أكتوبر / تشرين أول 1973م سيبقى حي في الذاكرة ..! 
تاريخ النشر : 2020-10-01 21:17

 قبل سبع وأربعين عاما وقعت الحرب العربية الإسرائيلية في السادس من أكتوبر/ تشرين أول عام  1973م، بهدف تحرير الأراضي العربية المحتلة حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس واقتحمت خط بارليف الحصين كما اقتحمت القوات السورية مرتفعات الجولان وجبل الشيخ بمشاركة من قوات عربية أردنية ومغربية وفلسطينية ومن ثم عراقية، كما شاركت إلى جانب القوات المصرية قوات كويتية وجزائرية وفلسطينية، وقد تجلى التضامن العربي حينها بأبها صورة حيث أوقف  المغفور له جلالة الملك فيصل تصدير البترول للدول الغربية التي كانت منحازة للكيان الصهيوني، وفي هذا العام كنت قد أنهيت السنة الثانية من دراستي الجامعية في دورة يونيو حزيران والتي سافرت اثرها إلى فرنسا رفقة الصديق وشقيق الروح الدكتور نزار محمد بدران ابن سلوان القدس الذي كان قد أنهى هو الآخر السنة الدراسية الثالثة في كلية الطب من نفس الجامعة ... لم يكن سفرنا إلى فرنسا حينها بغرض السياحة وإنما كان بغرض العمل إما في قطف العنب أو العمل في المصانع لنكسب بعض المال الذي يعيننا في توفير بعض المصاريف التي نحتاجها نظرا لعدم توفرنا على أية موارد في الصيف تساعدنا على تكاليف الحياة حيث كانت الجامعة تصرف لنا منحة دراسية بسيطة لا تزيد عن  ثمانين دولار لمدة تسعة أشهر فقط وهي شهور السنة  الدراسية فقط ... وبالفعل فقد عملنا قرابة سبعين يوم عمل في مدينة ديجو الفرنسية كان معظمها في مصنع المخللات والموتارد وفي مصنع للبلاستيك ..  

عندما وقعت الحرب قررنا العودة إلى الرباط لنرى ما يجب علينا حيث كنا مسؤولين في الهيئة الإدارية لإتحاد الطلاب فرع المغرب، وقد سبقني صديقي في السفر وتأخرت أنا لإستلام مستحقاتنا ومن ثم اللحاق به في نهاية نفس الأسبوع .. 

وقد كانت مستحقاتنا تقارب ثلاثة آلاف فرنك فرنسي للواحد استلمتها وعدت إلى الرباط على عجل .. وما أن وصلنا حتى جرى وقف اطلاق النار على جبهات القتال قبل أن تحقق الحرب ما كنا نتمناه من تحرير للأراضي العربية المحتلة .. فكانت حرب تحريك كما سميت من قبل المراقبين ولفتح ملف التسوية والمفاوضات كما رسمها هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكي حينذاك، ورغم ذلك سيبقى السادس من شهر أكتوبر في كل عام يذكرنا بأهمية التضامن العربي الذي مثل الرَّد الطبيعي على التحدي الصهيوني للأمة العربية، والذي لا بديل عنه .. لإستعادة العزة والكرامة والأراضي العربية المحتلة التي باتت غائبة اليوم مع غياب ذلك التضامن الذي تجسد في حرب أكتوبر ..