه مع اسرائيل وترسخت مع م ت ف وكان يستقبل الزعيم ابا عمار استقبال الرؤساء والزعماء قبل ان تتكون السلطة الوطنية بعقود ..

هناك فرق بين ان يطرح الشعار بالثقافه وحضارية الصراع وبين التنفيذ الذى يغرقنا فيه جاهل وامى بهذه المبادئ والقيم فتصبح هناك لغات مختلفه وقيم مختلفه تؤدى لحال من عدم الانسجام وبعض التخلف فى كثيرين من ابناء الحركه .. وهذا خطير جدا فالاصل هو البناء التنظيمى وهيكله وادبيات الحركه التى تشكل قوانين وتطبيق القيم الثوريه وعدم التناقض بين شكل الصراع وادواته ولغة الذى يدافع عن حضارية الصراع بقناعاته بحجم تعملق جذوره فى التاريخ ..