هل "تتفكك" حكومة نتنياهو.. وتذهب إسرائيل لانتخابات مُبكرة؟
تاريخ النشر : 2020-10-06 21:20

قد يكون الحديث عن انتخابات مبكرة في دولة العدو الصهيوني وبخاصة في ظل التفشي المتسارع لجائحة كورونا.. مُستغرباً, إذا أخذنا في الاعتبار صعوبة إجراء كهذا, بعد أن لم يعد بمقدور أجهزة الكيان الصهيوني استيعاب الموجة الجديدة بعد أن فشلت في استيعاب الموجة الأولى, على نحو لم يتردَّد بعض من وزرائها وقادة أجهزتها الأمنية كما الصحية من توقّع انهيار الجهاز الصحي. وهناك من ذهب بعيداً في القول بأن إسرائيل ذاهبة إلى كارثة مُتدحرجة في الوقت ذاته الذي تخرج فيه تظاهرات شعبية عارمة زاد عدد المشاركين فيها السبت الماضي عن (150) ألف متظاهر, دعوا فيها إلى استقالة نتانياهو ليس بسبب فساده وأنانيته بل خصوصاً بسبب فشله الذريع في التصدّي للجائحة, وتفضيل مصالحه الشخصية وبخاصة مستقبله السياسي, على بذل جهود مضاعفة لكبح آثار كورونا الاقتصادية والاجتماعية.

نتانياهو في مأزق كبير تزيد من حِدّته حملات وسائل الإعلام المختلفة التي تُحمله مسؤولية ما وصلت الأمور إليه في المشهد الوبائي والاقتصادي الراهن, وفشله في تسويق «إنجازاته» السياسية الشرق أوسطية التي قام بتضخيمها. فضلاً عن احتمالات قيام المستشار القضائي للحكومة مندلبليت بإعلان «عدم أهلية» نتانياهو لمواصلة الاضطلاع برئاسة الحكومة في ظل لائحة الاتهام الرسمية الموجهة له بتلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة.

يضاف الى ذلك كله ما يحدث على المستوى الوزاري, حيث بدأت حكومته بالتصدّع بعد الاستقالة المدويّة لوزير السياق آساف زمير(كاحول/لافان) الذي قال: انه لا يثق برئيس حكومة لا همَّ له سوى مصالحه الشخصية, ثم برز تهديد آخر من وزير العلوم والتكنولوجيا بالاستقالة, ما أثار مخاوف باحتمالات انسحاب كاحول/لافان, الذي بدأ رئيسه غانتس يشعر على ضوء الوقائع الملموسة, انه بات أبعد ما يكون عن احتمالات تسلمه رئاسة الوزراء في تشرين الثاني 2021، الأمر الذي انعكس في تشدّد «مفاجئ"استبد به, عندما دعى (غانتس) وزير العدل نيسنكرون الشروع بإجراء تعيين سريع لنائب عام دائم للدولة, كذلك الشروع بأجراء تعيين لمفتش عام دائم «للشرطة», رغم ادراكه ان نتانياهو يقف ضد الإجرائين, ما استدعى من غانتس رفع سقف التحدّي بالقول: مَن لا يُلائمه هذا..فليُحدّد موعداً للإنتخابات»..

أيّاً يكن رد فعل نتانياهو الذي سيلجأ للصمت مُستغلاً عطلة عيد «العُرُشْ» (سُوكُوت) الراهنة, ليعيد بناء «استراتيجية» جديدة لمواجهة احتمالات انسحاب كاحول/لافان من إئتلافه, او العمل على شقّ هذا الحزب المُتراجع شعبياً, واستمالة مَن يتمرّدون على الثنائي غانتس/اشكنازي للحؤول دون انهيار حكومته.

رغم مؤشرات تشي بأن إمكانية نجاحه في عدم تفكّك حكومته باتت مستحيلة, بعد أن فقد كل الكوابح وبات «العنف» هو وسيلة أجهزته الأمنية التي لا تتردّد في المسّ بالمتظاهرين واعتقالهم والتنكيل بهم, على ما تنقله الفضائيات والقنوات الإسرائيلية نفسها. ما يعني الذهاب لانتخابات مبكرة قد تحول كورونا دون إجرائها, وعندها تدخل إسرائيل في أزمة حُكم عميقة.

عن الرأي الأردنية