ردا على أحد الأخوة المطالبين بالإنسحاب من أوسلو ..!
تاريخ النشر : 2020-09-28 08:07

أوسلو هو الإنجاز الوحيد للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية من بعد النكبة سنة 1948م، وهو المحطة الإستراتيجية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي، أي نقل القضية الفلسطينية من مشكلة لدول الجوار العربي إلى مشكلة وجودية لكيان الإحتلال الصهيوني عليه وليس على غيره حلها وإيجاد الحل المناسب لها وتحمل عبء المسؤولية الأخلاقية والقانونية .. لذا عقدة نتنياهو واليمين الصهيوني تتجسد في كلمة أوسلو .. ولذا قتل رابين وعرفات على يد اليمين الصهيوني وجرى الإنقلاب عليه أي على اتفاق أوسلو ...
لقد مثل إتفاق أوسلو محطة انكسار المشروع الصهيوني ... ومحطة بداية مرحلة استعادة التراب الوطني الفلسطيني .. في سياق رؤيا استراتيجية وطنية .. بعيدة المدى ... تعتمد حرب الشعب الطويلة المدى.
ولهذه الأسباب تم الإنقلاب عليه ... ولم يسمح له أن يواصل إكمال ما كان مخطط له أن يصل إليه ...
وهكذا يهرب الكيان الصهيوني من مواجهة إشكالية وجوده مع الشعب الفلسطيني إلى الهوامش والأطراف التي لا تقدم ولا تؤخر في حل مشكلته الوجودية باحثا عن الأمن والسلام في أبو ظبي والدوحة والمنامة ... وربما الخرطوم .. وغيرها ... الخ ..
متغافلا أن الذي يمكن أن يوفر الأمن له وللمنطقة هو فقط ابن القدس وغزة ونابلس والخليل ورام الله وحيفا والجليل والنقب ... الشعب الفلسطيني فقط هو الذي يصنع الأمن والسلام وليس غيره ...
من يريد الإنسحاب من أوسلو .. هو كمن يطلق النار على قدميه، هو من تتوافق مواقفه واليمين الصهيوني لقذف فلسطين وهمها وقضيتها وشعبها إلى خارج جغرافية فلسطين ويعمل على اعادة تحميل عبء القضية الفلسطينية إلى دول الجوار ويعمل على اعفاء الكيان الصهيوني منها وما ترتبه عليه من مسؤوليات أخلاقية وقانونية وسياسية ... المطلوب ليس الإنسحاب من أوسلو إنما العمل على انتزاع بقية الحقوق التي نص عليها أوسلو والمراكمة على هذا الإنجاز مهما كان بسيطا وصولا إلى الهدف النهائي وفق استراتيجية ورؤية ثابته بشأن حق العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس .. وليس التخلي عما في يدنا والهدم والعودة للبدء من نقطة الصفر ...
إنها جدلية الصراع خذ وطالب وانتزع وراكم وصولا إلى أهدافك النهائية.
للحديث بقية ...